في مثل هذا اليوم 9 مايو1946م..
الملك فيكتور عمانويل الثالث يتنازل عن عرش إيطاليا لإبنه أومبرتو الثاني.
فى مثل هذا الوقت من عام 1946 أُلغيت الملكية فى إيطاليا وأُعلن عن قيام النظام الجمهوري بعد خلع الملك فيكتور إيمانويل الثالث ونفيه إلى مصر وصدور حكم بمنع دخول أفراد العائلة المالكة السابقة إلى إيطاليا.
وكان حكم الملك فيكتور إيمانويل الثالث لإيطاليا قد بدأ عام 1900 بعد اغتيال والده أومبرتو الأول وفي عهده الذي استمر 46 عاما تولت الفاشية بزعامة الدكتاتور بينيتو موسوليني الحكم في إيطاليا.
فمن هو فيكتور إيمانويل الثالث؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن فيكتور إيمانويل الثالث ولد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1869 بنابولي في إيطاليا وتوفي في 28 ديسمبر/كانون الأول من عام 1947 بالإسكندرية في مصر، وكان ملك إيطاليا الذي شهد عهده نهاية النظام الملكي في ذلك البلد.
وكان فيكتور إيمانويل قد تلقى تعليما عسكريا بشكل أساسي، وقد اعتلى العرش فجأة في عام 1900 بعد اغتيال والده الملك أومبرتو الأول. وكان ملكاً دستورياً وقد وافق على تولي حكومة ليبرالية السلطة، واستسلم بسهولة للحرب الإيطالية ضد تركيا في عام 1911، ودخول بلاده الحرب العالمية الأولى في عام 1915.
وعندما دفعت التوترات التي فرضتها الحرب على النظام البرلماني موسوليني إلى الصدارة، فشل فيكتور إيمانويل في منع استيلاء الفاشيين على السلطة على الرغم من أنه كان بإمكانه القيام بذلك بمجرد التوقيع على مرسوم فرض الأحكام العرفية الذي اقترحه مجلس الوزراء.
وسرعان ما تم تحويله إلى ملك صوري أو أقل من قبل موسوليني، ولكن في عام 1943 وبعد الانتكاسات العسكرية الإيطالية الكارثية في الحرب العالمية الثانية والتي توجت بغزو الحلفاء لصقلية، فاجأ فيكتور إيمانويل العالم بإلقاء القبض على موسوليني وتنصيب المارشال بيترو بادوليو كرئيس للوزراء. وقد فشلت هذه الخطوة في تخليص إيطاليا من الحرب أو إخراج الملك من وضعه الصعب.
وأخيراً، وبالتحديد في 5 يونيو/حزيران من عام 1944 بعد يوم من تحرير الحلفاء للعاصمة الإيطالية روما نقل سلطاته لابنه ولي العهد الأمير أومبرتو، ولكن مع الاحتفاظ لنفسه بلقب الملك.
ووجهت لفيكتور إيمانويل انتقادات لفشله في منع موسوليني من الاستيلاء على السلطة في 1922 ولفراره من روما عام 1944 أمام الجيش الألماني.
كما واجه الملك ايضا اتهامات بالتعاون مع النظام الفاشي، خاصة في ما يتعلق بتصديقه على أوامر لترحيل الآلاف من اليهود الإيطاليين خلال الحرب العالمية الثانية.
وشهدت إيطاليا في عام 1946 استفتاء للاختيار بين النظامين الملكي والجمهوري. وفي محاولة من الملك فيكتور إيمانويل الثالث للتأثير على التصويت لصالح الملكية تنازل عن العرش لصالح أومبرتو في 9 مايو/آيار من عام 1946، لكن الاستفتاء أفضى إلى انتصار النظام الجمهوري، وذهب كل من فيكتور إيمانويل الثالث وأومبرتو إلى المنفى في مصر.
وبعد عامين من ذلك صدر الدستور الإيطالي متضمنا حظرا على جميع أفراد الأسرة المالكة من العودة إلى البلاد.
المنفى المصري
وعن سبب اختيار الملك فيكتور إيمانويل لمصر منفى له، قال الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق والباحث في التراث الاسكندري، لصحيفة الدستور المصرية بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 إن الملك فيكتور إيمانويل الثالث، كان صديق دراسة للملك فؤاد الأول وتربيا سويا، وكانا أيضا زملاء دراسة بالمدرسة العسكرية، وتجمعهما علاقة شخصية قوية جدا، وجاءت زيارة الملك الإيطالي للإسكندرية عام 1933 بعد زيارة الملك فؤاد لأوروبا.
وعن تسمية ميدان سموحة في الاسكندرية باسم “عمانويل”، أوضح عاصم بأنه طبقا للخرائط القديمة فإن الميدان سمي باسم “فيكتور عمانويل” في عام 1933، بالتزامن مع موعد زيارته وقبل لجوئه إلى مصر واستقراره فيها، وذلك تكريما له بالتزامن مع زيارته لمصروقد أقام إيمانويل بالفيلا حتى وفاته فيها عام 1947، ودفن خلف كاتدرائية سانت كاترين بالمدينة بحسب موقع الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في مصر.
