في مثل هذا اليوم 15 يونيو1923م..
رئيس الاتحاد السوري صبحي بركات يصدر مرسوماً بتأسيس الجامعة السورية في دمشق، والمؤلفة من معهد الحقوق ومدرسة الطب والمجمع العلمي العربي ودار الآثار العربية.
صبحي بركات الخالدي (1889 – 1939) سياسي ترأس الاتحاد السوري (1922-1925) الذي مهد الطريق لتأسيس دولة سوريا التي كان رئيسها الأول، فصبحي بركات بذلك هو أول رئيس للدولة السورية التي تأسست في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان وما زالت مستمرة حتى اليوم.
كان صبحي بركات من الأعيان البارزين في أنطاكية زعيماً للمقاومة ضد الفرنسيين فيها خلال الثورة التي مهدت للحرب التركية-الفرنسية. بعد انتهاء الحرب انتقل بركات إلى حلب (عاصمة دولة حلب التي أنشأها الفرنسيون) واتخذ منها مقرا لنشاطه السياسي. لغة صبحي بركات التي تحدثها منذ ولادته كانت التركية، ولم يكن يستطيع التلفظ بأكثر من بضع كلماتٍ عربيةٍ متتابعةٍ صحيحة القواعد.
جامعة دمشق هي أقدم وأكبر جامعة في الجمهورية العربية السورية، تقع في العاصمة دمشق ولديها فروع في بعض المحافظات الأخرى، تعد أول جامعة حكومية في الوطن العربي. ترجع نواتها الأولى إلى العام 1903 من خلال المدرسة الطبية بفرعيها الطب البشري والصيدلة. في العام 1923 تم دمج المدرسة الطبية مع مدرسة الحقوق (التي أسست عام 1913) لتكوين الجامعة السورية. وبقيت تحمل ذاك الاسم حتى عام 1958 حيث أصبحت تدعى جامعة دمشق.
جامعة دمشق تضم العديد من الكليات والمعاهد العليا والمعاهد التطبيقية بالإضافة لمدرسة التمريض. وهناك معهد متخصص لتعليم اللغة العربية للأجانب يعتبر الأكبر من نوعه في العالم العربي. وتعد من أكبر الجامعات في العالم العربي من حيث عدد الطلاب. وجامعة دمشق بالإضافة لباقي الجامعات السورية الرسمية هي الجامعات الوحيدة في العالم التي تدرس كل علومها في كل فروعها باللغة العربية.
تعود بدايات فكرة تأسيس جامعة دمشق إلى مطلع القرن العشرين حين أمر السلطان عبد الحميد الثاني في عهد والي دمشق حسين ناظم باشا بإنشاء مبنى دُعي لاحقاً «قشلة الحميدية» ليكون بناءً جامعياً في دمشق. إلا أن الظروف حالت دون ذلك بعد إزاحته عن عرش السلطنة، فصار
تُستعمل ثكنة تركية، وكان تشييدها في محلة تسمى سابقاً «المنيبع» من الشرق الأدنى (الضفة الجنوبية من بردى) إلى الشمال من المرج الأخضر (مكان مدينة المعارض القديمة) وقد استعملت أعداد كبيرة من أحجار قلعة دمشق في بنائها، وجاءت على طراز فن العمارة الأوروبية المحضة. اختفت ثكنة الحميدية في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي انتهت باندحار قوات العثمانيين حلفاء الألمان، وعندما قامت الملكية في سورية، وتوج الشريف فيصل ملكاً، أُقيم مكان الثكنة نواة الجامعة السورية التي بدأت بكلية الحقوق، والتي لا تزال إلى اليوم في ضاحية البرامكة بدمشق. ويمكن تلخيص المراحل الرئيسية لتطور الجامعة بما يلي:
في عام 1901 أقر إنشاء مكتب مدرسة للطب في دمشق وافتتحت «المدرسة الطبية» في دمشق التي تعد النواة الأولى للجامعة في عام 1903، وضمت فرع الطب البشري وفرع الصيدلة وكانت لغة التدريس فيها اللغة التركية.
في عام 1913 افتتحت في بيروت مدرسة للحقوق كان معظم أساتذتها من العرب ولغة التدريس فيها اللغة العربية، ثم نقلت هذا المدرسة عام 1914 إلى دمشق، كما نقلت في عام 1915 مدرسة الطب إلى بيروت وأعيدت مدرسة الحقوق إلى بيروت في أواخر سني الحرب العالمية الأولى.
