تسالة المرجة / الجزائر
مبادرة إنسانية راقية ترافق فعاليات امتحان البكالوريا.
أمينة ساهل.
جسدت جمعية قوافل الخير ولقاء شباب الجزائر أروع صور التضامن في موسم البكالوريا في أيام مشحونة بالتوتر والترقب، وبين أوراق الامتحانات وأحلام المستقبل، برزت في بلدية تسالة المرجة مبادرة إنسانية تُعتبر من أروع النماذج في مجال العمل التطوعي والاجتماعي، حيث أطلقت جمعية قوافل الخير لرعاية الأرملة واليتيم – تسالة المرجة بالشراكة مع لقاء شباب الجزائر – المكتب التنفيذي الجزائر العاصمة، مبادرة استثنائية لاستقبال ومرافقة طلبة شهادة البكالوريا الذين اجتازوا امتحاناتهم بمراكز تسالة المرجة.
✦ طلبة من كل الجهات… واستقبال يليق بالجزائر العميقة
استهدفت المبادرة مئات الطلبة القادمين من بلديات مجاورة وبلديات بعيدة، بالإضافة إلى الطلبة الأحرار، الذين اضطرتهم ظروفهم لاجتياز الامتحانات خارج مناطق سكنهم. ورغم بُعد المسافات، لم يشعر الطلبة بالغربة، بل وجدوا في أعضاء ومتطوعي الجمعيتين عائلة كبيرة فتحت لهم الأبواب والقلوب.
✦ أماكن استقبال مخصصة… للراحة والدعم
قُسّمت نقاط الاستقبال حسب الجنس، حيث تم تخصيص مصلى النساء لاستقبال الطالبات ومرافقيهن، ومسجد هواري بومدين كمركز استقبال للطلبة الذكور. تم الحرص على تهيئة الأجواء وتوفير الراحة والهدوء لكل الحاضرين.
✦ أكثر من 300 وجبة فطور… و مئات القاروات من الماء و المشروبات الباردة تروي عطش الصيف
في ظل حرارة فصل الصيف، وحرصًا على صحة وراحة الطلبة، تم توزيع مشروبات باردة منعشة، إلى جانب تقديم أكثر من 300 وجبة فطور يوميًا،( عدى يوم الأربعاء 18جوان) شملت مختلف الأذواق، مع حلويات خفيفة في أجواء مليئة بالاهتمام والرحمة. المبادرة كانت مدعومة بالكامل من محسنين ومتبرعين قدّموا بسخاء في سبيل خدمة أبنائنا وبناتنا.
✦ دعم نفسي باحترافية… وقلوب تسع الجميع
ولأن الدعم المعنوي لا يقل أهمية عن الغذاء، فقد تم تخصيص جلسات دعم نفسي لفائدة الطلبة، بإشراف مختصين نفسيين، لمساعدتهم على تجاوز القلق، وتعزيز الثقة بالنفس خلال فترة الامتحانات.
✦ أكثر من 30 شابًا وشابة… تطوع بإخلاص
وراء هذا العمل الكبير، وقف أكثر من 30 عضوًا ومنخرطًا من الشباب والبنات، يعملون ليلًا ونهارًا، بروح من المسؤولية والعطاء والمحبة، دون كلل ولا ملل. وجعلوا من العمل الجماعي والتنسيق الدقيق عنوانًا للنجاح.
✦ قيادة حكيمة وجهود مخلصة
جاءت هذه المبادرة تحت إشراف كل من:
الأستاذ نور الدين جواح، رئيس جمعية قوافل الخير – تسالة المرجة،
والسيد خالد الدراز، ممثل لقاء شباب الجزائر – المكتب التنفيذي الجزائر العاصمة،
اللذان حرصا على أن تكون المبادرة منسّقة، فعّالة، وذات أثر إيجابي ملموس. وقد عبّرا عن اعتزازهما بما حققته الفرق من تنظيم، وانضباط، وخدمة متميزة للطلبة.
✦ رسالة أمل ووفاء
أكد القائمون أن هذه المبادرة رسالة واضحة بأن المجتمع المدني، حين يُفعَّل بوعي وإخلاص، قادر على تعويض النقائص، وسدّ الفراغات، والتكفّل بفئات حساسة في لحظات حرجة. كما وجّهوا شكرًا خاصًا لكل من ساهم وشارك ودعم، سواء ماديًا أو معنويًا.
✦ ختامًا…
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد التحديات، تثبت مبادرات مثل هذه أن الخير ما زال مزروعًا في القلوب، وأن شباب الجزائر حين يُمنح الثقة، يصنع الفرق. تسالة المرجة لم تكن فقط مركزًا لاجتياز البكالوريا، بل كانت هذا العام محطة أمل وإنسانية قلّ نظيرها.