السبت, مايو 24, 2025
arzh-CNnlenfrdeitptrues
lights - إضاءات
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
No Result
View All Result
lights - إضاءات
No Result
View All Result
Home قراءات نقدية

ثنائية القارىء والنص المسافةالجماليةواعادة الانتاج في ضوء نظرية التلقي بقلم الناقد عبد الرحيم خير

مايو 16, 2025
in قراءات نقدية
0 0
ثنائية القارىء والنص المسافةالجماليةواعادة الانتاج في ضوء نظرية التلقي بقلم الناقد عبد الرحيم خير
0
SHARES
0
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

ثنائية القارئ والنص؛ المسافة الجمالية، وإعادة الانتاج في ضوء نظرية التلقي.

قراءة في قصة: “أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئًا”

تَخلق النصوصُ الاجتماعية التي تتكئ على الواقعية السحرية وتنطلق منها لتتشابك مع مناهج أخرى واقعية و نفسية وتاريخية عوالمَ أخرى يمكن من خلالها تفسير النصوص من عدة زوايا، عبر نظرات وتفسيرات قد تتقارب فيها الرؤى أو تتباعد تبعا للزاوية التي تسبر غور النص وتكشف دلالته البعيدة، هذه الرؤى قد تتناول النص عَرْضًا و تشريحًا، أو تتعامل مع معطيات بعينها تكون من مفاتح تأويله ومداخلِ فك رموزه وشفراته، وهو ما يعرف بنظرية التلقي والتي تجعل القارئَ عنصرًا رئيسًا في محاولة لتفعيل العملية الإبداعية، تهدف إلى تعدد القراءات وتنوع التأويلات.

وفي قصتها “أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئًا” للكاتبة روعة سنبل ، إن كان في دلالته النص الظاهرة ما يُغني المتلقي ليجد المتعة والتشويق بوصفه نصًا غنيًا بعناصره التي تُتيح قراءته وتقدم المتعة وتشهد للكاتبة بحرفيه البدء والاستهلال والانتقال، وما يتخلل ذلك من عناصر المتعة والتشويق وغيرهم من العناصر الرئيسة التي يَنْبَني عليها فن القصة القصيرة،
وهي عناصر كثيرة لم يخل منها النص. إلا أن تعمق النص وسبر أغواره ربما يحقق متعة إضافية، عبر ما يتيحه النص من مسافات جمالية ومناطق رمادية يشارك فيها القارئ بفاعلية بهدف سد الفراغات والبياضات للتوصل إلى دلالة النص البعيدة، والتي يتحول فيها العالم الظاهر إلى عوالم خفية، وتتبدل شخصيات النص إلى رموز غائبة، وتصبح الفكرةُ فِكَرًا اجتماعية وحياتية أو أزمة نفسية، أو قضية سياسية كبرى من المسكوت عنه…….

هنا تتجلى عظمة النص وإبداع كاتبه.

والمتأمل في النص “أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئًا” يجد أنّ دلالة النص قد تشكلت مبكرا وبداية من العنوان” أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئا” تشكلت الدلالة عبر هواجس أصبحت على طول الخط السردي تُطارد البطلة وتؤرقها لتصبح فيما بعد كابوسًا يقض مضجعها وينغّص عيشها، هواجس تشكلت من رموز تحملها رسائل وحدها الذات الساردة من تؤمن بها، وتحاول فك شيفرتها والبحث عن دلالتها عبر أسئلة مُلحَة باتت تنقر رأسها؛
من يرسل هذه الرسائل؟ ولمن؟
ولماذا؟ هل الرسائل استغاثات أم نداءات؟ أسئلة خَلقت حالة من الحيرة والاضطراب، نحتاج للكشف عنها أن نعود إلى نقطة البداية وعنوان النص؛ ” أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئًا”، هذه العنونة التي تقودنا إلى دلالة بدأت تتشكل من وعي البطلة وذاتها المنغلقة على نفسها والتي تتقاطع مع الوعي الجمعي المحيط؛ الزوج، والأم، والطبيب، فوحدها البطلة من تستطيع قراءة هذه الرسائل المشفرة وقد بدأت بالفعل في تأملها و تحليلها ونسخها في دفترها للكشف عن دلالتها، أما هم فكانوا يصرون على أنها مجرد هلوسات لا معنى لها، فيطلبون لها الرقية والعلاجات، ويحثونها على التماسك، يقابل ذلك إيمانها بما تظنه حقيقة لاتملك عليها أي دليل، فتنزوي بنفسها وتختار الصمت طريقة للهروب، فيصبح صمتها آخر وسيلة للتعبير عن الرفض والاحتجاج، وكلّمَا تأزمت المواقف يصبح الصمت خيارًا أكثر فاعلية تتصاعد وتيرته، فتختاره بداية ثم تكتفي به وأخيرا تختفي خلفه…. “فاخترت الصمت ، وأكتفي بالصمت ، واختبأتُ خلف صمتي”

