في مثل هذا اليوم16 مايو1988م..
عودة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب بعد قطيعة دامت 12 سنة.
فى 16 مايو/ أيار سنة 1988 وهو شهر عودة العلاقات الديبلوماسية بين الجزائر والمغرب وفتح الحدود بعد قطيعة دامت 12 عاماً. ولإدراكهما بأن عودة العلاقات إلى سكتها الطبيعية تتطلب رجالا من طينة خاصة كي يتولوا ترميم ما كسر في العلاقات وفتح قنوات تواصل وتعاون جديدة، فقد عين الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد آنذاك أحد أبرز المقربين إليه وهو عبد الحميد مهري ونقله من منصبه كسفير بباريس إلى الرباط. وبالمقابل عين الملك الراحل الحسن الثاني طبيبه الخاص البروفيسور عبد اللطيف بربيش سفيرا له في الجزائر، فيما يبدو وكأنه يستأمن طبيبه الخاص على العلاقات مع الجار الشرقي كما يستأمنه على صحته الشخصية.
لم تلبث حالة التفاهم والتعاون أن بدأت تأخذ مداها على الصعيدين الثنائي والمغاربي بتأسيس الإتحاد المغاربي سنة 1989، حتى عادت بعد سنوات قليلة إلى التوتر ثم القطيعة. والمفارقة أن علاقات البلدين ورغم التلاحم الشعبي الذي يطبعها على مر التاريخ، باتت في حقبة ما بعد استقلالهما عن المستعمر مثقلة بالنزاعات والجراح.
إذ تكشف قراءة فاحصة لحصيلة علاقات الدولتين بعد حوالي ستين عاما من الاستقلال، أن حدود البلدين ظلت (وما تزال) مغلقة طيلة 45 عاما (63-69، 76-88، من 1994إلى الآن)، وبأن قطع العلاقات الديبلوماسية دام حوالي عشرين عاما. كما تسببت النزاعات الحدودية بين البلدين في نشوب حربين كبيرتين (الرمال 1963 والصحراء 1975). ويتكبد اقتصاد البلدين خسائر سنوية بعشرات المليارات من اليوروهات بسبب القطيعة، أي معا يعادل 2 إلى 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام.!!!!!!