في مثل هذا اليوم 15 يونيو1904م..
نشوب معركة البكيرية بين عبد العزيز آل سعود أمير نجد وأمير حائل عبد العزيز المتعب الرشيد انتهت بانتصار ابن سعود.
معركة البكيرية هي معركة حدثت في 15 يونيو 1904 بين قوات إمارة آل رشيد بقيادة عبدالعزيز بن متعب آل رشيد وبين قوات إمارة نجد بقيادة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، في سبيل تأسيس المملكة العربية السعودية، وانتهت المعركة بانتصار إمارة نجد وأهل القصيم.
أسباب المعركة:
علم عبدالعزيز بن متعب بن رشيد بانتصارات ابن سعود في القصيم وهو في العراق يستمد العون من الدولة العثمانية ويستثير قبيلة شمر لنجدته فاشتد غضبه، خاصة على أهل القصيم الذين ساعدوا الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وكان ولاءهم لآل سعود
ماقبل المعركة:
أمدت الدولة العثمانية ابن رشيد بعدد كبير من الجند النظامين بأسلحتهم الحديثة من المدافع وكميات كبيرة من المؤن، وقدّر عدد الجنود المدد بنحو ألف وخمسمائة جندي أغلبهم من الشام والعراق يعملون في الجيش العثماني ، وقام ابن رشيد بمصادرة ما وجد من إبل العقيلات القصيميين الذين كانوا يجوبون البلاد للتجارة بين العراق والشام ومصر وشبه الجزيرة العربية وحمَّل عليها قسماً كبيراً مما حصل عليه من أطعمة ومؤن وأسلحة نقلها من العراق إلى نجد، وأسرع إلى القصيم بمن اجتمع لديه من البدو، خاصة من قبيلة شمر، وفئات من الحضر والجيش النظامي العثماني يريد القضاء على ابن سعود، أو على الأقل إخراجه من القصيم ، والتحق به ماجدبن حمود بن رشيد ومن معه، ووصلوا إلى بلدة القصيباء ومنها إلى الشيحية بالقرب من البكيرية ، وإزاء هذه الجموع استنهض الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهو في بريدة أهل البادية والحاضرة ليجتمعوا عنده، وبلغ عدد الوافدين عليه عدة آلاف من المحاربين خرج بهم من بريدة ونزل البكيرية في مواجهة خصمه
المعركة:
وكانت خطة الأمير عبدالعزيز أن يقسم جيشه إلى قسمَين، قسم بقيادته يضم أهل العارض وجنوبي القصيم خصصه لملاقاة جموع قبيلة شمر وابن رشيد ، والقسم الثاني يضم أهل القصيم وقبائل مطير وعتيبة خصصهم لملاقاة الجيش العثماني النظامي
نشب القتال بين الطرفَين، ورجحت كفة ابن رشيد في بداية المعركة، إذ ركز نيران مدافعه ضد القسم الذي يقوده الأمير عبد العزيز مما ألحق به خسائر بشرية كبيرة وأرهق قواته، ومع آخر النهار، فضلاً عن جرح يده اليسرى بشظية، اضطر ابن سعود إلى التراجع إلى جهة بلدة المذنب ، ولكن أهل القصيم لم يعلموا بأن القسم الآخر من الجيش قد انهزم، وحققوا تقدماً ضد الجنود النظاميين المحاربين في صفوف ابن رشيد فحولوا الهزيمة إلى نصر وأسروا عدداً من أولئك الجنود وغنموا بعض المدافع وعادوا إلى البكيرية مع الليل، وعلى الرغم من ذلك فإن قوات ابن رشيد ظلت متماسكة وثابتة لما أدرك أهل القصيم أنهم لا يزالون معرضين لخطر ابن رشيد غادروا البكيرية عائدين إلى بلدانهم حاملين معهم ما خف من الغنائم وتركوا الأسرى والمدافع وراءهم