يذكر أن العلاقة بين أسرتي محمد علي في مصر وسافوي في إيطاليا تمتد إلى ما قبل ذلك، فعندما خلع السلطان العثماني خديوي مصر إسماعيل عام 1878 طلب أن يتوجه إلى الأستانة وهو ما رفضه السلطان عبد الحميد، وعندما علم أومبرتو ملك إيطاليا بذلك أسرع ووضع تحت تصرف خديوي مصر السابق “صديق والده” قصرا من قصوره في ضواحي نابولي، فقبل إسماعيل ضيافة الملك الإيطالي. بحسب كتاب “تاريخ مصر في عهد الخديوي إسماعيل” للمؤرخ إلياس الأيوبي.!!
أومبرتو الثاني (بالإيطالية: Umberto Nicola Tommaso Giovanni Maria di Savoia) (15 سبتمبر 1904 – 18 مارس 1983) آخر ملك لإيطاليا. ولد كأمير لبييمونتي، وهو الابن الثالث والولد الوحيد للملك فيكتور عمانويل الثالث ملك إيطاليا والأميرة إيلينا من الجبل الأسود. كان الملك الأخير لإيطاليا من 9 مايو 1946 إلى 12 يونيو 1946. تخلى عن لقب ملك ألبانيا، الذي كان قد لُقّب به والده بعد الغزو الإيطالي لألبانيا، بل وطلب الصفح من زوج الأول ملك ألبانيا لاغتصابهم عرشه.
ولد أومبرتو الثاني في عام 1904، ونشأ نشأة عسكرية. جعله والده قائداً أعلى للجيوش الشمالية، ومن ثم الجيوش الجنوبية. ومع ذلك، كانت مناصب شرفية، وكان الأمر كله في يد رجال بينيتو موسوليني.
تعرض الأمير أومبرتو لمحاولة اغتيال في بروكسل في 24 أكتوبر 1929، وهو يوم إعلان خطوبته للأميرة البلجيكية «ماري خوسيه»، في الوقت الذي كان الأمير على وشك أن يضع فيه إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول في بلجيكا. أطلق الجاني صرخة ليسقط موسوليني! وهو يطلق الرصاصة التي لم تصب الأمير.
تزوج أومبرتو في روما من الأميرة البلجيكية «ماريا خوسيه» في 8 يناير 1930.
بحسب تقاليد أسرة سافوي الملكية، ظل أومبرتو بعيداً عن السياسة، حتى تعيينه برتبة «لفتنانت جنرال». هناك استثناء واحد، كان أثناء حضوره لحفل زفاف ملكي في ألمانيا، حيث حضر اجتماع مع أدولف هتلر. وفي 29 أكتوبر 1942، مُنح أومبرتو رتبة المارشال.
في عام 1943، أقحمت الأميرة «ماريا خوسيه» زوجة أومبرتو نفسها في محاولة يائسة، لترتيب عقد معاهدة سلام منفصلة بين إيطاليا والولايات المتحدة. كان المفاوض فيها هو البابا بولس السادس، قبل أن يتولى البابوية. لم تحظ محاولتها بتأييد الملك، ولم يورط أومبرتو نفسه في الأمر. بعد فشل المحاولة، أُرسلت الأميرة مع أطفالها إلى ساري في وادي دا أوستا، لتبقى معزولة عن الحياة السياسية والبيت الملكي.
بعد الإطاحة بموسوليني في عام 1943، سلم الملك فيكتور عمانويل الثالث مسئولياته الدستورية لأومبرتو، وغادر إيطاليا إلى مصر.
أومبرتو ملكاً
الملك أومبرتو الثاني في زيارة للقاهرة.
ظل أومبرتو قائماً بمهام والده حتى تنازل والده عن العرش في 9 مايو 1946. لم يدم مُلك أومبرتو أكثر من 33 يوم، حيث انتهى النظام الملكي رسمياً في 12 يونيو 1946، بعد استفتاء حول استمرار الملكية. نفي الملك أومبرتو الثاني، وترك إيطاليا إلى الأبد. وتولى رئيس الوزراء ألتشيدي دي غاسبيري منصب رئيس إيطاليا المؤقت.
انفصل أومبرتو وماريا خوسيه في المنفى. يرجح بعض الأكاديميين أن أومبرتو كان شاذاً جنسياً. في بداية العشرينيات، جمع موسوليني ملفاً حول حياته الخاصة لابتزازه. وقبل الاستفتاء حول استمرار الملكية، نشرت الصحف أن أومبرتو مثلي الجنس على أمل التأثير على النتيجة. كان إهداء أومبرتو الأحجار الكريمة للمسؤولين الشباب في حاشيته شيئاً معروفاً. باستثناء عند ظهورهما علناً، عاش أومبرتو وماريا خوسيه منفصلين.
المنفى
عاش الملك أومبرتو لمدة 37 عام في المنفى، في كاسكايس في البرتغال. منع دستور 1947 في الجمهورية الإيطالية، جميع الورثة الذكور للعرش الإيطالي من العودة لإيطاليا مرة أخرى، ولم يمنع الإناث من أسرة سافوي الملكية باستثناء الملكات القرينات.
حاول الرئيس «ساندرو بيرتيني» أن يحصل لأومبرتو على موافقة لعودتة إلى بلده الأصلي من قبل البرلمان الإيطالي، عندما كان يحتضر في عام 1983. وفي النهاية، توفي في جنيف، ولم يحضر أي ممثل للحكومة الإيطالية جنازته.!!