قراءتي في ديوان :عند عينيها علائم زوبعة
للشاعر التونسي:حمد حاجّي
— أ–تـصــديــر
الديوان هو تركيز على اللحظة الأيقونية بين الشاعر والقصيدة
والامتياز الأهم في كتابات حمد حاجي هو : الكثافة التعبيرية التي تبثّ حياة في أيّ من الصياغات اللغوية والمفردات التي منطلقها القاموس العربي ولكن نراها حيّة تسعى في شعره، إنها تحف نادرة يلتقطها بل يختطفها اختطافا ويبث فيها من روحه(الكاتبة)
—ب—الــعــنــوان
“عند عينيها علائم زوبعة”
العنوان مربك حقا فهو يحمل إيحاءات قوية ومشحونة بالعاطفة والتوتر أقف عند رمزيته ودلالته
فالزوبعة ترمز إلى التغيير، والقوة، و الفوضى وهذا جائز مما يمنح العنوان بعدًا ديناميكيًا يوحي بأن القصائد قد تحمل تحولات قوية في المشاعر والأحداث
—ج — الــتــيــمــات
ديوان(في عينيها علائم زوبعة)
تطرّق لعدة تيمات طيّعة وسلسة الكتابة فيها شعرا
كالحب والمرأة وأسماء النساء والزمان والمكان ونصرة القضايا العادلة وغيرها
فكانت قصائده قوارير عطر أو عقود ياسمين تونسي معتق
—1—الـحــب
الحب عنده هو طريق الوصول إلى الله وتظهر أهمية تجاوز بعض الحدود للعيش بحب خالص
فهو جميليّ(نسبة إلى جميل بثينة )في عشقه متسامٍ بروافد حب عفيف بعيدا كل البعد عن النوازع العابرة لحد التصوف فهو تبريزي الحب (والأمان عنده أعلى منزلة من الحب)
ص82
[هبي جئت كالمتصوّف معتذرا ومريدا
وترفع ما بيننا الحجب
وأنك قطب على الماء تمشين
وفي يدك اللوح والغيب والكتب]
لذا هو من طينة الشعراء الذين إذا أحبوا أخلصوا وماتوا
فتراه قد انتهى إلى المكابدة والموت …أولئك الشعراء الذين يسعون من بداية القصيدة إلى قتل انفسهم آخرها
وهكذا يموت الشاعر مع نهاية
كل قصيدة ويولد مع بداية قصيدة أخرى في زمن آخر ومكان آخر فهو تارة
(عبدالله بن عجلان/هند)
وطورا (ابن زيدون/ولادة)
حيث يكتب في ص85
[أحبك جدا أحبك
شبه الذي مات فيك وما ارتحلا..]
بعض القصائد تمثل رحلة البحث عن الذات وعن الحب الذي هو المحرك الأساسي
بعض القصائد مكتوبة بأسلوب متشابك بين
الحاضر والماضي مما يتيح للمتلقي الانغماس في العالمين
معا
وقصيدة(على عربة الكاليس)ص 76خير شاهد
[وأعددت (كاليس)مجرورة خيل
[وسرنا كما الماشيين على الماء
إلى البيت]
[وساعدتها أن حملت حقيبتها بيد
وبأخرى تشمّمت حناء في معصم]
كلمات القصائد تنساب لتكشف عن التفاصيل دون أن تفقد سحر غموض أجوائها الشاعرية فتكون جزءا من سمفونية الحياة التي تنبض في كل بيت من أبيات أي قصيدة لتكون استعارة بصرية للحياة ذاتها-فالشاعر لا يكتب القصيدة بل يكشف لنا جوهر الوجود،و يعرّي التناوب بين المشاعروالصراع بين الزمان والمكان ،والبحث عن الحب وسط تعاقب الوجوه والفصول
فتتأمّـل النفس وتنهض الروح من سباتها.
