الارانبُ وبناتُ عُرس.
قصة للأطفال
بقلم نصر العماري
اجمع الجميع على انّها أرض فائقة الجمال . فكلّ من زارها تغنّى بسهولها وروابيها، بأوديتها وتلالها واثنى على حُسنها، فهي تزداد جمالا كلّما أشرقت الشّمس فيها، على اشجار الزيتون المعمّرة وشجيرات الزعتر والروزماري، التي تتضوّع طيبا وعبقا مع روائح مُروج الرّمان الشّامي ، والسّفرجل العسالي، وكروم العنب البناتي، والتّين العنّاقي.
روائح زكيّة ، عبقة، تنبعثُ في كل مكان.
كانت طيور الوروار والخطّاف والحساسين والبلابل ترافق بين الحين والحين اسراب النّحل والفراشات، شادية مرفرفة تتغنّى بسحر هذا المكان الذي منّ الله عليه بقداسة فريدة وجعله قبلة المخلوقات الأليفة الطيّبة ترتع في أرضه الخصبة الواسعة وتسبّح باسمه شاكرة.
وتزداد هذه الارض بهاء و حبورا، خاصة حين يُقبل الليل بقمره الوضّاء ونسيمه العليل وهدوئه الاخّاذ تتخلّله نغمات التّسبيح والتهاليل في إجلال ومهابة.
انها ارض الارانب ومملكتها السّعيدة حيث تعيش هذه المخلوقات اللّطيفة في وئام وأنس .
كانت جداول الماء تنساب رقراقة عذبة متدفقة من عيون وينابيع صافية ظليلة.
كانت شطئان البحر الرّملية تأسر النفوس بنعومتها ولطيف ملمسها.
ذات يوم ، لاحظت بعض الارانب التي كانت تقوم بحراسةالمملكة ان هناك حركة غريبة على شاطئ البحر، حاولت ان تستطلع الأمر وتكتشفه، فتبين لها ان مجموعات من المخلوقات الغريبة تحطّ رحالها على شطئان المملكة وسرعان ما تتوغّل مختفية بين اشجار البساتين والغابات .
اسرع كبير الحراس وابلغ كبير مسؤولي المملكة فعجّل يبلّغ رئيس مملكة الارانب، فهرول هذا الاخير بدوره يعلم جلالة ملك.
عقد ملك الارانب اجتماعا طارئا وعرض الأمر على كبار مستشاري المملكة…
يتبع