في مثل هذا اليوم 29 ابريل1915م..
هزيمة الإيطاليين في معركة القرضابية في طرابلس الغرب، وهي أكبر هزيمة تعرضوا لها منذ غزوهم البلاد في أكتوبر 1911.
تعد معركة “القرضابية” معركة فاصلة فى الجهاد الليبى ضد المحتل الإيطالى فى 29 أبريل 1915، عرفت بمعركة الوحدة الوطنية لمشاركة كل المواطنين الليبيين بها باختلاف توجهاتهم السياسية، كما أنها شكلت البداية لاندحار الإيطاليين، فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى، والتى تعنى مجموعة القوات المتمركزة فى موقع معين لحراسته فى الغالب الأعم وبحلول منتصف أغسطس من نفس العام الذى وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق للقوات الإيطالية سوى مدينتى طرابلس والخمس. وترجع أسباب قيام معركة القرضابية إلى بسط الحكومة الإيطالية نفوذها على نواحى طرابلس والجزء الغربى من ليبيا، وعمل زعيم تلك القافلة وقتها على ربط طرابلس الغرب ببرقة فقرر العقيد أميانى قائد القوات الإيطالية بالتشاور مع حكومته فى روما، استرداد “فزان” بأى ثمن وربط برقة بطرابلس، من خلال الاستعانة بعدد من الزعامات الوطنية التى استمالها الإيطاليون إلى جانبهم بالمال. تألف الجيش الإيطالى من أربعة عشر ألف جندى، وكان معه مجموعة من القبائل الليبية برئاسة “الساعدى بن سلطان على قبيلة ترهونة، ورمضان السويحلى على مصراتة، وغيرهم ممن كانوا يرأسون قبيلتهم، وتحركوا فى اتجاههم إلى مدينة سرت فى يوم 29 أبريل 1915، وما هى إلا لحظات حتى بدأت القوات فى الهجوم على جيش المجاهدين بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، فاستشهد من المجاهدين نحو 400 شهيد. إلا أنهم فوجئوا بمهاجمة المجاهدين المرابطين هناك بقيادة صفى الدين السنوسى المجاهد والزعيم الوطنى الليبى، حيث انتزعوا سارية علم الجيش، وأصدر أحمد سيف النصر قرارا ببدء إطلاق النار على القوات المحتلة فأطلقوها عليهم من الخلف فكانت بداية النهاية، ولم ينج منهم إلا 500 جندى فقط، ونجا الكولونيل إميانى إلى سرت مجروحا مع من بقى من الجيش، وسرعان ما تراجع الجانب الإيطالى ولجأ إلى مدينة سرت التى شهدت مذابح انتقامية استمرت ثلاثة أيام، ردا على هزيمتهم…!!