قراءة في :
تخطيط بدراسة تشريحية سريالية بقلم الحبر الجاف الأسود ،بأنامل الفنان العراقي @ahmed.alsardar
يقول الفنان: ” الصرخة” ، هي صرخة تحدي و ليست صرخة ألم …رغم المعاناة ، سيبقى صارخا بوجه عدوه كزئير الأسود .
#القراءة :
اعرج اولا على المدرسة السريالية في الفن التشكيلي: تهدف الى التعبير عن العقل الباطن و الأحلام و التجارب الداخلية للإنسان بطريقة تتجاوز الواقع المادي و المعقول ، و السريالية بمعناها الفوق واقعية
حسب مُنظّرها أندريه بْرِيْتُون فهي آليّة أو تلقائية نفسية خالصة، من خلالها يمكن التعبير عن واقع اشتغال الفكر إمّا شفوياً أو كتابياً … طريقة تبرز احوال الرسامين اللاشعورية .
ما رسمه الفنان الأستاذ احمد السردار بتقنية ” صعبة” القلم الجاف ( اعرج عليها لاحقا) رسمة أطلق عليها عنوانا ” الصرخة ” سبقه لهذه الصرخة الرسام النرويجي ادفارد مونش ، لكنها كانت بالألوان .
#ايحاءات_اللوحة : الصرخة و رجع صداها ؛ سمعناها فزلزلت كياننا ، تفاصيل أبدع الرسام فيها ، تحركت لها كل الشرايين و الأعصاب بعد تمخضها داخليا من خلال أعصاب الصدر و الرقبة ، كانت عالية حد صم الآذان ، فهل من مستمع فهم الرسالة ؟ صرخة تجاوب لها هذا التشريح في الفن التشكيلي: جمجمة تشققت من قوتها ، فاه فُتح على آخره ، و كأنها كانت مكبلة بحبال و قيود تركتها إلى الوراء و هذه هي الولادة التي ذكرتها أعلاه ، صرخة بعد مخاض ، و مخاضها تراكمات جعلت من صاحبها يجمع كل ما بداخله من احساس ، صرخة قال عنها الفنان تحدي في وجه عدو لم يستجب الى نداءات الاستغاثة ، فزاد من طغيانه و الظلم.هي صرخة كل مظلوم أغتصبت حريته و أرضه و كلمته ، صرخة تحدي لعل يصل صداها الى أعمق نقطة في هذا الكون.
أحمد السردار هذا الفنان الذي يرسم الواقع و احساسه ، أخذ من القلم الجاف تقنيته ، لونه أسود ، لا مجال و لا مكان للمحاة ، تقنية تتطلب التركيز و الانتباه من أول ما وضع قلمه لرسم الموضوع الى حين رفعه و خط امضاءه على العمل المنجز ، أبدع في اظهار اماكن الظل و الإضاءة التشكيلية ، فالصرخة من فاه غطاه الظلام إلى النور و انتشارها ، ما اتى به القلم على شكل حبال ، كانت الصرخة الأداة للتخلص منها ، رغم ان الرسمة كانت على شكل جمجمة ، و الجمجمة لا نراها الا بعد فناء الإنسان ، و لكن الرسام كانت رسالته واضحة : حتى الموت لن يمنع صرخة التحدي فرسالته ستتوارثها الأجيال و لن يفنى من يطالب بحقه ” يقول الرسام : سيبقى صارخا بوجه عدوه كزئير الأسود ” و فعل س يبقى ماهو الا دليل على الاستمرارية .
أبدعت فناننا و سلم الفكر و الأنامل
ما اوحى لي به التخطيط بقلمي سعيدة بركاتي تونس/