النار التي تنكّرت في هيئة شمعة
===================
لم أكن عاشقة،
كنتُ النبوءة التي تسللتْ
من أعماق الظلام.
كنتُ النار
يوم انفصلتُ عن النور،
ويوم دفنتُ اللهب
في جيبٍ من السكون
كمن يخبّئ سرًا في قلبه.
ضحكتُ —
ضحكةً
شقّت رحم الصمت،
وقلتُ:
ما كان هو،
كان جنوني
يستتر في صوتٍ بعيد.
⸻
ثمّ نهضتُ من رمادي
لا أذكر مَن حرّقني،
ولا متى بدأت
أنادي نفسي بلغةٍ
مجهولة.
صرتُ امرأةً
تخبّئ الحنين
في زوايا الماضي،
وتخدع الوقت
بابتسامةٍ مغلّفة بالألم.
⸻
كلّما مرّ النسيم،
انبثقت مني
طفلةٌ
نسيت شكلها،
وظلّتْ تبحث عن حضنٍ
لا يظهر في الأفق.
⸻
أخطّ اسمه
على صفحة الليل
كما يخطّ العابرون
أحلامهم على الجدران،
ثم أمحوه
كما تَمّحِي الذكريات
من مرآة الزمن.
⸻
لم أُرسِل رسائل،
بل تركتُ أجنحتي
تسقط في موقد الغياب
كمن يتخلّى عن ظلّه
ليرتاح في الهدوء.
⸻
وفي النهاية،
لم يَعد لي وجهٌ يشبهني،
ولا ذاكرة تحفظني،
نهضتُ —
كما ينهض السكون
من الذاكرة القديمة.
راضية بصيلة
اللوحة “مجدلين ولهب الشمعة” للرسام الفرنسي جورج دو لا تور (Georges de La Tour)، رُسمت حوالي عام 1640. في هذا المشهد، تتأمل مريم المجدلية لهب شمعة يتوهّج وسط الظلال، في لحظة صمت داخلي عميق. تمثل اللوحة رمزًا للتحوّل، الضوء الكامن وسط العتمة، ولحظة الانبعاث من رماد الذات