تم افتتاح معهد الطب ومدرسة للحقوق في دمشق عام 1919 الأول من شهر كانون الثاني والثانية في شهر أيلول. وقد عهد بإدارتها إلى الحقوقي الفلسطيني عبد اللطيف صلاح، وكان مقر مدرسة الحقوق في البناء الذي تشغله حالياً وزارة السياحة، الواقع على ضفة نهر بردى إلى جانب التكية السليمانية.
في 15 حزيران عام 1923 أصدر رئيس الاتحاد السوري صبحي بركات مرسوماً بتأسيس الجامعة السورية في دمشق والمؤلفة من معهد الحقوق (مدرسة الحقوق سابقا)، ومدرسة الطب، والمجمع العلمي العربي، ودار الآثار العربية.
في عام 1926 تم فصل دار الآثار، والمجمع العلمي العربي عن الجامعة.
في عام 1928 أنشئت مدرسة الدروس الأدبية العليا وربطت إدارتها بالجامعة ثم أصبح اسمها عام 1929 مدرسة الآداب العليا التي أُغلقت عام 1935/1936.
بدءاً من عام 1946 لم تبقَ الجامعة مقتصرة على معهدي الطب والحقوق بل أُحدثت فيها كليات ومعاهد عليا في اختصاصات أخرى وأصبحت مؤسسات التعليم العالي حتى العام 1958 عام الوحدة بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة كالآتي: معهد الطب، معهد الحقوق، كلية العلوم، كلية الآداب، المعهد العالي للمعلمين، كلية الهندسة بمدينة حلب، كلية الشريعة، معهد العلوم التجارية.
في عام 1958 بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة، صدر قانون جديد لتنظيم الجامعات في إقليمي الجمهورية العربية المتحدة الشمالي والجنوبي عدل بموجبه اسم «الجامعة السورية» فأصبح «جامعة دمشق» وأحدثت في الإقليم الشمالي جامعة ثانية باسم “جامعة حلب” وبصدور اللائحة التنفيذية لهذا القانون في عام 1959 أصبحت جامعة دمشق تتألف من الكليات الآتية: كلية الآداب، كلية الحقوق، كلية التجارة، كلية العلوم، كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية الهندسة، كلية التربية، كلية الشريعة وبات من حقها أن تمنح شهادات في الدراسات العليا. لم يطرأ في عهد الانفصال تطور ملحوظ في الوضع الجامعي اللهم إلا في نطاق الأنظمة الجامعية فقد عدلت لتتلائم مع الوضع الذي قام في البلاد.
بعد الحركة التصحيحية عام 1970 تم تقديم الدعم للكليات القائمة وإنشاء الأقسام الجديدة فيها واستكمال التخصصات الأخرى وإحداث المعاهد المتوسطة الملحقة بالكليات. وأصبحت جامعة دمشق تتكون من: كلية الآداب والعلوم الإنسانية، كلية الاقتصاد، كلية التربية، كلية الحقوق، كلية الزراعة، كلية الشريعة، كلية الصيدلة، كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية العلوم، كلية الفنون الجميلة، كلية الهندسة المدنية، كلية الهندسة المعمارية، كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، المعهد العالي للتنمية الإدارية، وحظيت معظم الكليات والمعاهد بمبان جديدة. وتم تشييد عدد من الوحدات السكنية للطلاب والطالبات. كما تم تشييد بناء مستقل خصص سكناً لممرضات العاملات في المشافي الجامعية. وتم افتتاح عدد من دبلومات الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة ودبلوم التأهيل، كما افتتحت درجة الماجستير في معظم الاختصاصات ودرجة الدكتوراه في بعضها.
عام 2001 تم افتتاح برامج التعليم المفتوح في الجامعات السورية وكان نصيب جامعة دمشق منها (قسم الإعلام، قسم الترجمة، قسم رياض الأطفال، قسم إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قسم المحاسبة، قسم الدراسات قانونية، قسم معلم صف، قسم الدراسات الدولية والدبلوماسية، قسم دبلوم التأهيل التربوي).!!