في مثل هذا اليوم26 يونيو1791م..
عمر مكرم يصل إلى القاهرة لأول مرة قادمًا من الصعيد.
فى مثل هذا اليوم فى السادس والعشرين من يونيو عام 1791 وصل الزعيم الوطنى عمر مكرم إلى القاهرة لأول مرة قادمًا من الصعيد، والذى يعد أحد أبرز من وقفوا أمام المحتل الفرنسى، وفى ضوء ذلك نستعرض لمحات من حياته.
ولد عمر مكرم فى أسيوط (1164هـ / 1755م)، ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة فى الأزهر الشريف، وانتهى من دراسته وأصبح نقيبًا لأشراف مصر فى زمنه، عام (1208هـ / 1793م)، وكان يتمتع بمكانة عالية عند العامة والخاصة.
ظهر عمر مكرم قائدا شعبيا عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم الحاكمين المملوكيين “إبراهيم بك” و”مراد بك”، عام (1210هـ / 1795م) ورفع لواء المطالبة بالشريعة والتحاكم إليها كمطلب أساسى كما طالب برفع الضرائب عن كاهل الفقراء وإقامة العدل فى الرعية.
فى إطار الجهاد ضد الاحتلال الأجنبى نجد أنه عندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798 م قام عمر مكرم بتعبئة الجماهير للمشاركة فى القتال إلى جانب الجيش النظامى “جيش المماليك فى ذلك الوقت”، وفى هذا الصدد يقول الجبرتى “وصعد السيد عمر مكرم أفندى نقيب الأشراف إلى القلعة فأنزل منها بيرقًا كبيرًا أسمته العامة البيرق النبوى فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة”.
وعندما سقطت القاهرة بأيدى الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض ذلك، بل فضل الهروب من مصر كلها حتى لا يظل تحت رحمتهم.
ثم عاد عمر مكرم إلى القاهرة وتظاهر بالاعتزال فى بيته ولكنه كان يعد العدة مع عدد من علماء الأزهر وزعماء الشعب لثورة كبرى ضد الاحتلال الفرنسى تلك الثورة التى اندلعت فى عام 1800م فيما يعرف بثورة القاهرة الثانية، وكان السيد عمر مكرم من زعماء تلك الثورة، فلما خمدت الثورة خرج من مصر حتى لا يقع فى قبضة الفرنسيين الذين عرفوا أنه أحد زعماء الثورة وقاموا بمصادرة أملاكه بعد أن أفلت هو من أيديهم، وظل عمر مكرم خارج مصر حتى رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801 م، وتوفي في طنطا عام 1237 هـ (1822 م).!!!!!!