فى مثل هذا اليوم 1 يونيو 1945م..
رئيس الحكومة الفرنسية شارل ديغول يعلن أنه أمر القوات الفرنسية في سوريا بوقف إطلاق النار استجابة للمطالب البريطانية بهدف إتاحة الفرصة للمشاورات بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والدول العربية حول الوضع في الشرق
العدوان الفرنسي على دمشق ومذبحة حامية البرلمان في 29 أيار 1945، هو عدوان عسكري قامت به قوات الاحتلال الفرنسي المتواجدة في دمشق بهدف قمع الاحتجاجات الشعبية السورية وتطلعات السوريين الرامية لإنجاز الاستقلال التام عن فرنسا.
تم اعتبار يوم 29 أيار من كل عام يوماً خاصاً لتخليد ذكرى رجال الأمن الداخلي الذين استشهدوا في ذلك اليوم الأغر، وعيدا رسميا في سوريا للاحتفال بقوى الأمن الداخلي بشكل عام.
بتاريخ 31-5-1945، أبرق رئيس الوزراء البريطاني تشرشل إلى الجنرال ديغول يطلب منه إصدار الأوامر لقواته بوقف إطلاق النار، وأبرق في نفس الوقت إلى الجنرال باجيت القائد العام البريطاني يأمره باستلام القيادة العليا في الشرق، وإنذار الجنرال الفرنسي بينيه بأن كل عمل عسكري يجب أن يتوقف وأن على القوات الفرنسية الانسحاب فوراً إلى ثكناتها. وقد نصت البرقية التي أرسلها الرئيس تشرشل إلى الجنرال ديغول على ما يلي: “بالنظر للحالة الخطيرة التي آل إليها الأمر في سوريا ولبنان، وبالنظر للقتال الدامي، وللحيلولة دون إراقة دماء أخرى، فقد اتخذنا هذه الخطوة حرصاً على الأمن في ربوع الشرق الأوسط كله، وتحاشياً لأي اصطدام بين القوات الإنكليزية والفرنسية، نطلب إليكم أن تأمروا الجنود التابعين لكم التوقف عن إطلاق النار في الحال.”
بتاريخ 1-6-1945، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية شارل ديغول بأنه أمر القوات الفرنسية في سوريا بوقف إطلاق النار استجابة للمطالب البريطانية بهدف إتاحة الفرصة للمشاورات بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والدول العربية حول الوضع في الشرق الأدنى.
بعد ذلك وصلت القوات البريطانية من البقاع في لبنان، واستلم الجنرال باجيت القيادة الفعلية وأبرق إلى لندن يقول: “لقد أبيحت المدن للنار والنهب وإن عمل القوات الفرنسية والسنغالية هو تخريب اعتباطي”، ووصل ألان شو وزير بريطانيا المفوض والجنرال البريطاني باجيت ترافقهما أربع مصفحات بريطانية ضخمة إلى منزل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وجاء إلى المنزل أعضاء الوزارة السورية وبعض النواب لاستلام الدوائر السورية، ورفع العلم السوري على بناء البرلمان، وخرج الأهالي بمظاهرات مشت في الشوارع الرئيسية وهم يهتفون للعدل والحرية والاستقلال، واخترقوا أسواق العاصمة وهم يلوحون بالأعلام السورية هاتفين بحياة سوريا والاستقلال.
وقد بعث الرئيس شكري القوتلي برسالة شكر إلى رئيس وزراء بريطانيا تشرشل يشكره على جهوده لوقف العدوان، ولكن الجواب الذي تلقاه من تشرشل كان مستفزاً وخالياً من اللباقة، حيث قال: “الآن وقد أتينا لمساعدتكم، لا تجعلوا مهمتنا أكثر صعوبة بسبب الغضب والمغالاة، إن الفرنسيين يجب أن يعاملوا بالعدل ونحن البريطانيين لا نريد شيئاً مما تملكونه إلا الاعتدال”، وقد ذهب تشرشل إلى أبعد من ذلك في برقيته لرئيس الوزراء العراقي، حيث قال فيها: “لقد أنقذناهم من خطر عظيم وهم يقولون أن هذا واجبنا، إن نظرتهم المتهورة هذه يجب أن تناقش، ليس من واجبنا حفظ الأمن في وسط هذه الزمرة المشاغبة، بل يجب أن نقول لهم: إن السلطة التي خنقت الفرنسيين يمكن بسهولة أن تستخدم ضدهم فيما إذا وضعوا أنفسهم في موقف من أجل نصرة الشعب السوري”.!!!!!!!!!!