ومع نهاية النص تتداخل الرؤى وتتباين التأويلات، ويحتدم الصراع؛ صراع البطلة مع نفسها ومع مجتمعها المحيط، صراع ينتهي بالمواجهة، وتبدو فيه البطلة وقد تخلصت من جميع العوائق في سبيل الوصول إلى الحقيقة؛
حيث فكرة التضحية بالنفس وتقديمها كقربان انطلاقا من فكرة فناء الجسد وخلود الروح تبعا للأساطير والمعتقدات القديمة التي تقوم على فكرة الخلاص والتحرّر وصولا للحقيقة، وقد جاء بالنص…” الآن فقط عرفت كل شيء وتذكّرتُ كلّ شيء، الآن فقط صرتُ شجاعةً بما يكفي، أريدُ أن أحكي، أن أصرخ، لكنْ لا صوت لي، أخمشُ عجينَكم بأظافري، أخربِشُ على أرغفتكم، أحاولُ أن أخبرَكم بكلّ ما أعرفه” .
وفي سبيل الصول لهذه المعرفة كان لا بد من التضحية … ” ناداني وهج النار- تخلّصت من كل الأذرع التي تشبثت بي- قذفت نفسي في اللهب”

وطوال تلك الرحلة التي قطعتها البطلة لكشف دلالة الرسائل المشفرة تشكلت بالتوازي مع الدلالة الأولى الظاهرة – دلالة الاضطراب والهلوسات والمرض النفسي- وهو ما يعني أن كل ما تراه مجرد تهيؤات نتيجة لمرض نفسي، وقد جاء في النص…” فأنا ممنوعةٌ منذ عامين عن النّشرات والتّقارير الإخبارية، في محاولةٍ لانتشالي ممّا أسماه الطّبيبُ اكتئاباً مزمناً”.
بجانب هذه الدلالة “الحقيقة” تشكلت دلالات جديدة تكونت في وعي البطلة و تمثلت في رموز غير مقروء تمثل حقيقةً مَا وتؤكد أن “أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئًا” ويجب أن نعرف من هذا المجهول؟ وماذا يريد؟ ومن هنا بدأت مُهمتها في محاولة لفهم تلك الرموز وتحليلها، فكانت البداية مع الرسالة المشفرة الأولى واسم البطلة المطبوع على الأرغفة، وكأنها رسائل مرسلة بعلم الوصول حُفر عليها العنوان واسم المرسل إليه، ثم كانت الرسالة الثانية بعد ثلاثة أيام مع حصة الخبز حين رأت قلوب مرسومة على وجه الخبز عبر أشكال حفرتها النيران على الأرغفة، وما فيه من تأكيدٍ على العلاقة الوطيدة بين المرسل والمرسل إليه فلا يستخدم النار في وشم الرموز إلا عاشق أو محب، ومرة أخرى من خلال مناظر وأوصاف؛ ” مشانق تتأرجح ، رؤوس مقطوعة، مقصّات، وسكاكين، ووجوه جلادين، وشواهد قبور … وغيرهم” هذه الدلالات التي تعبر بقوة عن الظلم والاضطهاد وكأنها استغاثات وآهات تشق حلوق المظلومين وتتوسل النجاة والخلاص.

المسافة الجمالية واستخدام الرمز.

