في مثل هذا اليوم4 مايو2018م..
الأكاديمية الملكية السويدية تقرر تأجيل جائزة نوبل في الأدب لهذا العام إلى عام 2019.
أعلنت الأكاديمية السويدية الجمعة إرجاء جائزة نوبل للآداب للعام 2018 وذلك للمرة الأولى منذ نحو سبعين عاما، ويأتي القرار على خلفية فضيحة اغتصاب واعتداء جنسي تطال زوج عضوة في الأكاديمية.
صرحت الأكاديمية السويدية في بيان لها بأنها قررت حجب جائزة نوبل للآداب للعام 2018. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تحجب فيها الجائزة منذ سبعين عاما تقريبا. ويبدو أن هذا القرار يأتي على خلفية فضيحة جنسية واتهامات بالاغتصاب تمس زوج إحدى العضوات في الأكاديمية.
وجاء في بيان الأكاديمية أنها “تعتزم اتخاذ القرار وإصدار الإعلان حول جائزة نوبل للآداب للعام 2018 في الوقت نفسه عند إعلان الفائز بها عن العام 2019”.
وتمر الأكاديمية التي أسست في العام 1786 على نموذج نظيرتها الفرنسية بأزمة منذ انعكاسات حركة أنا_أيضا للتنديد بالتحرش الجنسي في أواخر 2017. فقد أعلن ستة من أصل 18 من الحكماء في الأسابيع الأخيرة من بينهم السكرتيرة الدائمة الحالية سارة دانيوس عن تنحيهم.
وعلق السكرتير الدائم بالنيابة أنديرس أولسون في بيان أن “أعضاء الأكاديمية السويدية مدركون تماما بأن أزمة الثقة الحالية ترغمهم على إجراء إصلاحات طويلة وقوية”. وتابع أولسون “نرى من الضروري أن نأخذ وقتا لإعادة كسب الثقة قبل تعيين الفائز المقبل”، مضيفا “وذلك احتراما للفائزين السابقين والقادمين”.
وكان تم إرجاء جائزة نوبل للآداب خمس مرات قبلا منذ تأسيسها في 1901. وفي الإرجاء الأخير في العام 1949، قررت الأكاديمية التأجيل لأن “أيا من المرشحين لا يلبي المعايير الواردة في وصية ألفريد نوبل”. وأعلن الكاتب الأمريكي وليام فوكنر فائزا في العام 1949. وتنص قوانين الأكاديمية على إمكان إرجاء منح الجائزة حتى العام التالي.
ونقلت صحيفة “لا كروا” الفرنسية، وفقاً لمعلومات في أروقة الأكاديمية السويدية، أن الوضع الحالي المتأزم يرجح إلغاء حفل تسليم جائزة نوبل للآداب لهذه السنة، وهي سابقة لم تحدث منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وعبرت كبريات الصحف الفرنسية عن حزنها الشديد، في حال تم تأجيل منح جائزة نوبل الآداب هذه السنة مشيرة الى أنه “الحدث المنتظر من غالبية الناس لأفضل مؤلف من أي دولة يتمتع وفقاً لوصية ألفرد نوبل “بنزعة مثالية”. أسف بعض المثقفين في العالم لأن كبار المثقفين في الأكاديمية لم يتمكنوا من “النأي بأنفسهم” من تداعيات الفضيحة الجنسية على البيئة الحاضنة للأكاديمية وللرأي العام المتابع لها. كيف تراجع سلم القيم الأخلاقية عند النخبة المثقفة في الأكاديمية؟ وفي التفاصيل ان “18 امرأة بما في ذلك أعضاء الأكاديمية وزوجاتهم وبناتهم تعرضن للاعتداء الجنسي أو التحرش الجنسي من المصور الفوتوغرافي، جان كلود أرنو، المتزوج من إحدى عضوات الأكاديمية كاتورينا فروستنسون، التي استقالت من منصبها”. حاولت الأكاديمية إخفاء هذه الحادثة، التي وقعت بين العام 1997 والعام 2003. لكن التدخل المباشر لملك السويد كارل السادس عشر غوستاف ولا سيما بعد استقالة أربعة أعضاء من الأكاديمية. وفي العودة الى صحيفة “لاكروا”، فقد نقلت هذه الوسيلة أن المدير العام للمؤسسة لارس هايكنستن عبر علناً عن قلقه الشديد لما آلت اليه الأمور واصفاً إياها بـ “الوضع الصعب والخطير”. وقد نقل هايكنستن رسمياً أن غالبية السويديين تطالب بإعادة تنظيم الأكاديمية ووضعها تحت “وصاية” الملك غوستاف، ملك البلاد، مباشرة. !!