قراءة نقدية مزدوجة في مجموعتين شعريتين:
“المجموعة الشعرية ومتعة اكتمال المبدع”
( ثنائية الذاتية والموضوعية).
المجموعة الشعرية (1)”هذيان آخر الليل”
الشاعر محمد الحفضي (المغرب):
المجموعة الشعرية (2) “ظل ونور”
الشاعرة فوزية مراكشي بنجعفر (المغرب)
الناقدة جليلة المازني (تونس)
المقدمة:
تتضمن المجموعة الشعرية لكل من الشاعر محمد الحفضي والشاعرة فوزية مراكشي بنجعفر خمسا وعشرين قصيدة من جنس القصائد النثرية ذات الايقاع.
تندرج المجموعتان الشعريتان ضمن غرض الغزل.
وقد أسند الشاعر محمد الحفضي عنوانا لمجموعته الشعرية “هذيان آخر الليل”.
وأسندت الشاعرة فوزية مراكشي عنوانا لمجموعتها الشعرية “ظل ونور”
أ- في قراءة العنوان لكل مجموعة شعرية :
ان العنوان هو محتوى مصغر كما يعتبره كل النقاد ومنهم الفيلسوف الألماني
تيودور أدورنو ليجعل المتلقي أمام عدة تأويلات بما في التأويل من نسبية تجعل
النص الواحد محمولا على عدة قراءات:
+ المجموعة الشعرية (1) :” هذيان آخر الليل” (الشاعر محمد الحفضي)
اختار الشاعر عنوانا لمجموعته الشعرية “هذيان آخر الليل”.
– والهذيان في معجم المعاني الجامع- عربي عربي مصدر هذى يهذي هذيانا: اضطراب عقلي مؤقت يتميّز باختلاط أحوال الوعي.
– الشعر والهذيان:
يقول الشاعر الفرنسي “رينيه شار”:” لا يوجد شعر بدون هذيان أو جنون ونحن الشعراء نتغذّى من هذا الهذيان فيما نحاول ترويضه أو السيطرة عليه”
والشعر ليس كغيره ..لأنه أمْيل الى الفوضى دون أن يكونها وأمْيل الى الهذيان والجنون دون أن يقع فيهما.. وأمْيل الى الغرابة والتفرد والصفاء ونقاء المفردات
بل الشعور بأن كل مفردة جديدة مع إنها كثيرا ما استهلكت.. هكذا هو الشعر وهكذا هي أحواله”(1).
فالهذيان في الشعر هو الخروج عن المألوف والمتعارف والعادي والرتيب ومن ثم تكون عذوبة وطلاوة الشعر.
والشاعر محمد الحفضي أضاف للهذيان مضافا اليه” آخر الليل” الدال على الزمان .
والليل هو مصدر وحي الشعراء وآخر الليل هو زمن نزول الوحي على الأنبياء
– هل شاعرنا قلب الطاولة على المألوف من الشعر؟
– بما كان يهذي بشعره؟
+ المجموعة الشعرية (2) “ظل ونور” للشاعرة فوزية مراكشي بن جعفر:
اختارت الشاعرة عنوانا لمجموعتها الشعرية “ظل ونور” وهو مركب عطفي محكوم بأسلوب بديعي قائم على طباق لفظي ليعكس مقابلة معنوية بين الظل وظلامه والنور وبريقه وجلائه وأشعته.
إن ثنائية الظل والنور تعكس تجربة عاشتها الشاعرة من خلال حديث مع النفس.
وفي هذا الإطار فلئن كان الشاعر محمد الحفضي يهذي بشعره ليسرد تجربته الوجدانية الشخصية آخر الليل فان الشاعرة فوزية مراكشي جعلتنا نقف من خلال حديث النفس على ما يضجّ بداخلها من رفض للظل وتوق للنور مع حبيب غائب حاضر وهي في صراع بين البوح والرفض.
بيْد أن الذات الشاعرة في كل مجموعة شعرية هي صدى للذات الجماعية.
فالأنا ليست في بُرْجِها العاجي بل هي كيان مجروح يهذي به شاعرنا محمد الحفضي آخر الليل وتحدّث به نفسها شاعرتنا فوزية مراكشي.
إنه موقع هش ومهدد ومأزوم يجعل الأنا بقدر ما هي فردية فهي جماعية.
