__امــرأة مـن جـهـة الـمـعـنى___
لم تكن عابرة
كفكرة خفيفة تمرُّ ليلا
كانت بوصلة
تُشير إلى ما بعدي
لم تكن امرأة
بل نُقطة تحوّل
في خارطة الإدراك
لم تأت كي تُربك القلب
بل جاءت
تُعيد ترتيب نبضِه
لم تُغوِني بابتسامة
ولا بردف ونهد
بل بفكرة
زرعتها في صدري
كـصلاة لا تنتهي
تمشي
وفي خطاها صدى الأسئلة
وفي عينيها
معجمُ لغات
وحديثُها نافذة
على المعنى
جاءت من عمق داخلي
من منطقة مقدسة
ما حججت إليها قط
بقعة من ضوءٍ
لم أتعوّد النظر إليها
لمست فيها نورا
امتدّ من جُرحٍ قديم في روحي
يبحث عن اسمه
لم تعبرني كعاطفة
كانت فلسفة
بها شيء من نبوءة
بعضُها أنـــا
وما كانت حُلما يسكن الوسادة
هي يقظة
رجّت فيَّ الفكرة
ومنحتني جرأة الشكّ في يقيني
في صوتها
اتسعت لغتي
وصرتُ أسمع ما لم أكن أفقـه في صمتي
وفي صمتها
تعرّيتُ من كل تماسك وزيف
ما كانت فقط الحبيبة
كانت شاهدا
على الحريق الهادئ في روحي
امرأة من جهة المعنى
تأخذني لا إلى حضنها
بل إلى ذاتي
حيث تبدأ رحلتي
ولا تنتهي
حين تُغلق الأبوابُ
تصبح الأسئلةُ رفاقَ صمتي
أدرك أن الطريقَ إليها
ليس أن أجدها
بل أن أجدني
كما كنتُ
كما سأكونُ
حين أتوقّفُ عن الهروب من نفسي
مذ عرفتها
ما عدت أبحثُ عن امرأة
بل عن جزء مني
فقدتـه
حين تخلّيتُ عن دهشتي الأولى
فائزه بنمسعود
21/5/2025