أحمد تيمور باشا
– أحدُ كبارِ رجالِ النَّهضةِ العَرَبيَّة ، وباحِثٌ في حُقولِ اللُّغةِ والأَدبِ والتَّارِيخ ، وَ يُعَدُّ صاحِبَ أكبرِ مَكْتبةٍ خاصَّةٍ في العَصرِ الحَدِيث ، حيثُ بلَغَ عَددُ الكُتُبِ المَوْجُودةِ بِها ثَمانِيةَ عشرَ ألفَ كِتاب ، كَما أنَّهُ والِدُ كلٍّ مِنَ الأَديبَينِ العَبقريَّين : محمد تيمور ، ومحمود تيمور …
– أحمد باشا تيمور هُوَ الأخُ الأَصْغرُ لعائشةَ التيمورية ، إِحدىٰ رائِداتِ الحَرَكةِ النِّسْوِيَّةِ فِي القرْنِ التاسِعَ عشَرَ بالعالَمِ العَرَبي …
– وُلِدَ أحمد إسماعيل محمد تيمور عامَ ١٨٧١م ، وتُوُفِّيَ أبوهُ وهوَ رَضِيع ، فكَفلتْهُ أختُهُ الكُبْرىٰ عائشةُ التيموريَّةُ وزَوجُها محمد توفيق ، وقَد درَسَ تيمور في مَدرسةِ مارسيل الفَرنسيَّةِ بضْعَ سَنَوات ، ثُمَّ انقطَعَ عَنِ الدِّراسةِ النِّظاميَّةِ وتَلقَّىٰ تَعلِيمَهُ في البَيت ، حَيثُ تَعلَّمَ الفارِسيَّةَ والتُّركيَّة ، وكانَ الشابُّ قد كوَّنَ وهُو دُونَ العِشْرينَ مَكْتبةً شَخْصيَّةً يَبلغُ قِوامُها ثَمانِيةَ آلافِ مُجَلَّد ، نِصْفُها مِنَ المَخْطُوطات …
– اتَّصلَ أحمد تيمور بأَعلامِ عَصرِهِ كالشيخِ حسن الطويل ، والشيخِ طاهر الجزائري ، والشيخِ المُجدِّدِ محمد عبده الَّذي تَأثَّرَ بهِ تيمور كَثِيراً ، وقَد شَهِدَت دارُهُ مَجالِسَ أَدَبيَّةً وعِلْميَّةً حافِلة ، كانَ يَحضُرُها أَقْطابُ الفِكرِ والسِّياسةِ والأَدبِ في مِصرَ آنَذَاك ، أَمثال : سعد زغلول ، وإسماعيل صبري ، وحافظ إبراهيم ، وقاسم أمين ، وغيرهم …
– انقطَعَ تيمور لدِراسةِ العِلمِ وفَهرسةِ مَكتبتِه الضَّخمةِ الَّتي استفادَ مِنْها الكَثِير ، أوَّلُهم ابناهُ محمد ومحمود اللَّذانِ كانَ لَهُما أَبلغُ الأَثرِ في الأَدبِ العَربيِّ الحَدِيث ، وقَد أَهدَىٰ تيمور فِيما بَعدُ هذِهِ المَكتبةَ لدارِ الكُتبِ المِصريَّةِ ليَنتفِعَ بها عامَّةُ النَّاس …
– عاشَ تيمور حَياةً قاسِية ، حَيثُ تُوفِّيَتْ زَوجتُه وهُو في سِنِّ التاسِعةِ والعِشرِين ، ولَمْ يَتزوَّج بعْدَها خَشيةَ أنْ تُسِيءَ الثانِيةُ إِلىٰ أَوْلادِه ، وانقطع إلىٰ خزانة كتبه ينقب فيها ويعلِّق وَ يفهرِّس إلىٰ أن أصيب بفقد ابنَهُ محمد وهُو شابٌّ فِي الثَّلاثِينَ مِنَ العُمر عام ١٩٢١ ، فجَزِعَ لمَوتِه ولَازَمتهُ عِدَّة نَوباتٍ قَلبيَّةٍ أدَّت في النِّهايةِ إلَىٰ وَفاتِهِ س