قصيدة بعنوان : مذنب أنت وكلّهم أبرياء
_______@_______
مذنب أنت وكلّهم أبرياء،
أبرياء من أشعلوا البحر تحت مراكبك
فشبّ في حلم أحلامك حريق،
ما عاد للامتداد امتداد
فأين لك أن تلمح مخرجا
والدّخان الوليد،
وليد اصطدام بانفصال بانفصام
فضغائن فاقتتال،
الدّخان العنيد،
يعاند أصوات بوق
من لهب شريد؟
أين لك أن ترى مسلكا،
والدّخان تلحّف بالطّريق
من اصبع متمرّد
عل جورب وحذاء
حتّى حبل وريد،
وريد ما ورد اسمه
ساعة وزّعوا الألقاب والأسماء؟
أبرياء من قصّوا أجنحة الكلام
الفصيح ، الصّحيح
فصار النّباح مباحا
أمّا الترانيم، فعليها النواح،
لوّثتها أدران المديح
وشرّدتها عصيّ الرياح
وهوت المعاني
مثلما يهوي عصفور جريح
يشتاق للتغريد، للتحليق،
لبعض تلميح.
أبرياء من نظّموا لبعض الحروف
حفل ختان
وللبعض حفل زفاف
فصار الشّعر سعرا
وصار النّفاق اتّفاقا
فكيف لك أن تكتب فرحا
والحرف الشّرف،
الحرف الشّامخ
كاعتذارات قوس قزح
يئنّ اللّحظة،
مسلوب الفرح،
هشّا من خزف؟
واللّفظ في النهاية،
تبعيّ للحكاية،
طرف متّهم بالبوح،
يلفظ أنفاسه
من فرط نشوة الترف
فوق مئذنة
مؤذّنها المقصّ؟
ابتسم الآخر في، قال:
معذرة يا آخري السعيد بحزنك
أما تعلّمت لجم التجّهم؟
معذرة إن تبرّج في صمتنا ألم
وصحا لصيحات أنفاسنا قلم،
قلم إذا ما تحرّك
سمعت صهيل حبر الجراح،
جراح تسدّ الثنايا
أمام رؤوس الرّماح
وإن لم يجر تجمّد واندثر،
أترضى أن نبتلع اللّسان
ونحن نشهد كسوف القمر،
قمر يرقص لغناء الحجر،
حجر يؤسّس بعدا جديدا للحجر،
قل وللبشر،
يا آخري، أنا لستٌ بريئا مثلهم،
أنا بريء من براءتهم
وهذي يدي مدّت إليك،
خذها، اطمئن
ولا تحزن،
فمثل حزنك العدم.
____#____
مطير العوني