حين عادت،
كأن الصبحَ نادى في دمي،
كأن قلبي كان يحفظ أغنيةَ الغيم منذ ألف شتاء…
حين عادت،
تهدلت بين يديها الأزمنة،
واختلط العتابُ بالماء،
والدمعُ بالضحكة الخجلى.
قالت:
يا كلّ صبري،
يا مرفأ أيامي الغارقة،
لم أكن إلا ظلّك الملتاع…
ولم تكن إلا نبضي الحائر في الغياب.
فابتسمتُ،
كمن يعثر فجأةً على اسمه بعد طول نسيان،
ومددتُ قلبي لها،
قصيدةً،
ومواسمَ،
وخطايا،
وغفرانًا نديًّا بالحب.
فعاد الهمس إلى بحّته،
وعاد الزهرُ إلى رجفته،
وعاد اسمي يتفتّح على شفتيها
كأنه لم يُخلق إلا لها.
حيدر الأديب