🖌️📖مصر لا تُخون… وهند صبري ليست وحدها
——-
لا خوف على حرائر تونس ولا على شرفاء الأمة
لكن القلق مشروع حين يُساء للفنانة هند صبري لا لشيء سوى لأنها نطقت بالحقّ في زمن أُريد فيه للحقّ أن يُكمّـم…
سؤال يُلحّ عليّ ككاتبة كمواطنة
كإنسانة—
هل أصبح الوقوف إلى جانب القضايا الإنسانية العادلة تهمة؟
هل صار التعبير عن الرأي مدعاة لسحب الجنسية-أو للترحيل-أو للتشهير؟
وهل يجوز أن نختصر (الوطن)في وثيقة رسميةو(الانتماء)في موقف سياسي يرضي جهات بعينها؟
هند صبري الممثلة التونسية الأصل المصرية بالهوى والاختيار-أعلنت دعمها لقافلة كسر الحصار كما أعلن كثيرون حول العالم ومن كل الأديان والأعراق دعمهم لغزة…
فقامت قيامة البعض عليها يطالبون بترحيلها وبتجريدها من جنسيتها وبفصلها من نقابات فنية…
وكأن التعبير عن موقف إنساني جريمة!
دعوني أقولها بوضوح:
مصر بتاريخها وحضارتها ودماء شهدائها لا يمكن أن تُخوَّن…
مصر العروبة التي أنجبت عبد الناصر وأمل دنقل وأحمد زويل ليست مسؤولة عن تفاهات تُطلق من خلف الشاشات أو على أرائك الثرثرة…
الشعب المصري -الذي نعرفه ويعرفنا-لا يُقايض الموقف بشهادة ميلاد-ولا يفرّط في أبنائه…
ما يحدث اليوم محاولة لتشويه صورة مصر عبر بوابة هند صبري—
وحقيقة أن ما تقوله هند يُمثّل ضميرا حيّـا
وأنّ تأييدها لقافلة كسر الحصار ليس سوى امتداد لروح عربية لا تموت…والذين يُروّجون للعقوبات ضدها لا يُسيئون لا لها ولا إلى وجه مصر الحضاري المتسامح الوطني لأن مصر أكبر من أن تُختصر في منشور غوغائي
وأعمق من أن تُختزل في موقف متهوّر…هند صبري ليست خائنة-بل شجاعة-جريئة-وعربية حتى النخاع
ومن يدافع عنها لا يفعل ذلك تعصّبـا لشخص وإنما وفاء لفكرة=(أن الرأي ليس جريمة وأنّ الموقف لا يُحاكَم ولا يصادر)وإني على يقين
لن تسقط هند
ولا فلسطين
ولا مصر
ولا كل عربي أبيّ
لأنّ الشرفاء باقون
ولأنّ الضمير لا يُرحَّل…
ألستم معي
أن الأروع في كلّ ما حدث هو عودة الروح إلى الشارع العربي
وانتعاش الوعي الجمعي
وانكسار جدار الصمت والخنوع
لتعلو صرخة
الأرض لأصحابها!
للذين خُلِقوا من طينها
وسقوها بدمائهم الطاهرة
وحمَوها من دنس الغرباء
والحق وإن طال الزمن لا بدّ أن يعود لأصحابه—ما دام في السماء عدل-وفي الأرض من يصونون الكرامة
ملاحظة
اعلم انه سينبري المؤيد والمعارض
والمعارض قبل المؤيد
ولكن لا بأس
الاختلاف رحمة …
مع تحيات تونسياتي
فائزه بنمسعود
20/6/2025