وبالتالي فهذه “الأنا” المزدوجة تحيلنا للحديث عن ثنائية الذاتية والموضوعية في الخطاب الشعري للشاعرين…انها ثنائية اكتمال المبدع الانسان.
ب – تجليات ثنائية الذاتية والموضوعية في الخطاب الشعري للشاعرين:
1 – الذاتية في الخطاب الشعري بالمجموعتين:
أ- الذاتية بالمجموعة الشعرية “هذيان آخر الليل” للشاعر محمد الحفضي:
+ استخدام الشاعر ضمير المتكلم المفرد (أنا) ليضفي الواقعية في علاقته بالحبيبة كقوله في قصيدته الأولى (1) (ما لي أحباب سواك):
ما لي أحباب سواك
يا سيدة الحسان
فقللي عني اللوم والعتاب
لا تقابليني بالنظرة الشزراء
يكفيني جور الزمان
+ التجربة الوجدانية الشخصية:
كان الشاعر محمد الحفضي يهذي في آخر الليل بتجاربه الوجدانية الشخصية مع الحبيبة بين بوح بالحب ولوعة الفراق وبين خيبة وأمل وبين شوق وحنين وبين استسلام وتمرد:
– البوح بالحب ولوعة الفراق:
يقول في القصيدة (7) “شاءت الاقدار”:
لو قلبك لي ينبض
لو أني على بالك أخطر
فاني على عجل أحضر
شاءت الأقدار أن أحبك أكثر
يقول الشاعر في القصيدة (10) “ورحلت دون وداع”
ورحلت دون وداع
ولكن فقط أم كلثوم
بنبرة شجية
تردد مقطعا من أغنية يا سلام:
(كان لك معايا أجمل حكايا في العمر كله)
(سنين ومرت زي الثواني في حبك انت).
ان هذيان الشاعر بحبيبته التي رحلت دون وداع جعله يهذي ليزاوج بين شعره والأغنية لعله يعلل نفسه ليبعد لوعة فراقها.
القصيد(20) “سيدتي”
ان الشاعر يُعلن سيادة الحبيبة عليه وهل أكثر من هذا الإقرار تعبيرا وبوْحا بحبّها فيقول:
يا سيدة الفصول
ويا أميرة كل المواسم
في غيابك قهوتي بلا طعم
سيجارتي بلا نكهة
صمتي يُقِضّه
ضجيج طيفك
الشاخص بين محجري عينيّ
فالشاعر لا ينتشي لا بقهوة ولا بسيجارة فالحبيبة وحدها مصدر نشوته وانتشائه بكل الفصول والمواسم.
– الخيبة والأمل:
يقول في القصيدة(11) “لو حاولت نسياني”
ولو حاولت نسياني
وما عدت تسألين
عن حالي وأحوالي
كوني واثقة
فإلى الأبد لن أنساك
والقلب لن تعمره
أنثى سواك
– الشوق والحنين:
يقول في القصيدة (24)”في غيابك”
في غيابك
ما غاب عني طيفك
ولا تبخر في الأهواء طيبك
في انتظار صبح جديد
تبقى شرفة الحنين اليك مشرعة..
يشاغبني ضجيج الشوق اليك.
– الاستسلام والتمرد:
يقول في القصيدة(23) “يا وجع السنين”
يا وجع السنين
هي قدري
قال الرحمان
فصبر جميل
وانا صبري
فاق صبر أيوب
وجلد يعقوب
يقول في القصيدة(24) “في غيابك”
في غيابك
أدمنت الانتظار
وما يئست
يوما ما ستعودين
فتعود البشرى
وتشرق سماء حبّنا
لقد استخدم الشاعر للتعبير عن تجربته الوجدانية المحكومة بتلك الثنائيات أسلوبا انزياحيا إيقاعيا قائما على تكرار تلك اللازمة أو الترديدة التي لازمت جلّ القصائد إن لم نقل كلها لأن الشاعر وجد فيها متنفّسا لمشاعره المتشظية بين المتضادات.
كما أنه عبر عن وجعه أيضا باستخدام رويّ (حرف النون) يعكس أنينه في معاناته.