تكمن القيمة الجمالية لاستخدام الرمز ضمن الحيل السردية التي يلجأ إليها كاتبٌ في القدرة على توظيفه توظيفا يخدم الفكرة والنص، والمتأمل يجد أن الرمز في النص يلعب دورًا رئيسًا، فلا يمكن فهم النّص إلا من خلال رموزه وعلاماته وذلك عبر قرائن ودلائل مفتاحية تعبّر عن الفكرة والعوالم الخفية التي خلقتها الكاتبة، بداية من حالة الاضطراب/ الهلوسات / والمرض النفسي، وما يصاحب هذه الحالات والتي تبدو فيها الشخصية أكثر حدثا ومعرفه بالمجهول؛ لذا باتت تَلْفت انتباههم تقول : ” رسائلُ سريّة مشفّرة ظلّت تصلني لشهور”، وتقول أيضًا في تأكيد آخر على حقيقة الرسائل وفهم دلالتها … “أستطيع قراءة الإشاراتِ والرّموز كما تقرأ عرّافة خطوط الكف” وكأنها تؤكد على نداءات المجهول وإشارات ورسائل التحذير التي يستقبلها حدثنا فنستشعر الخطر أو الخوف، لكننا دائما نمضى دون أن نبالي، وهو- أيضًا- ومن ناحية أخرى تأكيد ضمني على عجز الإنسان وعدم قدرته على معرفة المجهول الذي يخلق حالات من القلق والاضطراب، وهو ما يجعل الإنسان شديد الحساسية لكل المؤثرات الخارجية، وما يترتب عليه من حالة من الصراع الدائم والمتجدد بين الإنسان وكل ما يحيط به من ثنائيات؛ الفرد مقابل الجماعة/ السلم مقابل الحرب/ الثورة مقابل الخنوع/ والوعي مقابل الغفلة/ الظلم مقابل العدل، وأخيرا دلالة الرموز و تعبيرها عن حالة أخرى من الصراع ربما تكون أشد تأثيرا؛ وهي صراع الإنسان مع نفسه وتهيؤاته واضطراباته وتقلباته، الإنسان الفرد مقابل العالم الذي يعيش فيه ويستشعر تحولاته وصراعاته وحروبه، الإنسان الذي يستشعر الخطر ويخشي النوازل ويصارع المجهول، ويحاول دائما أن يلتقط الإشارات البعيدة، والرسائل المشفرة التي يرسلها القدر ويخفيها المستقبل، كونه الحاضر الغائب بكل ما يحمله من خير وشر وأفراح وأحزان وكلها أحداث نؤمن أنها قد تحدث في أي لحظة دون أن نعلم أين ولا متى، فهي دائما ” رسائل مشفّرة” ودائما بيننا من يستطيع قراءة الإشاراتِ وفك شفرات الرّموز مثلما تقرأ عرّافة خطوط الكف” .

نص بديع برمزيته وفكرته وانفتاحه على كل القراءات والدلالات، أطيب الأمنيات للكاتبة بدوام التوفيق.

،، عبدالرحيم خير.

……………………………………

النص.

