__تراتيل الوداع الأخير__
في زاويةٍ من الليل
يتوسّـدالغياب
قميصا لم يجف
يخاتله الألم كلّ مساء
ويظلّ ينزّ برائحة الانتظار
مُعلّقا على مشجب جالذاكرة
كانت الخطى
تتهجّى أسماءها
على تراب
نسِيَ شكل الأقدام
الموت
لم يطرق الباب
كان يسكن فيه
كظلّ
لا يذكر ملامحه
قالت الأرملة
علّقتُ ضوءه على الحائط
لكن الجدار
لم يبكِ
وبكل هدوء قال الطفل
نام في يدي
بردت يدي
فاختفى
في نعشه
زهر بلا رائحة
وصدى
لا أحد يعرف
من نفخ فيه الروح أوّلا
والريح
تقرأ وصيته
على أوراق عذراء
يُنزلونه
من الذاكرة
لا من جبل الحياة
وفي الطريق إلى المقبرة
تتساقط
كلمات من فلول الغربال
تميل إلى الصمت وترفض أن تُقال
مَن يغلق الباب
على الغائب الأخير؟
مَن يطفئ سراج الحكاية
في صدغ القصيدة؟
مَن يمسح دمع الرمل
عن كفِّ النهر؟
وعلى حافة هوة الصمت
من يعلّم الناي
أن يصمت…؟
فائزه بنمسعود
13/5/2025