ب – الذاتية بالمجموعة الشعرية “ظل ونور” للشاعرة فوزية مراكشي بنجعفر:
+ استخدام الشاعرة ضمير المتكلم المفرد (أنا) لإضفاء الواقعية على حديثها مع نفسها فتقول في القصيدة الأولى(1) “قمر” بمجموعتها الشعرية:
غاب القمر
رحت أبحث عن قلبي
سألت عنه النجوم
في ليلة من ليالي السهر
تاه عقلي
كل أشيائي تحتضر
+ التجربة الشخصية الوجدانية:
لقد لعبت الشاعرة فوزية مراكشي تماما كما الشاعر محمد الحفضي على تقنية الثنائيات :
والثنائيات الضدية كما يعرفها قاموس مريام – ويبستر هي :”
– تلك النظرة التي تنظر للواقع على أنه مكون من عنصرين لا ينفك أحدهما عن الآخر.
– هي الحال التي تتكون من طبيعة ثنائية
– صياغة الكون تحت مبدأين متضادين, أحدهما خير والآخر شر.”(2)
لقد استخدمت الشاعرة تقنية الثنايات الضدية بدْءا بالعنوان ومرورا وانتهاء بمتن المجموعة الشعرية.
لقد عاشت الشاعرة تجربتها الوجدانية تتقاذفها المتضادات وهي في صراع بين الظلام والنور وبين البوح والرفض وبين التمني واليأس وبين الحلم والواقع وبين الهجر والنسيان وبين الاستسلام والتمرّد:
– الظلام والنور:
ان ثنائية الظلام النور قد رسمتها الشاعرة منذ اختيارها لعنوان المجموعة الشعرية “ظل ونور” حيث استخدمت طباقا لفظيا يعكس ثنائية النور والظلام فلئن كان حضور الحبيب نورا فان غيابه ظلام مطبق وقد دعمت ذلك في القصيدة الاولى (قمر)من مجموعتها حيث تقول:
غاب القمر
رحت أبحث عن قلبي
حين غاب القمر
يا لحظي؟
يا لقدري؟
اسودت الدنيا في عينيّ
انها كنّتْ عن حبيبها بالقمر الذي ينير حياتها ودرْبها وبغيابه أظلمت الدنيا في عينيها .
القصيدة(20) قالت:
انها تلتمس منه أن يكون قمرها في الليلة الظلماء فتقول:
كنْ قمرا في سمائي
كن نجمة تضيء مسائي
في ليلتي الظلماء
يزول بها عنائي وشقائي
ان الشاعرة وهي ترثي غياب حبيبها تتناص مع قول أبي فراس الحمداني وهو يرثي نفسه:
سيذكرني قومي اذا جدّ جدّهم// وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
– الحلم والواقع : ان الشاعرة تحلم بواقع تكون فيه بين أحضان حبيبها .
تقول في القصيدة(4) “أخاف”
أخاف كلما اقتربت مني
وأخذتني بين يديك
يزيد شوقي
يجف دمعي
يرتوي صدري
يصير جسدي ملكا لديك
– الحب والغيرة:
إن حبها لحبيبها جعلها تغار عليه فتقول في :
القصيدة (9) “حدثني”
حدثني عن كل فتاة
عشقتها
وواعدتها
– التمرد والاستسلام :أحيانا تستسلم لأوْجاعها وسرعان ما تتمرد لتقاوم فتقول:
القصيدة (11) “لا تلوموني”:
لا تلوموني فالأوجاع أوسمتي
والآلام نياشيني
سأكون الأقوى
سأعزف الحزن بصوتي
والأسى سيكون ألحاني
– الشوق والحنين: تقول في:
القصيدة(13) ” في انتظارك”
في ظلام الليل وسكونه
وكثبان الشوق
وجنونه
طيفك يغازل جفوني
أصحو من غفوتي
أعانق ذكرياتي
أرسمها على وسادتي
القصيدة (21)”شوق وحنين”
أحن الى كلماتك
نظراتك..
وقبلاتك
بها أحيا وبها
أقتل الحزن الدفين
بها يرى النور
هذا العبد المسكين
– الهجر والنسيان: إنها تحاول نسيان الحبيب بشتى الطرق :
القصيدة (5)”طريق مسدود”:
كل أشيائك مزقتها بعثرتها
في طريق مسدود
أتأسف لحالك
لا تحاول أن تفتح باب الأمل
وأحمل ذكرياتي في حقيبة النسيان
القصيدة (14)” هجرتك”
هجرتك
وما أصعب هجرانك
او نسيانك
ما أقسى أن تفقد
جزءا من كيانك
أتعبتني الشكوك
خنقتني الوساوس
– الوفاء والخذلان انها تدعو الى الوفاء ونبذ الخذلان فتقول في:
القصيدة (19) “تائهة”:
ان الشاعرة بدون حبيبها تائهة في ظلام وتريد أن يكون نورها في غربتها النفسية:
إمنحْني نورا
لأهتدي إليك
لا تغفو وأنا
أتكئ عليك
لا تخذلني..
