كلمات المدير” تأليف آمنة يحياوي سنة ثالثة تأطير مدير المدرسة فتحي بوصيدة
في صباح شتوي هادئ، جلست في زاوية ساحة المدرسة، أحدّق في دفتر النتائج بعينين دامعتين. لم تكن نتائجي كما توقعت، وشعرت بخيبة أمل كبيرة. “أنا فاشلة…” بينما كنت أمسح دموعي و قد تملّني حزن شديد.
مرّ المدير، السيّد فتحي بوصيدة، فلاحظ وجهي الحزين. اقترب مني بلطف، وجلس على المقعد الخشبي قربي.
قال بصوت هادئ:
ـ بادرني بالتحية و قال: لماذا هذا الوجه الحزين؟”
ترددت، ثم مددت له الورقة. نظر إليها ثم ابتسم وقال:
ـ “هل تعلمين؟ عندما كنت في مثل عمرك، حصلت على علامة ضعيفة في الرياضيات، وكنت أعتقد أنني لن أنجح أبداً.”
نظرت إليه بدهشة، فتابع:
ـ “لكنني قررت أن أتعلم من أخطائي، وأطلب المساعدة عندما أحتاجها. واليوم، أنا مدير مدرسة، وأحب أن أساعد كل تلميذ يشعر مثلك.”
ثم سألني بلطف:
ـ “هل تحبين أن نضع خطة صغيرة نعمل عليها معاً لتحسين نتائجك؟”
أومأت برأسي، و قد بدأ يضيء بابتسامة خجولة.
قال المدير:
ـ “الذكاء لا يُقاس بالعلامة، بل بالإصرار. وأنا أؤمن بك، و أعرف أنك قادرة على تحدّي الصّعاب
منذ ذلك اليوم، تغيّر شيء في قلبي. أصبحت أكثر ثقة، وبدأت أعمل بجد وأطلب المساعدة من معلمتي. وبعد أسابيع قليلة، جاءت النتائج الجديدة، وكانت أفضل بكثير.
ذهبت أركض نحو مكتب المدير، و أنا أهتف:
ـ “أنظر يا سيدي فتحي! تحسّنت نتائجي!”
ابتسم المدير، ووضع يده على كتفي قائلاً:
ـ “أنا فخور بكِ، يا بطلة.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت أقول لكل من يشعر بالإحباط:
ـ “كلمات صغيرة من شخص يؤمن بك… يمكن أن تغيّر كل شيء.”