نمرّ الآن إلى ملمح آخر من ملامح الديوان…
-2—الــمـــرأة
المرأة في شعر حمد حاجي لحن أساسي لا محيد عنه، فهي عنده نصف الكون المشرق والنابض بالحياة والخصوبة
حيث يقول ص9-
[أريد امرأة بيقين النبي الرسول
تلملم كل أوجاع عمقي الحزين
أريد امرأة كالجداول في صبوة وحنين لأسرب كالماء من مزاريبها ]
شاعر يمتلك قدرة عجيبة على ترجمة اللامرئي من الأحاسيس إلى أعمال فنية بديعة مشبعة بالأفكار والمشاعر…
وحياة المرأةفي شعره لا تعرف الفراغ ،ولا الجمود فهي الزئبقية الحركة فهي البدوية التي تَـرُود النبع لجلب الماء وتجني الزيتون وعذوق التمر تحلب البقرة وتوقد النار تحت القدر ليستوي الطعام وتطهو الخبز في التنور وتجلب الحطب ، وتغسل الصوف ،وترسم الحياة لوحات قد لا تعبق بالصلاة والتهجّـد ولكن تعبق حبّا ودفئا
في قصيد حب بالحصيدة ص 37
[وواعدتها بالحصيدة ساعة زيّق صبح وأقبل فجر
وكنا افترشنا سنابل قمح وغنى حذانا فراش وطير]
والمرأة هي الحضرية تتابع الموضة وتنزل البحر بالبيكيني
دون عقد ولا خوف من مجتمع ذكوري شرس، وتركب الدراجة وتسوق السيارة
وتجلس في المقهى
ص 47
[نزلنا وعجنا إلى كافتريتنا
وبآخر ركن جلسنا يراودنا اشتياق وشوق يلّح]
وتدخن(الشيشة ) اوحتى السيقار الكوبي وتناقش القضايا الساخنة وتتولى المناصب العليا
وإِن اختلفت الأمكنة والأزمنة
تبقى هي الأمنية والحلم المنشود والمعشوقة تمردا وخضوعا ثورة واستسلاما،
كما نحت جسد المرأة شعرا
ورسم لها اللوحة تلو الأخرى
فهي النحيفة وهي البدينة وهي البين بين ،هي الشقراء والسمراء والبرونزيّة،
هي الحبيبة المعشوقة العاشقة والزوجة والاخت والأمّ والبنت ،هي الوردة والشجرة
هي الاحتواء والنضج الفكري المبكر ،لها قداسة الآلهة وحكمة الانبياء،هي روح تعزف على اوتار الكون
لحن الخلق والحياة النابضة…
والقصيدة عنده تمثل اللحظة التي تصعد فيها المرأة من بحر المخيلة مبللة بالشعر ، وجسدها مغطى بثوب الإلهام والوحي فتأتي الكلمات ذبذبات صاعقة تتجاذب حينا وتتنافر أحيانا لكن تنصهر أخيرا وتكون قصيدة على هيأة منحوتة دقيقة التفاصيل بتعبير هادئ ونبيل في طياتها
يبرز تأثير نمط الحياة(في البادية والحاضرة) فهو يعيد
احياء جماليات العالق بالذاكرة
الفرادية والمخيال الجماعي
وهذا كله مجتمعا يعكس مهارة استثنائية وامتلاكا لأبجديات حقول الابداع ومفاتيح اللغة
كلماته تشاكس الوجدان والذاكرة والخلفيات الثقافية الشعبية
ص 44
[أحبّ إذا رنّ خلخالها
تحيك نمائم برنسها وصليل الخلالة منها يطول
أحبّ أقول: أحبك جدا
أحبك ما رنّ عود وما بالكمنجة غنّى خليل]
فالشاعر الذي أعاد تشكيل الشعر ،لم يكن مجرد شاعر عابر القصيدة بل كان مجدّدا يقرأ أعماق النفس البشرية
يغوص في روح الشعر، وجذّر قداسة الشعر أمام شهوة العواصف …
فالشاعر وقصيدتـه معا يشكلان وحدة واحدة حتى وإن وضعا في تكرارات وسياقات مختلفة وحتى مع تعدد زوايا الرؤى…
وتتجلى ثيمة أخرى بارزة في قصائد حمد حاجي
—3— اللـــقــاء
الشاعر يركز
