في مثل هذا اليوم5 يونيو 1249م….
سقوط مدينة دمياط في أيدي لويس التاسع ملك فرنسا وقائد القوات الصليبية المشاركة بالحملة الصليبية السابعة.
بحسب ما ذكر الباحث محمد أبو قمر في كتابه «قصة حملتين صليبيتين على دمياط قاهرة الملوك والأمراء» جنحت أكثر من نصف سفن الحملة الصليبية بسبب العواصف في البحر، وجنحت إلى سواحل سوريا.
كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب قد علم قبلها بنية لويس التاسع غزو مصر، فعاد من الشام إلى مصر على «محفة» بسبب مرضه الشديد، ونزل في أبريل 1249 عند قرية «أشمون طناح» بالقرب من مدينة دكرنس، على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل، وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والجنود.
تجهيز دمياط لصد الغزو الفرنسي
أمر السلطان الصالح أيوب نائبه في القاهرة الأمير حسام الدين بن أبى علي، بتجهيز الأسطول، وأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ على رأس جيش كبير ليعسكر في البر الغربي لدمياط؛ حتى يواجه الفرنج إذا قدموا.
وأمر السلطان بإمداد دمياط بكل ما يلزمها من احتياجات للصمود والدفاع، وعهد بها إلى حامية قوية من فرسان «بني كنانة»، وكلف الأمير فخر الدين يوسف بقيادة القوة المرابطة على البر الغربي عند جيزة دمياط -رأس البر حاليًا حتى قرية السنانية- لمواجهة الصليبيين عند نزولهم.
عزز السلطان الصالح أيوب من إمداد جيزة دمياط بالمؤن لعلمه أن الجيوش القادمة من البحر ستنزل عندها؛ لعدم استطاعتها النزول على شاطئ دمياط -عزبة البرج حاليًا- لوجود قلعة دمياط والتي تضم عدة أبراج، كان أخطرها وأكثرهم مناعة برجي السلسلة، اللذان يسدان فم مصب النهر بسلسلة ضخمة، تمنع دخول أي سفن للمدينة عبر حوض النهر.
أخطاء تكتيكية أدت إلى سقوط دمياط
نزل لويس إلى جيزة دمياط في 5 يونيو 1249 ووضع خيمته الملكية الحمراء الفخمة، عند مصب نهر النيل، وواجهه الأمير فخر الدين يوسف وتمكن من صد الفوج الأول عند محاولته الهبوط إلى شاطئ جيزة دمياط، يعاونه «النبالة» من فوق برجي السلسلة، ومن مغازلهم.
إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن؛ حيث اضطر تحت ضغط وكثرة جنود الحملة الصليبية وتدافعهم إلى الشاطئ، إلى التراجع.
كان تراجع الأمير فخر الدين يوسف خطأ -بحسب كتاب «قصة حملتين صليبيتين على دمياط قاهرة الملوك والأمراء»- حيث أتاح بترك موقعه وانسحابه مع قواته، أن تحل محله قوات الحملة الصليبية؛ وهو ما تسبب في حصار المدينة.
زاد الأمر سوءًا أن حامية «بني كنانة» عندما رأت أن الأمير فخر الدين يغادر معسكره منسحبًا، تبعته هي الأخرى وغادرت مواقعها، فأصبحت المدينة بلا حامية.
وفزع الأهالي من الانسحاب؛ فتبعوا القوات التي غادرت، وفروا من المدينة إلى السلطان، وكان عدد سكان ثغر دمياط قليلا جدًا، بسب ذبح معظم أهلها في الحملة الصليبية الخامسة بقيادة الملك جان دي بريان في 1219
دمياط عاصمة المملكة الصليبية في الشرق
عندما رأى لويس التاسع ذلك الانسحاب واختفاء أفراد الحامية من على الأسوار ،أرسل جنوده للاستطلاع، فوجدوا أبواب المدينة مفتوحة، وبداخلها صمت موحش،
فأمر لويس التاسع بتقصي الأمر ظنا منه أنه فخ مدبر له، فوجدوا المدينة خالية إلا من بعض الخدم من الروم، الباقين من الحملة السابقة كـ (أسرى) وبعض المعاقين وطاعني السن والمقعدين الذين لم يستطيعوا الفرار، ولزموا حمامات المدينة.
وهكذا سقطت دمياط المدينة كاملة التحصين، المحتوية على مؤن تكفيها لحصار سنوات، ليعلن لويس التاسع مدينة دمياط عاصمة للمملكة الصليبية في الشرق، وحول مسجد عمر بن العاص إلى كاتدرائية «نوتردام» أي السيدة العذراء.!!!!!!!