سأظل وفية
ولن يخيب أملي فيك
تعلمت الصَّبر من الصِّبر
وفي هذا الاطار ومن خلال هذا التخبط بين الثنائيات لدى الشاعرين قد يتحول الى صراع نفسي بين المتضادات وبذلك يلبس المجموعتين رداء بهاء ليصبح هذا الصراع بين الثنائيات هاجسا إنسانيا فيخلع عن المجموعتين الشعريتين ثوب الذاتية ويلبسهما رداء الموضوعية ويخلع ثوب النسبية الذاتية ليلتحف بجلباب المطلق العام ممّا يجعل أي متلق يجد نفسه فيهما ويعتبر كل تجربة وجدانية يعيشها الشاعران هي تجربته:
2 – تجليات الموضوعية بالمجموعتين:
+ نظرية التلقي:
– عدم التصدير:
لم يعتمد أي من الشاعرين التصدير لأي قصيدة حتى لا يُحْصَر القارئ في زاوية نظر محدودة وإتاحة فرصة حرية التأويل.
– الفجوات النصية (…) بالمجموعتين تثير فضول القارئ ليمارس حقه في التأويل بما في التأويل من نسبية تتيح تعدد القراءات وتنوع زوايا النظر.
– صناعة السؤال:
ان تواتر الأسئلة في المجموعتين تقحم المتلقي في البحث عن الجواب فيسْتمتع بطرح الفرضيات.(على سبيل المثال:قصيدة (2) لفوزية مراكشي/ قصيدة(12) لمحمد الحفضي…)
+ التناص:
لئن استدعت الشاعرة فوزية مراكشي الصورة الدينية للسنين العجاف الواردة بسورة النبي يوسف والتي تتناص مع معاناتها فتقول في القصيدة (2):
قدري أن تصبح
أصابعي أوتارا
وتعزف عليها
السنين العجاف
فان الشاعر محمد الحفضي قد استحضر:
– أغنية أم كلثوم التي تتناص مع حالته النفسية عند فراق حبيبته له دون وداع فيقول في القصيدة (10):
ولكن فقط أم كلثوم
بنبرة شجية تردد مقطعا
من أغنية يا سلام:
(كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله// سنين ومرت زي الثواني في حبك انت)
– المواويل الأطلسية التي في غيابها تتناص مع تجاهل الحبيبة له فيقول في القصيدة (4):
ليلتي بيضاء بلا مواويل
أطلسية
سهران حتى الصباح
يؤرقني صمتها..وجعها
يتعبني تجاهلها
– قول الشاعر د. ماجد عبد الله الذي يتناص مع تسامح الحبيبة مع حبيبها زير النساء:
يقول الشاعر د. ماجد عبد الله:
ولقد عفوْت على المسيء لأنني// بالرغم من عمق الأسى لا أحقد.
يقول الشاعر محمد الحفضي على لسان حبيبته المغتاظة:
كنت سأبوح لك
بما أودعت البحر
من أسرار
لكنك وككل ليلة
تركض خلف النساء
يا زير النساء
فمتى تتعقل
وتعود الى جادة الصواب
تجد قلبي سعيدا
يستعجل فرح اللقاء
+ التجرد من الذاتية والدفاع عن المرأة والحبيبة
لئن نصّبت الشاعرة فوزية مراكشي نفسها مدافعة عن غريمتها فتقول في القصيدة(9) “حدثني”:
حدثني عن كل فتاة عشقتها
وواعدتها
لِمَ تخليت عنها؟
لِمَ جرحتَ كيانها؟
بعد أن أوهمتها
أن قلبك لها وحدها
لا تكن عدوانيا تسقط عليها خيباتك
هي أمك
أختك
قبل حبيبتك أو صديقتك
لا تعاملها حسب مزاجك
فان الشاعر الحفضي قد تعامل مع حبيبته وفق وجهة نظر حقوقية فيقول في القصيدة(15)”حق لك أن تغاري”:
أبشري يا بهيتي
واغمسي جمر غيرتك
في نهر أو بحر
فقد أوتِيتِ سؤلك.
