الضعف القرائي عند متعملي المرحلة الابتدائية
إن الضعف القرائي ظاهرة استفحلت في مدارسنا حيث أن الشكوى في قصور المتعلمين القرائي ،مازالت قائمة تتردد على ألسنة المعلمين و البيداغوجيين على حد سواء .
و يعرف الضعف القرائي بأنه : ” القصور في تحقيق أهداف القراءة من فهم المقروء و إدراك المعاني و الأفكار و البطء في النطق أو الضبط الخطأ للألفاظ .
فالتلميذ الضعيف في القراءة : هو الذي يبدي استجابات قرائية محدود و تأخرا واضحا في إمكاناته العقلية مقارنة بمن معم في عمره العقلي و الجسمي .
2- أساليب تشخيص الضعف في القراءة :
هناك عدة أساليب لتشخيص الضعف القرائي نذكر منها :
ملاحظة المعلم المستمرة للتلميذ أثناء القراءة .
مقارنة تلك القراءة بقراءة زملائه في الفصل .
إيجاد إجابة للأسئلة الآتية :
لماذا يقرأ التلميذ هكذا ؟ و ما الذي يمكنه قراءته ؟
التعرف على مشكلات التلميذ و بيئته و ظروفه الاجتماعية التي تؤشر على قدراته القرائية .
استخدام اعتبارات قياس القدرة على القراءة .
دراسة ظروف المتعلم الأسرية و جمع معلومات عن تاريخ الأسرة .
أسباب الضعف القرائي :
يوجد أسباب عديدة تؤدي إلى الضعف في القراءة منها ما يتعلق بالمتعلم و منها ما يتعلق بالمعلم و منها ما يتعلق بالمادة التعليمية .
أ)-الأسباب التي تتعلق بالمتعلم :
إن الأسباب التي تتعلق بالمتعلم متنوعة ، منها العضوية و العقلية و اللغوية و الاجتماعية .
1-الأسباب العضوية :
و تأتي في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى ضعف المتعلمين في القراءة .
فالأطفال الذين يشكون علة جسمية لا يتعلمون بسهولة كما يتعلم الأصحاء ، فهم يتغيبون عن الدراسة ،و يفقدون لذلك التعرف على بعض المفردات اللغوية التي يحتاج تعرفها ،و في بعض الأحيان تبدو الكلمات الجديدة في سياق كلمات فات للطفل أن يدركها ،و بذلك تكون المادة الجديدة مضاعفة :
الصعوبة على متعلم المرحلة الابتدائية عدم النضج في أي ناحية من نواحي النمو الجسمي أو الانفعالي أو الفعلي .
ضعف البصر عند المتعلم فإذا ما التقط المتعلم الكلمة خاطئة اختل الفهم و تغير المعنى .
ضعف السمع فإذا تعثر الطفل في سماع الكلمة أو الجملة أشر ذلك على قراءته لها .
نقص القدرة العقلية .
ب)أسباب تربوية :
عدم الدقة في تركيب الجمل .
الخطأ في طريقة تعليم القراءة .
السلبية في الضغط على المتعلم من أجل التقدم في القراءة .
الضعف في تحليل الكلمات أو فهم معانيها .
أسباب نفسية :
عدم الشعور بأهمية القراءة .
عدم تركيز المتعلم أو نقص في الانتباه .
القلق أو الخوف أو الخجل يساهم في إحباط المتعلمين و يعرضون عن بذل أي مجهود للتعلم و يميلون أحيانا للسلوك العدواني بهدف لفت انتباه الآخرين .
كذلك الأطفال الذين يعانون اضطرابات نفسية نتيجة ظروف اجتماعية أو أسرية أو غيرها ينعكس ذلك حتما على تحصيلهم الدراسي كما أن العقاب المستمر يتسبب في ظهور الفشل الدائم أثناء القراءة و هناك الكثير من العوامل التي تدفع المتعلم إلى السرحان و الشرود و علة التركيز فلا يقرأ بالشكل الصحيح و لا يفهم ما يقرأ .