دوما على اللحظة الأيقونية أو لحظة التّجلي التي تجمع بين العاشقين،في المقهى في الشارع ،في البيت ،على الجسر على الشرفة ،من النافذة
أمام المسرح البلدي،
فهو دوما قارئ عميق حتى وإن كان طرفا ،والمَـشاهِد في قصائد مستلهَمة من الحوار الصريح بين الحبيبين أو من الحوار الباطني أو المزج والتداخل بينهما علما أنه يخلق أرضيّة انسجام بين العاشقين والمحيط والبيئة والزمان والمكان حيث تساهم كلماته في إرشاد ذهن ووجدان القارئ
إلى التركيز على:
العناق والتقبيل
التجاهل والولع
فتتشابك العناصر السابقة
وترسم لوحة القصيدة بمشهدية عالية والقصيد عنده بيت شاسع
ص 7
[وأذكر وحدي
حسوت من شفتيها ضجيج الصباح]
ص 13
[وخلت الذي بيننا صحة والسلامة فينا ضروب
فكيف العلاج إذا الطب أعيَى
وخاب الطبيب؟]
-كما يوجد جهاد في كل شيء يوجد جهاد الحب
اي المكابدة ووجع الفراق وقساوة الهجر ،والشاعر كأنه ينحاز إلى جميل الذي اختزل جهاد الحب في نوعية مزاج ونفسية شاعر متيّم بالقصيدة، والقصيدة عنده هي المرأة في كل تجلياتها *
“يقولون :
جاهدْ، يا جميلُ، بغزوة
وأيّ جهاد غيرهن أريد
لكل حديث عندهنَّ بشاشة
“وكل قتيل بينهنَّ شهيد
واللقاء والوصل والحب والهجر في قصائد الشعراء الذين نذروا شعرهم للحب والغزل تعد روائع وفلتات وجدان استثنائية ،وحمد حاجي شاعر على درب هؤلاء فحين يقول أحمد شوقي:
“ردّت الروح على المُضْنَى معك
أحسن الأيام يوم أرجعك
مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَنى
“أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك؟
يقول شاعرنا ص 12
[أهذا الهوى جبل بقمته لوعة وكروب؟
أم السفح حزن تنوء بحمله أفئدة وقلوب؟
إذا ما التقينا ففي وجهها ازدحام عجيب
ولي بالمفاصل خدر ووسط العروق دبيب..]
فهو في قصائده
يصعد من مقام الى مقام ماضيا في تجليات صعوده راقيا بلاتوقف ويُمعن في معراجه الشعري الى الأقصى والأبعد
انه يلاحق فجر صباحه اللّازردي على أسوار مدائن الشعر
ولا يمكننا تجاهل حضور الاسم في تشكيل النص…
—4—الأســمــاء
الشاعر لم يشـــذّ عن القاعدة
وذلك بجعل بعض الأسماء
تتصدر أو تذكر في سياق القصيدة شأنه شأن الشعراء الذين اقترنت اسماؤهم باسماء حبيباتهم
(قيس ليلى وجميل بثينة
وسعاد وسعدى وحلا وفوز )
ولكنه لم يثبت على اسم واحد
حتى لا يكنّى به ،وكأنه يذكر الأسماء محبة في الاسم ذاته لا في من تحمل هذا الاسم
أو ربما إحياء لهذه الأسماء التي اقترنت بشعراء الغزل عبر تاريخ الشعر العربي والتي ما زالت تسمى بها النساء إلى يوم الناس هذا أو تخليدا لـمَـن صدقوا ما عاهدوا الحبّ عليه،
والإضافة الطريفة
أنه ذكر اسم (فوز) غير مبتذل التداول بين الشعراء فهو نادر بل ومعدوم ،عن نفسي
ما عثرت على غير العباس بن الأحنف شاعر العصر العباسي حيث انفرد بذكر(فوز) لأسباب أذكرها كما ورد بالمرجع
(ولكن اللافت لنا في شعر العباس أنه لم يصرح باسم محبوبته وكان قد اختار لها اسما من عنده حتى لا يعلم الناس شيء عن صفة هذه المحبوبة , هل هي جارية أم أميرة , هل هي قريبة أو بعيدة.!