+ تضمين المجموعة الشعرية قضية السلم والسلام:
لقد كسر كل من الشاعرين مجموعته الشعرية بالحديث عن السلام:
لئن كانت الشاعرة فوزية مراكشي تنشد السلام مع حبيبها في القصيدة(12) “في رحاب السلام” ولعلها من خلال أسلوب بديعي قائم على التورية تنشد السلام الواقعي هذا الواقع الذي كثرت فيه الآلام والأوجاع.
فإن الشاعر محمد الحفضي يلتفت الى غزة الجريحة والشهيدة فنجده في القصيدة(6) “قمر ..بحر وليل للسمر” وهي قصيدة مطولة يهذي بما يجدّ بغزة مستحضرا شخصية الشاعر نزار قباني كشاهد على عصر انتهكت فيه حرمة الحبيبة غزة وإذا الشاعر يزاوج بين الغزل وبين الدفاع عن الأوطان فيتحول مجلسه من تغزل بحبيبته هديل الى رثاء للأندلس وسقوط غرناطة (غرناطة حبيبتي) ويذكر اشبيلية وطليطلة لينتشي ببطولة طارق بن زياد في فتح الاندلس
دون أن يسْهو عن جبل موسى بن نصير..
انه يذكّر القارئ بالتاريخ الزاهر للعرب من ناحية وما فعله في جغرافية المكان وتركه أطلالا(ما بقيت سوى الأطلال).
ان الشاعر يرفض أن يُعيد التاريخ نفسه فتكون مأساة غزة والشام وأعين العرب نيام.
ولعله هنا يتناص مع هجاء المتنبي للملوك العرب في قوله:
أرانب غير أنهمو ملوك// مفتحة عيونهمو نيام.
+استخدام اللازمة الشعرية:
لقد استخدم الشاعران أسلوبا انزياحيا دلاليا(الكناية/ التشبيه/ الاستعارة) وتركيبيا(التقديم والتأخير/ الاستفهام/ الامر والنهي).
ويبدو أن الأسلوب الإنزياحي الإيقاعي قد طغى على المجموعتين الشعريتين باستخدام تلك اللازمة أو الترديدة التي تتكرر بين المقطع والمقطع في القصيدة الواحدة.
ولئن كانت اللازمة من الناحية الذاتية هي متنفّس للشاعر والشاعرة فهي من الناحية الموضوعية تأكيد على أمر ما بالقصيدة وفي هذا التأكيد استدعاء للقارئ
لإثارة فضوله وممارسة حقه في التأويل.
الخاتمة:
وخلاصة القول فان القارئ يعيش متعة ثنائية الذاتية والموضوعية التي حكمت المجموعتين الشعريتين للشاعر محمد الحفضي والشاعرة فوزية مراكشي بنجعفر وهما بذلك يقودان القارئ الى اكتمال المبدع كإنسان .
ولعلني قد أنهيت قراءتي النقدية للمجموعتين الشعريتين ونبع الإمتاع والمؤانسة لمْ يَنضَبْ بعْدُ.
سلم القلمان ذاتية وموضوعية امتاعا ومؤانسة واكتمالا للمبدع كإنسان..
بتاريخ15/ 05/ 2025
المراجع:
(1) طلعت سقيرق – الشعر والهذيان – منتديات نور الادب 09/ 07/2009
(2) د.علي ابراهيم النملة – الثنايات- 28/ 07/ 2024 شبكة الألوكة.
الفهرس:
– المقدمة.
أ – في قراءة العنوان لكل مجموعة شعرية.
+ المجموعة الشعرية “هذيان آخر الليل”
+ المجموعة الشعرية “ظل ونور”
ب – تجليات الذاتية والموضوعية في الخطاب الشعري للشاعرين.
1 – الذاتية في الخطاب الشعري بالمجموعتين الشعريتين.
أ – الذاتية بالمجموعة الشعرية “هذيان آخر الليل” للشاعر محمد الحفضي.
ب- الذاتية بالمجموعة الشعرية “ظل ونور” للشاعرة فوزية مراكشي بنجعفر.
2 – تجليات الموضوعية بالمجموعتين الشعريتين.
– الخاتمة.