في مثل هذا اليوم28 يونيو2004م..
الحاكم المدني في العراق بول بريمر يسلم مقاليد السلطة للحكومة العراقية المؤقتة قبل الموعد المحدد بيومين.
بول بريمر دبلوماسي أمريكي تم تعيينه رئيسًا للإدارة الأمريكية في العراق في 6 مايو 2003 من قبل الرئيس جورج بوش الابن، وتولى منصب المدير التنفيذي لسلطة الائتلاف المؤقتة، التي كانت مسؤولة عن إعادة بناء العراق بعد الغزو الامريكي، أصدر بريمر قرارات وصُفت بالكارثية، وسلم بريمر مقاليد السلطة للحكومة العراقية في الـ 28 من حزيران/ يونيو.
النشأة والمسيرة المهنية
ولد بول بريمر في 30 سبتمبر 1941 في مدينة “هارتفورد” بولاية “كونيتيكت” الأمريكية، وتخرج من جامعة “ييل” بدرجة البكالوريوس ثم تابع دراسته في معهد الدراسات السياسية في باريس، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد.
بدأ مسيرته الدبلوماسية في عام 1966 حيث شغل مناصب عدة منها مسؤول سياسي واقتصادي في سفارات الولايات المتحدة في أفغانستان وملاوي ونائب السفير في النرويج، وخلال الثمانينيات عمل كسفير للولايات المتحدة، وبعد تقاعده من السلك الدبلوماسي انضم بريمر إلى شركة “كيسنجر أسوشيتس” وأسس شركة استشارية متخصصة في إدارة الأزمات.
فترة الحكم في العراق
في 6 مايو 2003 تم تعيينه مبعوثًا شخصيًا للرئيس جورج بوش الابن، وفي الإعلان عن تعيينه، أشاد الرئيس الأمريكي بخبرات بريمر، قائلاً إنه “رجل ذو خبرة هائلة، هو شخص يعرف كيف ينجز الأمور”.
وأضاف، إنه “يشترك في نفس القيم التي يتشاركها الأمريكيون، وهي رغبتنا العميقة في أن يكون لدينا بلد منظم في العراق حر ويعيش في سلام، حيث يتمتع المواطن العادي بفرصة لتحقيق أحلامه”.
وصل بريمر إلى بغداد في 12 مايو 2003 ليشرف على شؤون العراق بصفته المبعوث الشخصي للرئيس جورج بوش الابن، وكان يعاونه عدد من السفراء والجنرالات الأمريكيين وتولى إدارة سلطة الائتلاف المؤقتة التي كانت مسؤولة عن إعادة بناء العراق.
اجتثاث البعث
في 16 مايو، حظر مدير سلطة التحالف المؤقتة بريمر، حزب البعث وأمر المؤسسات العراقية بـ “اجتثاث البعث”، مما أقال أعضاء حزب البعث من وظائف القطاع العام.
ويذكر بريمر في كتابه “عام أمضيته في العراق” أن “الإدارة الأمريكية كانت قد أبلغته بقرار اجتثاث حزب البعث قبل توليه مهامه في بغداد”.
وأشار إلى أن “دوغلاس فيث وكيل وزير الدفاع، قد عرض عليه مسودة القرار، ونتيجة لذلك صدر مرسوم يستهدف إزالة حوالي عشرين ألفًا من أعضاء الحزب من المناصب القيادية”.
حل الجيش السابق
وفي 23 مايو 2003، أصدر بول بريمر قرارًا بحل الجيش العراقي تاركا أكثر من 350 ألف جندي بدون وظائف، وشمل القرار أيضًا حل جميع المؤسسات ذات الصلة بالأمن الوطني وكل التشكيلات العسكرية الأخرى.
كما ومنع الضباط السابقين برتبة عقيد أو أعلى من العمل في الحكومة العراقية الجديدة ولم يحصل هؤلاء المنتسبون على أي تعويض أو تقاعد، وبدلاً من ذلك، أعلن بريمر عن إنشاء جيش عراقي جديد يعتمد جزئيًا على أفراد مختارة من الجيش القديم، بالإضافة دمج ما كان يعرف بـ “المليشيات” وايضا البيشمركة الكردية.
ووفقًا لمقال نشره المجلس الأطلسي، فإن قرارات بول بريمر بحل الجيش واجتثاث حزب البعث كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع العنف في العراق لاحقا.
ويوضح المقال أن “مثل هذه القرارات تركت مئات الآلاف من الجنود المدربين بدون عمل، مما ساهم في تأجيج الصراع الداخلي”.
ويعترف بريمر في كتابه أن “الجيش العراقي لم يكن كله سيئا، فالعديد من العراقيين خدموا بشرف منذ أجيال في القوات المسلحة لكن جميع القوى الممثلة في مجلس الحكم أجمعت على حله”.
حكم 13 شهرًا
خلال فترة حكمه التي استمرت 13 شهرًا، فرض بول بريمر سيطرته على العراق بقرارات أثرت بشكل كبير على الهيكل الإداري والاقتصادي للبلاد.
وأصدر بريمر أكثر من مئتي تشريع وقانون، بما في ذلك سلسلة من الإجراءات التي أدت إلى حل الكيانات العراقية المستقرة، وتفكيك مؤسسات وشركات حيوية، وتشريد آلاف الموظفين بمن فيهم العاملون في هيئة التصنيع العسكري بزعم ارتباطهم بالنظام السابق.
واستحدث تشكيلات جديدة للقوات العراقية بعد حله للوزارات والأجهزة الحساسة بالدولة، مثل وزارة الدفاع والإعلام وجهاز المخابرات والأمن القومي والقوة البحرية والجوية والمحاكم الخاصة وغيرها من الأجهزة التي حافظ عليها العراقيون منذ عقود.
كما ويذكر تقرير لمجلس العلاقات الخارجية أن “بعض الأوامر التي أصدرها بريمر فرضت قيودًا على سيادة العراق، مثل منح الحصانة لأعضاء القوات متعددة الجنسيات والمقاولين الأجانب والدبلوماسيين، وهو ما أثار الجدل حول تأثير هذه الأوامر على الاستقرار والسيادة العراقية”.
وفي مقابلة مع صحيفة “الإندبندنت”، يعترف بريمر بـ”وقوع أخطاء استراتيجية كبيرة خلال فترة حكمه، منها عدم وجود عدد كافٍ من القوات لحفظ الأمن والنظام، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وتصاعد حدة التمرد والعنف”.
رحيله عن العراق
في 28 يونيو 2004 سلم بريمر السيادة إلى الحكومة العراقية المؤقتة، على الرغم من بقاء القوات الأمريكية في البلاد، وبعد عودته إلى الولايات المتحدة، تعرض لانتقادات واسعة النطاق خاصة لقراره بحل الجيش العراقي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
