في مثل هذا اليوم 28 ابريل1929م..
ملك العراق فيصل الأول يكلف توفيق السويدي بتشكيل وزارة جديدة وذلك عقب تعيين كلبرت كلايتن مندوبًا بريطانيًا ساميًا في العراق.
الملك فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي (20 مايو 1883 – 8 سبتمبر 1933) ثالث أبناء شريف مكة الحسين بن علي الهاشمي وأول ملوك المملكة العراقية (1921-1933) وملك سوريا (مارس 1920- يوليو 1920).
ينتمي إلى أسرة آل عون الهاشمية، وولد في مدينة الطائف، وترعرع عند قبيلة عتيبة في بادية الحجاز وتربى مع إخوته بكنف أبيه الحسين بن علي الهاشمي وفي رحاب البادية درس الأمير فيصل الابتدائية مع أخويه الأمير علي بن الحسين ملك الحجاز فيما بعد والأمير عبد الله بن الحسين ملك الأردن فيما بعد، حيث تعلموا اللغة التركية قراءة وكتابة. وقد نشأ مع البدو في حياة الصحراء والتقشف وقسوة المعيشة، وتعلم الفروسية والمبارزة بالسيف والبندقية.
في عام 1896 سافر مع والده الشريف الحسين بن علي إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية بدعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، لكي يكون قريبا منه وتحت مراقبته، واختير عمه شريفاً لمكة رغم أنه يفترض أن يتبوأ هو هذا المنصب. أقام الجميع في قصر العدالة إقامة جبرية وجرى انتداب مدرس خصوصي لتعليمه اللغة التركية مع أخوته الثلاثة أنجال الشريف الحسين بن علي، وتعلم فيصل في الأستانة اللغات التركية والإنجليزية والفرنسية والتاريخ، وعلمه والده القرآن الكريم. حيث أتقن اللغتين التركية والإنجليزية وبعضا من اللغة الفرنسية. وتزوج هناك من حزيمة ابنة عمه ناصر في عام 1905 وأنجب منها:
الأميرة عزة
الأميرة راجحة
الأميرة رئيفة
الأمير غازي (1912-1939) ملك العراق لاحقاً.
عاد إلى مكة المكرمة وبقية أسرته في عام 1909 اثر تنصيب والده شريفا على مكة، وتحديداً بعد مجيء جمعية الاتحاد والترقي وخلع السلطان عبد الحميد الثاني، عينه والده قائداً للسرايا العربية التي تقوم بقمع القبائل العربية المتمردة على السلطة العثمانية، وانتخب الأمير فيصل في مجلس “المبعوثان” البرلمان العثماني ممثلا عن مدينة جدة، فعاد إلى الأستانة واكتسب أثناء إقامته هناك خبرة سياسية ومعرفة شاملة بالسياسة التركية ورجالها.
فيصل وجمال باشا:
صادف وجود الأمير فيصل في دمشق صدور أحكام الإعدام على مجموعة من العرب المتورطين بدعوة دول أوربية لاحتلال بلدهم في بيروت ودمشق بأمر من جمال باشا، فتوسط لدى جمال باشا بأن يعفو عنهم، إلا أن جمال باشا لم يستجب لذلك التوسط، فأمر باعدامهم في ساحة المرجة بدمشق وساحة البرج في بيروت في 6 مايو/أيار 1916، فغضب فيصل غضبا شديداً لكنه كتم ذلك الغضب.
ثم تعامل مع جمال باشا بشكل حذر جدا حتى لا يثير شكوكه وارتيابه في الثورة التي كان يخطط لها والده بالتعاون مع بريطانيا. وعلى الرغم من توتر العلاقة بين الأمير فيصل وجمال باشا فقد استأذنه الأمير فيصل للعودة إلى مكة، فوافق جمال باشا على طلبه. فعاد إليها الأمير فيصل قبل قيام الثورة العربية بشهر.
أعلن الشريف الحسين بن علي الهاشمي الثورة ضد الدولة العثمانية في يونيو عام 1916 بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وتمكنت قواته من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني لورنس، وطردوا الجيش العثماني من مكة والمدينة المنورة والطائف وجدة وينبع والعقبة.
ملكاً على العراق (1921 – 1933)
مراسم تتويج الملك فيصل الأول على عرش العراق 23 أغسطس 1921
على إثر اندلاع ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 بحضور ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني آنذاك للنظر في الوضع في العراق. والذي أعلن عن تغيير الحكومة البريطانية لسياستها بالتحول من استعمار مباشر إلى حكومة إدارة وطنية تحت الانتداب، على إثر تكبد القوات البريطانية في العراق خسائر فادحة.
أعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة حكومة ملكية عراقية، ورشح في هذا المؤتمر الأمير فيصل بن الحسين ليكون ملكاً على العراق، فتشكل المجلس التأسيسي من بعض زعماء العراق وشخصياته السياسية المعروفة كمثل نوري السعيد باشا، ورشيد عالي الكيلاني باشا، وجعفر العسكري، وياسين الهاشمي وعبد الوهاب النعيمي الذي عرف بتدوين المراسلات الخاصة بتأسيس المملكة العراقية. وأنتخب نقيب أشراف بغداد السيد عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسا لوزراء العراق والذي نادى بالأمير فيصل ملكاً على العراق.
