رؤيتي في قصيدة (بوستان على العنق..)
1–تصدير
نصّك الشعري (بَوْسَتَانِ على العُنُقِ..)يتميّز برقّة شفافيّته واحتشاده بالشجن الجميل وقد جاء مشبعا بإيحاءات الحبّ الراحل- والعناق الأخير الذي يُخلّف أثـرا لا يُمحى ولا يندثر
والعنوان (بَوْسَتَانِ على العُنُقِ..!)موجع في بساطته يلتقط لحظة حسّية كثيفة تنقلب رمزا للحب المستحيل—
2–في رحاب القصيدة
نص يقوم على ثلاثة مقاطع والتثليث يغريني واعتبرت المقطع الرابع (قفلة الإدهاش)
—المقطع الأول
بمدخل سردي بسيط سلس يتكشّف عمق المشاعر المتوارية خلف لغة مقتضبة لا يطلب الحبيب شيئا ماديّـا بل يطلب قبلتين على موضع الحياة والنبض — على العنق-رمز العاطفة المكشوفة والمستترة في الآن نفسه(الرحيل / الرغبة تهيئ للمفارقة الكبرى)
حيث يقول
عزمنا الرحيل
وقالت: أتحتاج شيئا؟
فقلت لها: أشتهي بَوْسَتَيْنِ من العُنُقِ..
—المقطع الثاني
كأنّا
وضوءُ الصباح يسوق الظلام
حمائمُ بيضٌ نطيرُ إلى منتهى الأُفُق
تصوير شعري يختزل لحظة السموّ العاطفي—التشبيه بالحمائم البيضاء يمنح المشهد الطهر والنقاء — بينما الضوء يسوق الظلمة في حركة متعاقبة توحي بالانتقال من العتمة إلى الكشف — ومن الحب إلى الفقد
المقطع الثالث
وشئنا افترقنا
كجوهرة في المدى
أو كما يتناثر ضوء إلى داخل النّفَق
هنا تنفتح الاستعارات على مفارقات الزمن العاطفي —الفراق يأتي برغبة داخلية—لكنه مؤلم كتناثر ضوء في عتمة— لا يستقر ولا يطمئن—التشبيه بالجوهرة في المدى يـضفي على الفقد قيمة ثمينة ومرارة يستحيل إيقافها
3—أختم
ولم يبقَ
غير اللّمى في شفاهي
وبعض الهوى يترنّح سكرانَ في الطُّرُق
خاتمة أرادها الشاعر متأرجحة بين الأثر والحضور الباهت وما بقي هو طيف اللمى (أثر القبلة) وهوى مترنّح ليس راسخا ولا راحلا مغادرا يتمايل في الطرق فنعيش مشهد العشق الذي تاه ولكنه لم يمت
فالعاشق لم يغلق الباب بل ترك الهوى يهيم وهذا جعل النص حيّـا…
فائزه بنمسعود
بَوْسَتَانِ على العُنُقِ..!
ا========
.
.
عزمنا الرحيل
وقالت: أتحتاج شيئا؟
فقلت لها: أشتهي بَوْسَتَيْنِ من العُنُقِ..
.
.
.
كأنّا،
وضوءُ الصباح يسوق الظلام،
حمائمُ بيضٌ نطيرُ إلى منتهى الأُفُقِ..
.
.
.
وشئنا افترقنا
كجوهرة في المدى
أو كما يتناثر ضوء إلى داخل النّفَقِ..
.
.
.
ولم يبقَ
غير اللّمى في شفاهي
وبعض الهوى يترنّحُ سكرانَ في الطُّرُقِ..
.
.
ا====== أ. حمد حاجي