رسالتي الملتهبة إليك
__________________
ساردي القوي، والذي يرتدي من صنوف الكتابات مايحلو له، يتقنُ بمهارة العزف على مكونات الكتب، يتلعثم عندما يريد ويفصح أكثر بكثير إذا أراد، قويٌ بمقدار، ضعيف إذا رغب، متخفٍ بأثواب الشخوص ليزيح عن كاهله أي أثرٍ للومٍ أو تقريعٍ بعد ذلك…
إليك…
أكتبُ هذه السطور وأنا محمّلة بالكثيرِ من المشاعر، والتي استبدّت بي منذ بدأتُ ألاحقك بين السطور،
فمن أنت؟
أريدك أن تمنحني فرصةً لأحللك، أريد أن أراك بجسدك الإنساني وعقلك الذي يتطوّر مع كل رواية، أرغب أن أرى انفعالك الحقيقي، فقد أثّرت بي كثيراً مؤخراً…
هل أنت رجلٌ أم أنثى؟
طفلٌ أم عجوز؟
محقٌ أم مخطئ، قوي أم ضعيف؟
يتلبّسني الفضول لأراكَ على حقيقتك، دون أن تكون معجوناً بماء السّرد، ومأخوذاً بروح الكلمة ومسحوراً بحبكةِ رواية،
أريدك أن تجلس معي في جلسة صفاء ذهنيّ، دون أن تستحضر من صفحاتِ الرّوايات شعوركَ أثناء الظلم، القتل، الموت، الفرح…
أريدك أن تتصرّف بتلقائيّة وليد، عرفَ للتو ذاته وأُعجِبَ بها
سمعتُ من أحدِ أقاربي في زمنٍ مضى- عندما كانت الكتب لفائف، والحروف رموز – أن أحدهم ضبطكَ متلبّساً تجهش بالبكاء بجانب جسرٍ معلق، وقد انطويتَ على نفسكَ متأثّراً بنهايةٍ مبتورة لروايةٍ كنت أنت فيها السّارد الوحيد،
وها أنا أطرحُ عليكَ سؤالاً حقيقيّاً هذه المرة ولا أبغي جواباً منطقيّاً بل صادقاً فقط…
هل تريحك النهايات المفتوحة أم تعذبك؟، هل تفضّل أن تكون السّارد الفطِن الوحيد، أم تريد أن تتوارى أحياناً خلف شخوصٍ تخلّقها من مشاعر مضطربة لتنسى أو تتناسى دورك المعرفيّ ياسليل الرّواة وابن الحروف
ثم…
لاتتجاهل قوانين السّرد، ولا تمسك نفسك عن الحزن ، فأنا أيضاً حزينة، إذ أحسست مؤخراً باليأس مثلك فيما مضى، فوجودك الحتميّ في رواياتٍ قرأتها بشغفٍ ومحبّة متوقعةً صداها الذي يشبه رنين الخلاخل في أقدام ساحرةٍ من الشرق، خاب أملي وتوقّف ذلك الصوتُ عن الرنين بمخيّلتي…
أريدُ منك جلسةً يحكمها فقط الصّدق، لأعرفَ هل أنتَ حقيقيٌ مثلي، فأنا قد تعبتُ من ملاحقتك بين الروايات، لأنّك تتقنُ التّخفي، وبكلّ بساطةٍ تستطيع محو شعورك وترك شعوري ينزف…
أنا القارئةُ النّهمة والمستمعةُ الأولى لكل إشارةٍ تنبض بها صفحاتُك، فأرجوك…
كن رحيماً وامنحني فرصة اللقاء خارج الصفحات
ريم
الأحد ٢٧ نيسان ٢٠٢٥