يفتح الليل نوافذه علي ،
و أنا ذاك الشارع المظلم الطويل ،
طول حزني و كلي حفر ..
يفتح الليل نوافذه علي،
و أنا ذاك البيت بلا جدران ..
ولا باب و لا شباك ، كغيمة ضاع بيتها
حين بكت سكانها ..
يفتح الليل نوافذه علي
و أنا ذاك البحر الغريق ،
في بطن الحوت الذي التهم
البحارة و كل أشرعتي .
يفتح الليل نوافذه علي ،
و أنا ذاك المسجد
بلا بخور و لا مئذنة و لا صلاة
فقط الثريا يراقصها الهواء
و مازال الشيخ يروي ..
كيف أتى الوالي بها.
يفتح الليل نوافذه علي ،
و أنا امرأة بلا مرايا تنعكس عليها
الشمس و القمر.
أخط الحرف على جثث جدران ضاع وجهها..
و أتلوها على خيالات تمر برأسي ،
فتحصد شبابه .
يفتح الليل نوافذه علي ،
و أنا أبصق خلسة في وجه العتمة
و ألوح من بعيد كما كل العرب ..
أرفع يدي و الأعلام ..
و أنفخ في صورتي الدخان
و أغطي خوفي بصراخ أخرق
تحت الجدران ..
و أركض هنا و هنا ، حيث أنا
أبغي السلام
يفتح الليل نوافذه علي ،
مذ أنجبتني أمي و قالوا
أني عمياء حد الإبصار.
- مريم الشابي