في 12 يونيو 1921 غادر الأمير فيصل ميناء جدة إلى العراق على متن الباخرة الحربية البريطانية نورث بروك، التي وصلت لميناء البصرة يوم 23 يونيو 1921، فاستقبل الأمير فيصل استقبالا رسميا حافلا، وبعدها سافر بالقطار إلى الحلة وزار الكوفة والنجف وكربلاء، ووصل بغداد في 29 يونيو 1921 واستقبله في المحطة السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني والجنرال هولدن قائد القوات البريطانية في العراق ورئيس الوزراء العراقي المنتخب عبد الرحمن النقيب.
في 16 يوليو 1921 أذاع المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس قرار مجلس الوزراء العراقي بمناداة الأمير فيصل ملكاً على العراق في ظل حكومة دستورية نيابية، ولقد توج الملك فيصل ملكاً على العراق باسم الملك فيصل الأول بعد تصويت حصل فيهِ على نسبة 96% من أصوات المجلس. وحصل التتويج في 23 أغسطس من عام 1921، في ساحة ساعة القشلة ببغداد.
بعد مبايعته ملكاً على العراق وفي عام 1930 عقد معاهدة مع بريطانيا، سميت بمعاهدة 1930 أقرت بموجبها بريطانيا استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب، وضمنت الاتفاقية أيضًا بعض التسهيلات لبريطانيا في مجال تسهيل مرور القوات البريطانية في أوقات العمليات الحربية، والتعاون في المجالات الاقتصادية.
وفاته والشكوك حولها:
الملك فيصل الأول عام 1933
سافر الملك فيصل الأول إلى بيرن في سويسرا في 1 سبتمبر 1933، لرحلة علاج وإجراء فحوص دورية ولكن بعد سبعه أيام أُعلن عن وفاته في 8 سبتمبر 1933، إثر أزمة قلبية ألمت به.
وقيل وقتها بأن للممرضة التي كانت تشرف على علاجه لها علاقة بموته حيث شيع بأنها قد سممته بدس السم في الإبرة التي أوصى الطبيب بها. وقد نشرت صحف المعارضة العراقية أن الوفاة لم تكن طبيعية، وشككت في دور بريطانيا في القضاء عليه، ودس السم في شرابه أو في الحقن الطبية التي كان يُحقن بها. وكانت تقارير الأطباء السويسريين قبل وفاته بيومين تؤكد أنه بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض خطيرة، ولكن تقرير الوفاة ذكر أن سبب الوفاة هو تصلب الشرايين. وأرجعت الممرضة البريطانية التي كانت ترافقه سبب الوفاة إلى التسمم بالزرنيخ الذي أذيب في الشاي الذي شربه قبل وفاته بست ساعات، خاصة أن الأعراض التي ظهرت عليه في الاحتضار كانت أعراض التسمم بالزرنيخ.
حُنطت جثته وأُرسلت إلى إيطاليا ومنها إلى ميناء حيفا ومنه إلى عكا ومنها إلى مدينة الرطبة العراقية عن طريق الجو، حيث وصلت بغداد في 15 سبتمبر 1933 ودُفنت رفاته في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد.
تولى أبنه الأكبر غازي الأول عرش العراق في سبتمبر 1933.
توفيق السويدي ثم الدوري ( 1308 – 1388ه / 1892 – 1968 م ) سياسي ووزير عراقي ورئيس وزراء العراق في عهد المملكة العراقية.
ولد توفيق السويدي في بغداد، وترجع أصولهُ إلى عشيرة البومدلل من عشائر الدور ويرجع نسب هذه العشيرة إلى جدهم الأكبر العباس عم (النبي محمد). ولقد رحل جده من الدور إلى بغداد، وتتلقب عائلته بالسويدي نسبة إلى جدهِ الأكبر عبد الله السويدي ونسبة إلى خال عبد الله السويدي أحمد السويد ووثق نسب عبد الله السويدي أمام القاضي في بغداد، المفتي الشيخ عبد الرحمن الرحبي سنة 1567م.
ولقد سجن توفيق السويدي بعد ثورة 14 تموز 1958 في العراق ثم عفي عنه عام 1961، وغادر العراق وعاش في لبنان إلى أن توفى فيهِ عام 1968.
وآل السويدي اشتهر رجالها بالعلم والأدب والإفتاء والتدريس، فتوفيق الابن الثاني للشيخ يوسف أفندي السويدي أحد رجال ثورة العشرين، وأحد قضاة العراق وعند قيام الحياة النيابية في العراق عين عضوا بمجلس الأعيان واختير أول رئيس لمجلس الأعيان في العراق في 16 تموز 1925 وجدد انتخابه حتى 16 تموز 1929.
والأستاذ توفيق السويدي شقيق ناجي السويدي رئيس وزراء العراق وعارف السويدي والدكتور شاكر السويدي.
ولقد شارك في فترة شبابه مع عدد من الشباب القوميين العرب بتأسيس جمعية العربية الفتاة التي طالبت بنيل العرب استقلالهم عن الدولة العثمانية.
تولى منصب رئاسة الوزراء في العهد الملكي في العراق حيث كان رئيساً للوزراء في أربع حكومات في السنوات 1929، 1930، 1946، 1950.
شغل السويدي مناصب وزارية أخرى عندما لم يكن رئيساً لوزراء كمنصب وزير التعليم وكذلك منصب وزير الخارجية حيث شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن في عام 1958 علماً بأن الاتحاد الهاشمي دام لأشهر قليلة عندما قامت الثورة بالعراق في 14 تموز عام 1958م.!!