في مثل هذا اليوم 27 يونيو2009م..
الرئيس اللبناني ميشال سليمان يكلف سعد الدين الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة وذلك بعد تسميته من 86 نائبًا في البرلمان.
كلّف الرئيس اللبناني ميشال سليمان رئيس كتلة «لبنان أولاً» النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة العتيدة، ليبدأ بعد قبوله التكليف مشاورات بشأن تشكيل الحكومة، التي يُتوقع أن تشهد ولادتها مخاضاً عسيراً. في ختام الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع النواب اللبنانيين في قصر بعبدا خلال اليومين الماضيين لتسمية رئيس الحكومة العتيدة، أعلن الرئيس سليمان أمس، تكليفه رئيس تكتل «لبنان أولاً» النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة، بعد أن أطلع سليمان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وصل إلى بعبدا ظهر أمس، على نتائج الاستشارات. وسمّى 86 نائباً من أصل 128 النائب الحريري لتولي رئاسة الحكومة، بينما لم يسمّ 42 نائباً معارضاً أحداً. ودلّ عدد النواب الذي سمّوا الحريري على انعكاس الأجواء التي شهدتها جلسة انتخاب الرئيس بري رئيساً للمجلس النيابي على الاستشارات النيابية، إذ انفردت من بين الكتل النيابية المعارضة، كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها الأخير والتي تضم 13 نائبا وكتلة «نواب الأرمن» بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة. الحريري وبعد إعلان رئيس الجمهورية في بيان تكليفه النائب الحريري تشكيل الحكومة العتيدة، قصد النائب الحريري قصر بعبدا والتقى الرئيس سليمان، ليعلن بعد اللقاء قبوله بتكليفه تشكيل الحكومة، وأنه سيبدأ المشاورات مع جميع الكتل النيابية للانتقال إلى مرحلة جديدة لمصلحة لبنان، مشيراً إلى أن المخاطر التي يواجهها البلد حقيقية وكبيرة لكن الفرصة أمامه أكبر. واعتبر رئيس كتلة «لبنان أولا» أن اقتناص الفرصة المتاحة أمام لبنان تبدأ من خلال تشكيل حكومة متجانسة قادرة على العمل والوقوف صفاً واحداً في وجه التهديدات الإسرائيلية، مؤكداً أن «هذه هي الحكومة التي سيعمل على تشكيلها بكل انفتاح وحسن نية». وشدد الحريري على أنه لن يوفر أي جهد لسد طريق المخاطر وفتح آفاق الفرص أمام لبنان، لافتاً إلى أنه لن يبخل في القيام بأي خطوة تفتح أمام لبنان طريق الاستقرار وإعادة الاعتبار إلى الدولة وتجديد الثقة باتفاق الطائف. ورأى أن القضية الراهنة هي أكبر من توزيع حقائب بل تتعلق بمصير وطن في لحظة إقليمية دقيقة، مشدداً على أن مسؤولية اللبنانيين هي في التضامن لحماية لبنان من العواصف الخارجية. وأوضح الحريري أن همه الأول والأخير «كان ولايزال إبعاد الفتنة عن البلد وإعادة اللحمة إليه لمواجهة تحديات خطيرة تتهدده على الصعيدين الخارجي والاقتصادي، وللإفادة أيضا من الفرص التي من شأنها أن تنشأ إذا أحسن اللبنانيون إدارة شؤونهم الوطنية»، مشيراً إلى أنه اعتبر الأكثرية النيابية التي فازت بها الموالاة في الانتخابات النيابية الأخيرة تكليفا واضحا بأمرين أساسيين هما «الحفاظ على ثوابت الدستور والمؤسسات والسيادة والاستقلال ومشروع بناء الدولة اللبنانية من جهة، وتعزيز السلم الأهلي والاستقرار من ناحية ثانية». يوم الاستشارات الثاني واستهل الرئيس سليمان أمس، اليوم الثاني من الاستشارات بلقاء كتلة «وحدة الجبل» برئاسة النائب طلال أرسلان الذي أعلن عدم تسميته أحدا لرئاسة الحكومة المقبلة. وبعد لقائه أرسلان اجتمع سليمان بكتلة نواب «المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية التي لم تسمّ أحدا بدورها. وثم التقى رئيس الجمهورية كتلة «الأحزاب الوطنية والقومية» برئاسة النائب أسعد حردان التي لم تسمّ أحدا. وتلتها كتلة «التوافق الأرمني» التي سمّت النائب