___من الــنــار إلى النــــور __
أنا من مددت له ضلعي جسرا
داس وكسّر
ووجــعي لا يشبه الوجع
ينسل في الشريان
كأفعى تتوضأ بالدم
وتلدغ آخر ما تبقى من رجاء
الوجع
أحمر قانٍ
يتّـشح السواد
كأن الميلاد
كان خطيئة
القلب لا يموت
لكنه يسقط
من شاهق صِـدقـه
تبتلعه أرض رخوة
تُواري صوته
تدقّ عليه نعشا من صمت عتيق
تنهشه رحى الخيانة
ونوايا مسمومة تسحقه
يطحنه وعد أفرغ من معناه
ويبقى يصرخ
من تحت الركام
ونبضة معطّلة
كانت ترتل اسمه
أضحت وجعـا آخر
يمشي بلا جهة بلا وجهة
تعطلت بوصلة الكلام
أنـادي قلبي
فلا صوت ولا صدى
أنبش داخلي
بلا ملامح
كل شيء فيّ تشظّى
وتبعثر في كفّ الغياب
ومن خلال الضباب
وبين رماد الرماد
رأيت جمرة
تنفخها ريح من صخب
ووجعي
سلالات من صمود وغضب
ينبت لي قلب آخر
كصخرة خرجت من صبرالجحيم
لا ينسى
لا يصفح
لا يحن
يخرج المارد
من قنينة الطعن
حيوانـا لا يُروّض
له مخالب من صدق
وأنياب من وجع
وأشواك من كل خيبة
هذا القلب
لم يعد نبيـا
ولا عاشقـا
ولا ضـحـيـة
هذا القلب شاهدُ قهر
ويد خلاص وحياة
وصوت امرأة
عرفت كيف تُبعث من رفات
فهمتْ أخـيـرا
أن الطعن طريق العارفين
وأن من لم يُكسر
لا يرى وجهه في روح الـمرآة
كل وجع
هو نداء للعبور
وكل خذلان
ريح تدفع الـذات نحو الذات
ما عدت أطلب الإنصاف
من قلـب يـجهل النور
ولا من عيون تنظر ولا تبصر
أنا الآن
امرأة تصعد سلم الجمر
بقدمين حافيتين
تبتسم للحريق
وتعرف أن من يحترق حقــا
يضيء…
أنا قصيدة ومتاهات
وما منحتـه مني إلا بيتا
وكوة ندم باتساع الشرود
باتساع الشتات
فائزه بنمسعود
5/5/2025
معرض الكتاب تونس