أحدهم يريد أن يخبرنا شيئا ..!
رسائلُ سريّة مشفّرة ظلّت تصلني لشهور، لم أكن أستلمها في مغلّفاتٍ معطّرة أجدُها تحت سجّادة عتبة بيتي، فألتقطها خفيةً لأقرأها وحدي، ولم تكن رسائل (واتس أب) تصلني بنغمةِ إشعارٍ يرتجفُ لها قلبي لهفةً. ظلّت الرّسائل تصل، لكنْ بطريقةٍ مختلفةٍ تماماً، فزوجي هو الذي كان يحملها إلى البيت بنفسه، كلّ ثلاثة أيّام، دون أن يدري.
اكتشفتُ أوّل رسالة مصادفةً، أحضر زوجي يومَها حصّتنا الحكوميّة نصفَ الأسبوعيّة من الخبز، أخرجتُ الأرغفة السّاخنة من الكيس الرّقيق، ووزّعتها على الطّاولة كي لا تلتصق ببعضها، وريثما تبرد شربْنا القهوة معاً دون أن نتبادل كلمة، فعَينا زوجي كانتا معلّقتين بشاشة هاتفه، يتابع كالعادة نشرة الأخبار الصباحيّة عبر سمّاعتين محشورتين في أذنَيه، بينما أكتفي بمتابعةِ تعابيرِ وجهه، فأنا ممنوعةٌ منذ عامين عن النّشرات والتّقارير الإخبارية، في محاولةٍ لانتشالي ممّا أسماه الطّبيبُ اكتئاباً مزمناً.
خرج زوجي إلى عمله، وعدتُ أنا إلى المطبخ، رحتُ أفتح كلَّ رغيفٍ إلى فلقتَين، كما أفعل دوماً، فلقةٌ هي الوجه الأكثر بياضاً، الذي يصلحُ لأحضّر منه (ساندويتشات) لأطفالي، والأخرى هي وجهٌ أسمك قليلاً، مشقّق غالباً، وتبدو عليه دوماً آثارٌ بنيّة اللّون داكنة أو باهتة، من تلك الآثار التي تتركها النّار عادة على العجين، كنتُ أهمُّ بوضع الأرغفة في الكيس لأحفظَها في الثّلّاجة، حين لمحتُ على الوجه المشقّق لأحد الأرغفة شيئاً جعلني أجفل، فبين العلامات البُنيّة، المتوزّعة على الرّغيف، استطعتُ أن أميّز اسمي، كانتِ الأحرفُ مضطربة، وكأنّ أصابع مرتجفةً متعجّلةً قد كتبتْها، سحبتُ رغيفاً آخر، ثمّ آخر وآخر، ومع أنّ الاسم لم يكن واضحاً تماماً، لكنّني، وعلى كلّ الأرغفة، استطعت العثور عليه كما يعثر المؤمنون على كلمة “الله” في سماءٍ غائمة، أو داخل ثمرة رمّان.
حين كنا نتناول غداءنا، كدتُ، أكثر من مرّة، أن أخبرُ زوجي بما رأيتُه، لكنّني أقنعتُ نفسي أنّ الأمر كلّه مجرّد مصادفةٍ غريبة، فاخترتُ الصّمت، واكتفيتُ بمراقبتِه هو وأطفالي، يقسمون أرغفةَ الخبزِ ويلتهمونها بشهيّة.
انتظرتُ بفارغِ الصّبرِ، ثلاثةَ أيّام، موعدَ حصولِنا على حصّتنا التّالية من الخبز، لم أعثر على اسمي هذه المرّة، لكنّني، على الأرغفة كلّها، رأيتُ قلوباً صغيرة بُنيّة اللّون، وحين كنتُ وأمّي نشرب القهوة في شرفتي أعطيتُها رغيفاً، وطلبت منها أن تتفحّصه، عرفتُ من ملامِحها الحياديّة أنّها لم تميّز شيئاً، “قلوبٌ مشوّهة محترقة” قلتُ بخوفٍ وأنا أشير بأصابع مرتجفة إلى الأشكال البُنيّة المنقوشة على الرّغيف، وحين بدا لي أنّ أمّي استطاعت تمييزَها، اقتربتُ منها وهمستُ بحذر: ” أعتقد أنّها رسائل مشفّرة، أحدُهم يحاولُ أن يخبرَنا شيئاً”، تجهّم وجهُ أمّي، وحين كانت تودّعني لتذهبَ إلى بيتها احتضنتْني، وبلطفٍ سألتْني إن كنتُ أتناول أدويتي بانتظام، السّؤالُ نفسُه همسَه زوجي بقلقٍ في الأسبوع التّالي، حين كنتُ أتحسّس عنقي بخوف، وأشير إلى مشانق تتأرجح في أربعة عشر رغيفاً من الخبز وزّعتُها على الطّاولة صباحاً.
تعاقبتِ الأيّامُ والأرغفة، وبنظرةٍ واحدة صرتُ، حين أحملُ أيّ رغيف، أستطيع قراءة الإشاراتِ والرّموز كما تقرأ عرّافة خطوط الكف، ثمّ أنسخ الرّسائل المشفّرة على دفتر صغير، وأكتفي بالصّمت.
رؤوسٌ مقطوعة لها عيونٌ متّسعة بذعر، تلالٌ من الرّماد، مقصّاتٌ وسكاكين، وجوهُ جلّادين، شاهداتُ قبورٍ وفزّاعاتُ عصافير، شموسٌ مُطفأة، عناكبُ سوداء بسيقانٍ مُشعرة، وفراشاتٌ بأجنحةٍ مقصوصة، ملأتْ هذه الرّموز وغيرُها أرغفتي ودفتري، بدتْ كنداءاتِ استغاثةٍ، أراها في كلّ شيء حولي، تسكن صرخاتُها رأسي، وحين أنام تحتلّ كوابيسي، أهملتُ نفسي وزوجي وأطفالي، عافت نفسي الطّعامَ والحياة، اضطربتْ ذاكرتي، واختبأتُ خلف صمتي.
“ليست هلاوس، أحدُهم يحاولُ أن يخبرَنا شيئاً” قلتُ، فكتب الطّبيب لي قائمةً من المنوّمات والمهدّئات، طلب من زوجي إحضارَها.
“لستُ ممسوسةً بجنّ، أحدُهم يحاولُ أن يخبرَنا شيئاً” قلتُ، فأشعل الشّيخ البخور، وتلا آياتٍ من القرآن، ثمّ كتبَ أدعيةً وأذكاراً، أمرَ أمّي بتلاوتها فوق رأسي كلّ ليلة.
***
“يجب أن تساعدي نفسَكِ” قال زوجي صباحاً بحنان، ثمّ وضع جانباً لقمةً كان يحاول إقناعي بأكلها، هزّ رأسَه بأسى، وخرج إلى عمله.
“يجب أن تساعدي نفسَكِ” قالت أمّي بتوسّل بعد أن أوصلتْ أطفالي إلى باص المدرسة، ثمّ أعطتني أدويتي وأعادتني إلى فراشي.
لا أدري كم مضى من الوقت، لكنّني كنتُ نصفَ نائمةٍ حين قرّرتُ أن أستمعَ لنصيحتِهما وأساعدَ نفسي، غادرتُ فراشي بصعوبة، غافلتُ أمّي الواقفة في المطبخ، وخرجتُ من البيتِ بثوب نوم، وشعرٍ منكوش، وقدمين حافيتين، ركضتُ بوهنٍ نحو الطّرف الآخر من الحي، تجاهلتُ كلّ الذين ضحكوا، وكلّ الذين خافوا، وكلّ الذين قالوا عنّي مجنونة، وصلتُ الفرن، تجاوزتُ المتجمّعين أمام نافذةِ البيع، اتّجهتُ نحو الباب الخلفيِّ ودخلت.
“أين هو؟” صرختُ بجنون وأنا أتلفّتُ حولي، بدهشةٍ حملقَ بي عاملان ملطّخان بالطّحين، ملأتْ رائحةُ الخميرة أنفي، وناداني وهجُ النّار، لفح وجهي وأطرافي، فَسَرتِ القوّةُ في جسدي، تخلّصتُ من الأذرع التي تشبّثتْ بي، وقذفتُ نفسي في اللّهب، أغمضتُ عينيّ بارتياح، واستسلمتُ ككتلةٍ رخوةٍ من عجين.
جسدي المتفحّمُ مسجّى منذ زمنٍ تحت التّراب، أمّا روحي فما تزال مضطربة، تتخبّط هنا في الفرن، داخل بيت النّار، الآن فقط عرفت كل شيء وتذكّرتُ كلّ شيء، الآن فقط صرتُ شجاعةً بما يكفي، أريدُ أن أحكي، أن أصرخ، لكنْ لا صوت لي.
أخمشُ عجينَكم بأظافري، أخربِشُ على أرغفتكم، أحاولُ أن أخبرَكم بكلّ ما أعرفه، أحاول، أحاول..