أي أنه أطلق عليها في شعره اسم ( فوز) حتى لا يعلم الناس باسمها أو حقيقة أمرها).
وقد يكون شاعر (في عينيها علائم زوبعة) نحا نحوه عن غير قصد أو بكل وعي ،فبينما يقول العباس :
“يا فَوزُ ما ضَرَّ مَن أَمسى وَأَنتِ لَهُ
أَن لا يَفوزَ بِدُنيا آلِ عَبّاسِ
لَو يَقسِمُ اللَهُ جُزءاً مِن مَحاسِنِها
في الناسِ طُرّاً لَتَمَّ الحُسنُ في الناسِ
أَبصَرتُ شَيباً بِمَولاها فَوا عَجَبا
لَمِن يَراها وَيَبدو الشَيبُ في الراسِ”
يقول الشاعر حمد حاجي ص 63
[وتسألني فوز عن صورة بالقصيدة أو ما به قيمة الشعر تصفو وتغلو
أقول لها الشعر يا بنت قلبي كمثل المسافر لا بد يجمعه بالأحبة شمل..]
من الملحوظ أن الخطاب الشعري هنا ارتقى إلى خطاب
الندية وكأن الشاعر يخاطب
شاعرة لا تنتظر خطاب غزائز ووجدانيات بل تطلب خطاب
الفكر للفكر فالتقارب الفكري
الـناضج يرى الحب حالة خشوع وعبادة ومقامات تـجـلٍ
ص64
[كأن دواتي ومحبرتي لجّة والقصيدة در وغاص إليها شعور وعقل
فهذي القصيدة تأتي بتولا كما أم عيسى فنسل وما مسّها قط بعل…]
—5—الــذاكــرة والأمــكــنــة
الذاكرة والأمكنة القديمة خاصة لها وقع شعري خاص وكأنه يجعل معرفة الماضي شرطا لفهم الحاضر
والمكان الواحد قد يتفرّع إلى مكانين متوازين وكل مكان قد يتفرع إلى أمكنة
وخيط الحكاية ان الشاعر يأخذنا معه إلى
الأمكنة المتخيّلة، التي يلجأ
إليها حينما يرفض الأمكنة الواقعيّـة، كونه حاملا بؤر الغياب ووجع الهجران هذا الرفض يدفع الشاعر الى الغوص داخل الذات بحثا عن سمات النقاء والألق الجمالي ،لإعادة خلق واقعه بصياغته حُلميا- لكن حتى الحلم ما سلم من وخزات الوجع واللوعة،ومع ذلك نعيش معه فاعلية المكان في الصورة الشعرية،والمرجعية الـمكانية تدخل فيها الذات في علاقة بالمكان ومع اختلاف آليات الصورة الشعرية وتعدد مظاهر حضور الذات يـمتطى الشاعر أبعادا دلالية مغايرة متجددة ومشعّـة ليَكون المكان عنده مساحة إبداع حكرا على القصيدة…
—ج—جماليات اللــغــة
اللغة في هذا الديوان مزيج بين الفصحى الراقية والتعبيرات العفوية، مما يخلق توازنًا بين السرد والشعر.
