تمثالك كقصيدتك: واقفٌ وحده
الى موفق محمد في ليلته الأولى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس طفلةٌ بجانبه،
ترسم على الرصيف قنديلًا
وتقول: هذا عمو موفق،
كان يكتب للناس لا للحكومة.
لا أحد يصحّحُ لها.
فمنذ متى كانت الطفولة تُخطئ؟
ومنذ متى كان الشاعر بحاجةٍ إلى لقب؟
موفّق،
حتى تمثالك لا يعرف كيف يجلس.
لأنك كنتَ واقفًا دائمًا،
في الشعر،
وفي الكرامة،
وفي الطوابير التي لا تنتهي
إلا حين يُطلُّ الموتُ باسمك الثلاثي الكامل.
قال المارّة: هذا شاعر.
لكنّ التمثال لم يُجِب.
لأن موفق محمد لا يردّ على أحد،
إلا إذا سمع في صوتهِ انكسارًا.
يا ربّ، كم مرةٍ كتبتُ عن العراق،
وعيناي لا تعرفان النوم،
وكم مرةٍ ضحكتُ وأنا أُصلبُ على لافتة!
في الليل،
حين لا يراه أحد،
يبكي التمثالُ قليلاً،
ثم يعود واقفًا، كما يجب أن يتطاول الشعراء على حزنهم
لا ينهارون،
ثم لا ينهارون ،
لكنهم يتصدّعون من الداخل.
يا موفق،
نم، أيها الوقوف.
نحن الذين سنسقط بعدك.