روعة سنبل- سورية

Next Post
ناس وناس بقلم الأديب بسام الأشرم

ناس وناس بقلم الأديب بسام الأشرم

صفحتنا على فيس بوك

آخر ما نشرنا

في مثل هذا اليوم24 مايو 2000م..بقلم سامح جميل…..
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم24 مايو 2000م..بقلم سامح جميل…..

by سامح جميل
مايو 24, 2025
0
في مثل هذا اليوم24 مايو2018م..بقلم سامح جميل….
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم24 مايو2018م..بقلم سامح جميل….

by سامح جميل
مايو 24, 2025
0
في مثل هذا اليوم24 مايو 1950م..بقلم سامح جميل.
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم24 مايو 1950م..بقلم سامح جميل.

by سامح جميل
مايو 24, 2025
0
في مثل هذا اليوم24 مايو 2005م..بقلم سامح جميل….
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم24 مايو 2005م..بقلم سامح جميل….

by سامح جميل
مايو 24, 2025
0
في مثل هذا اليوم24 مايو 1995م..بقلم سامح جميل……
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم24 مايو 1995م..بقلم سامح جميل……

by سامح جميل
مايو 24, 2025
0

BY : refaat

2024 © جميع الحقوق محفوظة

إضاءات

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
  • ar
    • ar
    • zh-CN
    • nl
    • en
    • fr
    • de
    • it
    • pt
    • ru
    • es

© 2025 JNews - Premium WordPress news & magazine theme by Jegtheme.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In