أمانٍ مبتورة))
اميمة عمران
أحمدُ كانَ هنا تحتَ الظّلِّ ،
يتلمّسُ الحنين، ويزرعُ أمنياتِ صباه
ويحلمُ بمستقبلٍ وقّاد
فكم استنبطَ من حلمه مئةَ انبثاق
وكنوزَ علمٍ تُعلي مجدَ سناه!!
كان هنا يُبخّرُ رؤاه ،ويرسم السّماء
وحتّى النّجوم ،ويكحّلُ الحروفَ
منابتَ الثّراء ،ويلونها بغزل الآمال
كان هنا يَخيطُ ..الصّروح، ويعتلي منابرَ الرّجاء
ويرتفع بكبرياء، ليقبّلَ بطموحِه السّماء
وأمّه يلفُّها الرّجاء،ويقتحم. شوقُها
لاعتلائه الفضاء ..وغوصِه في أبحِر
لا ينالُ جوهرَها إلّا العلماء.
كان كقمرٍ يجمع الرّفقاء في ليالي الكلاح
يحلم بسمّاعة الطّبيب.. واختراع الفقهاء
لا تسألوني أين هو من كلّ هذا النّماء!؟
أحمد كُبّل بسلاسل الجُبناء،
وهو يصنع من لعبِه غزوَ الفضاء
وحلمَ وطنٍ ، ينتظرُ البناء ،ويحلمُه
ساطعاً بعلاه.
أين هو !!؟
لا تسألوني ،فقد ضاع الجواب.
حين أضحى لقمةَ التّراب ..وذبيحةَ البلَهاء
وقتيلاً مبارزاً صاغ لوحةً ،
ومحاها الطّغاة
كسّروه ،ودفنوا آمالَه ،ومشّطوا فرحةَ ذويه
بالدّماء.
كسّروه. وحطّموا رسمَه .
.ولعبةَ المساء ،
كلّ ذبيحٍ في وطني اسمُه أحمد
وكلُّ حرقٍ لكرومٍ ولبيدرِ الحقول
هو كان تغريدَه ..
وبسمةَ الحقول عند الصّباح
فالطيرُ المسحور والجبلُ المقتولُ والوردُ المبتورُ كلّه اسمُه أحمد،
وكمُّ الأفواهِ والنّحيبُ على العلماء العظماء،
مَنْ نحروهم بلا ولا إيذاء ،
كلُّهم اسمهم أحمد،
مغازلةُ الرّبيع للزّهر.. للفضاء.، اسمُها أحمد
وهديرُ البحروقميصُ أمواجِه االبيضاء
وهي تتراقص بين الأرضِ والسماء،
اسمها أحمد
وقتلُ شموخ وطنٍ ،لا يطاله السّفهاء، اسمُه أحمد،
وكاغةُ الوليد، وهي تُنحَرُ من جذورِها بسيوفهم ،اسمها أحمد،
وحلمي الّذي كبّرتُه طوداً سميقاً اسمُه
أحمد
وطوقي الّذي خبّأتُه لفرحي، ونسجتُه من لهفاتِ عشقي الطّويل الجميل..
أسميتُه أحمد،وصراخُ أمٍّ تتمخّض
ُ وهي تنازع مع الوليد من رحاهم ،
أسميتُها أحمد.
وشوقُ الأرض للربيع ،نسماتها
أسميتُها أحمد،
وترفُ عقول واختراعُها المجتبَى عندما تبتَر
أسميتُها أحمد
وسرقةُ وطني ..وسريري ..وأمانيّ.. وفرحي..
وكذا فستاني،الذي حرقوه ،ومنعوني من شياكتي،
أسميتُ درَرَه أحمد،
وأمّي وهي تبكي قتلَ كلِّ أبنائها سورتها
باسمه،
وأنا وانهياري وجمودي وقلميَ المكسورَ
طيلةَ هذه المحرَقة،
أسميتُ آهَها (((أحممممد))
أحمدي كان هنا ،..أحمدي اغتالوه، وهو يلعب
ولم يلتوِ قلبٌ لإنقاذِ الطّفولة
وهي تُسحق من من براثن الموت الشّنيع،
وها أنا وأحمدي الشهيد ،
أصبحنا ذكرى
لوطنٍ مدفونٍ مع سحره وشموخه (مننننهم)
اذكروا أحمدَ ،واذكروا إنه كان هنا
يرسم ويحلم،
اغتيل من حمْقَى ،شنقوا
صروح العظماء كلّها بسيف جهالة البلهاء،
اذكروا أحمدَ))، واذكروا كان هنا وطناً
كل يومٍ في علاء ….