أسباب متعلقة بالمعلم :
و يقصد بها تلك الممارسات الخاطئة التي يؤديها المعلمون داخل حجرات الدراسة و من أبرزها تحدث المعلمين باللغة العامية و عدم التزامهم الكلام باللغة الفصحى حتى أثناء تدريسها و هذا ما يؤثر سلبا في المتعلمين ذلك أن طول استماعهم لمعلمهم و هو يتحدث على وقف الأساليب العربية من شأنه أن يعينهم على تعلم القراءة السليمة الصحيحة و التحدث بعبارات سليمة أيضا .
و لعل هذه الظاهرة هي أكثر انتشارا في المؤسسات التعليمية ،فالمعلم الذي يتحدث بالعامية داخل الصنف يرسخ صورة سلبية في ذهن المتعلم و ربما يؤدي إلى هجرا اللغة الفصحى .
ينظر بعض المدرسين إلى حصة القراءة باستحقاق شديد و يراها فسحة من الوقت يستريح فيها و هذا يفقد الدرس قيمته و يبعث النفور و الكسل في نفوس المتعلمين .
إهمال التعامل أو التفاعل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات القراءة بالقدر الذي يتم مع غيرهم من الأطفال العاديين .
عدم اهتمام المعلم بتزويد تلاميذه بالمادة القرائية الإضافية و التي من شأنها أن تتر في المنهج و تزيد من حصيلة المتعلمين اللغوية و تحبيبهم في القراءة ،فالمعلم الذي يغفل أخطاء الأطفال القرائية و الاكتفاء بتقديم ما هو مقرر فقط بسبب في ظروف الأطفال عن القراءة .
أسباب تتعلق بالمادة :
بعد عرض الأسباب التي تخص المتعلم من جهة و المعلم من جهة ،يتم التطرق إلى الأسباب المتعلقة بالمادة و هي تخص عدة جوانب منها :
الجانب الشكلي :
أثبتت الدراسات العلمية الصلة الوثيقة بين درجة إقبال المتعلمين على خط الكتاب الجيد السليم من العيوب و جاذبية صوره و أناقته و جودة و رقة و حسن إخراجه .
فشكل الكتاب مهم في مدى رغبة المتعلم للقراءة فالطفل يميل إلى النصوص التي فيها الصور و الألوان .
الموضوعات :
سوء الاختيار لبعض الموضوعات التي لا تبعث الشوق في نفوس المتعلمين لعدم فلائمتها لهم من حيث أذواقهم و تربيتهم ،و مراعاة ميولهم ، فهذه الموضوعات تروق المؤلفين و تعجبهم و يرون فيها أذواقهم و أمزجتهم ،غافلين عما يروق المتعلم و يناسبه ، فكأنهم يختارون لأنفسهم و يجبرون المتعلم على القراءة من ذواتهم .
فموضوعات القراءة لابد و أن تكون مختارة تثير إعجاب القارئ و رغبته في القراءة لأن إجبار القارئ على قراءة مواضيع مقررة ،قد يعيق قدرته على القراءة .
و انطلاقا مما سبق يمكن القول أن ضعف المتعلم في التحصيل الدراسي عامة ،و في القراءة خاصة ،أصبح ظاهرة متفشية في واقع المدارس و قد ازدادت معاناة المتعلمين و عجزهم نتيجة ذلك و على اختلاف الأطوار التعليمية ،و قد اختلفت عوامل الضعف القرائي و توزعت بين المعلم و المتعلم و الكتاب المدرسي ،حيث أن هذه الأطراف تكون سببا في إحداث ذلك القصور عند المتعلمين أما المتعلم فقد تسبب في ذلك العوامل عضوية ،و أخرى جسمية و تربوية …الخ