الحريري. بعد ذلك التقى سليمان تباعا كتلة «التضامن» برئاسة النائب نجيب ميقاتي، وكتلة «الوفاق الوطني» برئاسة النائب محمد الصفدي، وكتلة «نواب الأرمن» برئاسة النائب هاغوب بقرادونيان، وسمّت الكتل الثلاث جميعها الحريري. ثم استقبل رئيس الجمهورية على التوالي النواب بطرس حرب، وروبيرغانم، وميشال فرعون ونايلة تويني، وروبير فاضل، ورياض رحال، وتمام سلام الذين سموا جميعهم الحريري، بينما خرج النائب دوري شمعون بعد لقائه سليمان من دون الإدلاء بأي تصريح، لكن مقربّين منه أكدوا تسميته النائب الحريري. وكان يوم الاستشارات الأول شمل 98 نائباً سمّى 67 نائباً سعد الحريري. وكشفت أجواء استشارات أمس الأول، تضارباً في مواقف المعارضة، ظهر بين الرئيس بري وكتلة «حزب الله» وكتلة النائب ميشال عون، بعد امتناع الكتلتين الأخيرتين عن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، مما دلّ حسب أوساط متابعة على أن «ولادة الحكومة ستكون صعبة جداً جداً». تهنئة أميركية وفي أولى الردود الدولية على تسمية النائب الحريري، هنأ المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي أمس، النائب الحريري على تكليفه المرتقب لرئاسة الحكومة، معرباً عن سروره للعمل معه ومع حكومته. وأبدى المسؤول الأميركي ارتياحه للنتيجة السلمية للانتخابات النيابية التي جرت في السابع من يونيو الماضي. بري يشكر مهنئيه إلى ذلك، صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس بري أمس، بيان جاء فيه: «في ختام الاستقبالات التي أقامها الرئيس بري بعد تجديد الثقة وإعادة انتخابه رئيساً للمجلس النيابي لولاية خامسة، يشكر دولته جميع الذين قدّموا التهاني سواء بالحضور أو بالاتصال أو عبر رسائل وبرقيات التهنئة. ويؤكد أنه سيواصل مسيرته الوطنية «حفاظاً على وحدة لبنان والعيش المشترك، وازدهار الإنسان في لبنان». سعد الحريري في سطور أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد رفيق الحريري أمس، نبذة عن حياته، جاء فيها: ولد سعد رفيق الحريري في 18 أبريل 1970. وهو متزوّج من السيدة لارا بشير العظم، ولهما ثلاثة أولاد هم: حُسام ولولوة وعبدالعزيز. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الأخوة المريميين في الرميلة قرب صيدا، وأنهى دراسته الثانوية في فرنسا والمملكة العربية السعودية. تخرّج من جامعة جورجتاون في واشنطن وحاز إجازة في إدارة الأعمال الدولية عام 1992. تولّى عدة مناصب في شركة «سعودي – أوجيه» وترقى فيها إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، مُتولّياً بذلك إدارة إحدى أكبر الشركات في الشرق الأوسط. يملك سعد الحريري خبرةً واسعةً في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقد ترأس اللجنة التنفيذية لشركة أوجيه – تلكوم. كان عضواً في مجلس إدارة شركات «أوجيه» الدولية، ومؤسسة الأعمال الدولية، وبنك الاستثمار السعودي، ومجموعة الأبحاث والتسويق السعودية، وتلفزيون «المستقبل». انتقل إلى العمل السياسي بعد استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، وتمَّ إعلان ذلك في بيان صدر عن العائلة، في 20 أبريل 2005. تكرّست قيادة سعد الحريري السياسية في الانتخابات النيابية اللبنانية، التي فاز بها عن دائرة بيروت في 29 مايو 2005، وترأس على اثرها أكبر كتلة نيابية في البرلمان ضمت 35 نائباً يمثلون كل المناطق والطوائف اللبنانية. في 7 يونيو 2009، تجددت قيادة سعد الحريري من خلال انتخابات حصلت فيها «14 آذار» مع حلفائها على أغلبية 71 مقعداً في الندوة البرلمانية. يترأس سعد الحريري حالياً «تكتل لبنان أولاً» النيابي الذي يضم 41 نائباً من كل المناطق والطوائف اللبنانية، والذي يضم كتلة «المستقبل» النيابية ونواباً من «14 آذار» ومستقلين.!!!!