الْقُوَّةُ الْوَهِمِيَّةُ: بَيْنَ الْوَاقِعِ وَالْخَيَالِ
بقلم الكاتب العراقي
حكيم زغير الساعدي
القوة الوهمية أحيانًا تُخيل للإنسان أنه عبقري وأنه ذو شان، فلا يستطيع العيش في الواقع أو يكون على طبيعته الإنسانية. وهذا الأمر يجعله هو نفسه يأتي من خلال المبالغة في القدرة وأحيانًا الخبرة، والواقع ليس هكذا. وأحيانًا تخلُق هذه المخيلة ثقة في النفس، فتجعله يتمادى بأنه شيء له قدراته الجبارة، فحينئذٍ يكون فاقدًا للتفكير وبعيدًا عن واقع الأمور الحياتية.
وأحيانًا تأتي هذه القوة الوهمية من إعجاب ومبالغ في قضية ما، ويتبناها الإنسان ويدافع عنها باستماتة لدرجة العصمة، فيراها خالية من كل عيب، فتسيطر عليه هذه الوهمية وتتحكم في قراراته وتصرفاته.
علاج هذه القوة الوهمية لكي لا تسيطر على أحدنا هو دائمًا أن ننظر إلى أي أمر بوسطية واعتدال، ولا نرى تمامية آرائنا، بل نحاول أن نكون ننطلق من تقييم موضوعي لجميع الأشياء من حولنا ومن محيطنا. فالواقع يجعلك تنظر إلى الأمور من جميع الزوايا، على العكس من الوهم الذي يعزلنا عن الواقعية والنظر إلى الأمور بموضوعية حقيقية.