حديث الباطل والحقّ
نصر العماري.
تحدّث الباطل مرّة مع الحقّ
متفاخرا قال :
أتعرف يا حقّ اني منتصر .
ردّ عليها الحقّ في يقين :
ولكن إلى حين.
ضحك الباطل وأسرّ للحقّ :
بل أنا معمّر .. وما مثلي إلا كمن يقطن شجرة عظيمة خضراء يانعة متفرعة الأغصان كثيفة الزّهور طيبة الرّائحة وفيرة الثّمر . يُعجب بها كل من رأها أو شمّ ريحها أو أكل من ثمرها أو استظل بظلّها.
ردّ عليه الحقّ قائلا:
قد يكون ذلك ، فقد تزهر شجرة الباطل وتعجب الزّراع. لكنّي لها بالمرصاد. وقد لا يراني احد، ولا يعجب بي احد ، ولايسمع لي احد ، لكنّي ممسك بجذور شجرتك متشبث بها فلا أتركها حتى أجتثها فتهوي كجذع خاو ..