وصل الأمير عبد العزيز مع أتباعه إلى ما بعد بلدة المذنب ولما وصلته الأخبار بانتصار أهل القصيم على جيش ابن رشيد قدم إلى عنيزة في اليوم التالي للمعركة واستعاد قوته، وتوافدت عليه جموع من بوادي عتيبة ومطير فتجمع لديه في ستة أيام اثنا عشر ألف مقاتل
وفي الوقت نفسه عاد ابن رشيد من الشيحية التي تجمعت فيها فلوله ورجع إلى البكيرية بعد أن علم بانسحاب أهل القصيم منها، ومن هناك انطلق إلى بلدة الخَبْراء ، ولكن أبى أهلها أن يعلنوا له الطاعة فأمر بقطع النخيل وقذف البلدة بالمدافع، وعمد الأمير عبدالعزيز آل سعود للعودة إلى البكيرية للسيطرة عليها وعلم ابن رشيد بذلك فسارع إلى إرسال سرية بقيادة سلطان الحمود بن رشيد اصطدمت بخيالة ابن سعود عند الفجر فانهزمت سرية ابن رشيد ودخل الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن البكيرية وفتك بالحامية الرشيدية فيها واستولى على المستودعات التي رتبها ابن رشيد، ثم تعقب جيش ابن رشيد الذي ارتحل من بلدة الخَبْراء إلى الشنانة واتخذ منها معسكراً له وتمركزت قوات الأمير عبد العزيز بن سعود في الرس!!
الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد (1285 هـ/1868 – 1324 هـ/1906) اسمه الكامل: عبد العزيز بن متعب بن عبد الله العلي الرشيد من الجعفر من قبيلة شمر، سادس حكام إمارة آل رشيد في حائل (فترة حكمه: 1897 – 1906). تولى الحكم بعد وفاة عمه محمد عبد الله الرشيد، ولد يتيماً حيث أن والده متعب بن عبد الله بن علي الرشيد قتل على يد أبناء أخيه طلال بن عبد الله بن علي الرشيد (بندر وبدر)، فتولى عمه محمد رعايته والإهتمام به فشب على الفروسية، وتربى عند أخواله من آل عجل من شمر.
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، (ذو الحجة 1292 هـ/يناير 1876م، ربيع الأول 1373 هـ/نوفمبر 1953م) هو مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها، والحاكم الرابع عشر من أسرة آل سعود. ولد في الرياض لأسرة آل سعود الحاكمة في نجد، ولما بلغ الخامسة عشر من عمره انتقل مع عائلته إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت بأمر من الدولة العثمانية واستقبلهم شيخها آنذاك محمد الصباح بعد انتصار محمد بن عبد الله الرشيد حاكم حائل على الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود آخر أئمة الدولة السعودية الثانية.
انطلق الملك عبد العزيز ورجاله، الذين بلغ عددهم ستين رجلاً، في ليلة 21 رمضان سنة 1319هـ الموافق 2 يناير 1902م، من الكويت قاصدين الرياض لاقتحام قصر المصمك، وهو مقر الحاكم. وبعد استعادة الرياض، وضع الملك عبد العزيز اللبنة الأولى في بناء الدولة، معلناً بداية مرحلة توحيد البلاد. وتعد مرحلة ما بعد استرداد الرياض، أهم المراحل في تاريخ عبد العزيز، إذ قضى أكثر من عشرين عاماً في معارك وحروب على أكثر من جبهة.
يعرف الملك عبد العزيز عند العرب باسم (عبد العزيز) وعند الغرب بـ (ابن سعود) لقَّبه الإعلام الغربي عام 1934م بـ (أوتو فون بسمارك) العرب و(بنابليون) العرب و(أوليفر كرومويل) الصحراء و(الملك سليمان) الجديد. وأطلق عليه عام 1931م، (بجورج واشنطن) الأمة الجديدة. كما أطلق عليه بعد تأسيس السعودية (زعيم الجزيرة العربية)..!!