الديوان يحمل جمالاً شعرياً مميزاً يعكس دفء العاطفة وعمق التصوير الإنساني للطبيعة والحب والذكريات. لغة النص تجمع بين البساطة والرمزية، حيث تمزج بين مشاهد الحياة اليومية وعناصر الطبيعة لخلق لوحة حية تتحدث عن الحب، الانتماء، والشوق—الصور الشعرية المرسومة من خلال جل القصائد ، تعكس ارتباطاً قوياً بالأرض والذكريات الريفية خاصة مما يجعل القارئ يشعر بملمس الحنين—أما الإيقاع الداخلي لهذه اللوحات فهو ينساب بسلاسة مع نغم داخلي شبيه بالسرد القصصي الشعري، مما يضفي طابعاً عاطفياً قوياً يشد المتلقي
كما أن بعضها يبرز تناقضات جميلة ناعمة لا تتنافر، بل تتجاذب وتــكــوِّن وحدة (تكامل التباعد) حيث هناك توظيف متوازن بين الماضي والحاضر، بين الحنين والواقع، وبين اللهو والجد، مما يعزز من عمق نصوصه ودلالاتها
أما المفردات فهي تجمع بين الفصحى البسيطة والتراكيب البليغة، مع توظيف الرموز (المطر الماء النبع الرياح الشجر، القمر، الغسق الخ) لإضفاء عمق معنوي
و لتقديم تجارب إنسانية عميقة
في إيقاع متناسق المقاطع وجرس موسيقي جذاب يمكّـن المواكب لكتابات الشاعر التعرف عليها وإن كانت غير ممضاة فـبصمته الشعرية ميّزته لما فيها من تجديد في بناء معمار القصيدة والفرادة ،
يكفي أن أقول أن الشاعر صنع روحا جديدة للنص الشعري
جعلت لـه مبنى ومعنى مختلفين ومخالفين للمعتاد والساري،شاعر مهوسا باللغة يكتب بنفس لغة المتنبي وأبي تمام وابن خفاجة وغيرهم ولكن هو بعيد عنهم بمسافات ضوئية لأن روح العصر تقتضي ذلك …وهكذا معه نرى الشعر بأكثر من ألف عين فهو يكتب مالا يراه أحد في خبايا النص وهذا هو لب وجوهر الشعر
وكأن مجموع قصائد الديوان نص واحد رائع ومكتمل، يحمل روحاً دافئة وتفاصيل نـابـضــة
—د—الــخــاتــمــة
هو شاعر نِـعَـمِ القصيدة
التي تتمثل في الفرح والمتعة،
والسحر والجمال ،والإبداع
والخصوبة والطبيعة البشرية
هو شاعر لا يقول شعرا فهو الشعر بعينه وهو قصيدة لا تنتهي، عندما يكتب يحـوّل الشعر إلى أعجوبة وبراكين ثائرة حممها القصيدة ..شاعر متحرر من قيود الله والعقل في كنف الله والعقل ،فهو يسكر قارئــه من خمرة الشعر لا من خمرة البشر
هكذا بدت لي قصائد هذا الديوان: لا تُقرأ على عجل، ولا تُخضع لمباضع النقد الجاهز، بل تُلامس كما تلامس المرأة الشعر حين تعيشه لا حين تحلّله…
وقد كنتُ – في قراءتي هذه – امرأةً تنتمي إلى الشعر بروحها، لا تسعى إلى تفكيكه بقدر ما تسعى إلى النفاذ إليه-إلى روحه…
إنها قراءة عاشقة لا تكتفي بالإعجاب الصامت، بل تُصغي للنص، وتعيد تشكيله كما تراه من عمق تجربتها، ومن موقع إيمانها بأن للمرأة عينا ثالثة ترى ما قد لا يُقال …وتُعيد خلق ما قد يُلقى به في حب النسيان…
كتبت هذه القراءة لأقترح أسلوبا أنثويا في مقاربة القصيدة: أسلوبا يتجاوز البلاغة والانبهار، إلى الرغبة في أن نستعيد مكانتنا كقارئات، لا كمستقبلات ومتلقيات فقط…
ربما تكون قراءتي هذه محاولة بسيطة في تقريب الشعر من القارئ العادي، لكنها أيضـا، محاولة أكثر صدقا في القول: إن للمرأة حقها في أن تحب الشعر بطريقتها- وأن تفهمه بطريقتها-وأن تكتبه حين تقرأه…
المراجع
-1-استنطاق الصمت فى الشعر والرؤيا،الدكتور فاضل السوداني(العراق)
⁃ 2–آمنة عمارية مقال
صورة المرأة في الشعر العربي الحديث
جلال الدين الرومى وقواعد-3
العشق الأربعون.. كيف صورته الكاتبة التركية إليف شفق؟
—4–قراءاتي في كتابات الشاعر(حمد حاجي)
——-
قصيدة المرأة الجانحة مع الريح لسركون بولص لو رأتها، تلك المرأة الجانحة مع الريح وفي عينيها علائم زوبعة قادمة وشعرها، منذ الآن، ينتفش في دواماتها،