مازلت أريدها
……………..
عند الخمسين
لم أطلب وردًا،
ولا ساعةً فاخرة،
ولا وشاحًا يخبّئ التجاعيد.
في عيد ميلادي،
طلبتُ دُميَة.
نعم،
دُميَة…
كما تلك التي
نسيها حبيبي ذات عيد،
وغابت معه.
دُميَة،
مزّقها أبي حين رآني
أتعلّم كيف أكون أنثى،
وأُخبّئ في حضنها
صورةً
لرجلٍ لم يجيء.
مرّت سنون،
كبرتُ،
تهذّب حزني،
وتجمّل وجعي،
لكنّ الطفلة بداخلي
ما زالت
تُربّت على ظلّ الدُمية،
وتسأل:
“متى يعود؟”
اليوم، عند الخمسين،
أطلبها من جديد،
لا لألعب،
بل لأصافح ذاكرتي،
وأغفر لزمني الطويل
أنه لم يمنحني
ما أردت.
دُميَةٌ
تحملني كما أنا،
بكل ما انكسر،
وما ظلّ واقفًا
برعونة الطفلة.
دُميَةٌ
أضمّها حين يثقل قلبي،
وأبوح لها
بما لا يليق أن يُقال
بصوتٍ عالٍ.
في الخمسين…
لا نكبر كفاية لننسى،
ولا نصغر كفاية لنعود،
نكتفي
بدُميَة،
وقلبٍ
لم يتخلّ عن الحنين.
راضية بصيلة