التي بكت وحدها… كانت أمًّا.
سامحوني…
ما جئتُ لأطفئ نورًا،
ولا لأكسر تراتيل الرجاء،
لكنّ الأسئلة تتكدّس في صدري
كما الأنقاض فوق أحلام الصغار،
كما الحِداد
يثقل أعمار الأمهات.
كلّ الحكاية…
طفلة في غزّة
ماتت قبل أن تحفظ أمُّها ملامحها،
قبل أن ترسم ضحكتها
على وجه الصباح.
صعد دعاؤها،
ولم يرجع.
وكان الزمن
يرتق عباءته المرتجفة،
يهمس:
“في الرضا تكمن الإجابة.”
أيّ رضا؟
والقلب ينوء بثقل النحيب،
والأرض تئن
تحت أقدام المصلّين،
والسماء… لا تُجيب.
ما اخترتُ الحريق،
لكنّ الصقيع
وجعٌ مقيم،
والنعيمُ الذي لا يسع صرخةً…
لا يعنيني.
قالوا:
“الإيمان صمت.”
فصمتُّ،
حتى تحجّرَ الدعاء في الحلق،
وغزّة تموت
بين نشرة أخبارٍ وأخرى.
الجنّة؟
ما قيمتُها
إن لم تسع دمعةَ أمّ،
وإن لم يكن فيها موضعٌ
لشهيد
وسّده الترابُ بلا وداع؟
سألني وجعي:
“ماذا تبقّى منكِ؟”
فتنهّدتُ بأسى،
وقلتُ:
“ما أُجبت…
الصمتُ أجاب عن كلّ شيء.”
تسلّل صوتٌ
لا يُشبه الأصوات،
همسٌ لا يعلو ولا يختفي:
“لا حاجة للثورة،
يكفي أن يوقظكِ الشك،
فالذين يسألون…
لا يموتون نيامًا.”
فلا أجوبة تشفي،
ولا صمت يكفي…
نبت من الجرح ظلّ،
تجاوز الإنسان والسؤال،
وحين مرّ،
انحنت اللغة،
وتأخّر الزمن عنّي.
* “هذا النصّ ليس إلّا بوحًا إنسانيًّا في وجه ما لا يُطاق… سؤال الروح حين تُظلم السماء.”
⸻
راضية بصيلة