الترميز الدلالي لنص “ورقات النسيان ” للشاعر التونسي الأستاذ البشير عبيد
ا. زينب الحسيني Zeinab Housseiny / لبنان
حين نقرأ النص تستفزنا هذه العتبة/العنوان:
“ورقات النسيان” وهي نافذة المتلقي على النص، حيث “ورقات” هي نكرة مضاف إليها “النسيان” وهو معرف ب(أل) التعريف، فتتركنا نتساءل ونتكهن ترى ما هي ماهية تلك الأوراق وما هو ذاك”النسيان”؟؟
والنص مشبع بالعبارات المرمزة والدلالات الموحية، وهو نص حداثي يحمل تلغيزا وليس من السهل تفكيكه، لكننا من سياق
التعبير والدلالات نستطيع أن نستكشف المعنى، وهذه ميزة تحسب لشعراءقصيدةالنثر شريطة الا يغرقوا في التلغيز كي لا يبقى باب التأويل مفتوحا على اوسع الاحتمالات؛ التي قد تخرج الناقد عن الوصول إلى جوهر المعنى المقصود من قبل الشاعر.
في النص كلمات دالة اعتاد الشاعر أن يستعملها في نصوصه ساذكر بعضها:
(فتيان القرى) وهم أصحاب الأرض الأصلية وهم الذين يذودون عنها ويدافعون.
(الفوضى العارمة)رمز للحروب العبثية الدائمة.
(هشاشة الرؤيا) تعني فقدان بصيرة التخطيط والوعي.
(القاطرة والعربة) هي التكتيك والأسلوب الذي سيتبع للخروج من
“نفق المتاهة”
وأعود لبعض الأبيات وعباراتها كالقول:
“لا خوف على فتيان القرى من ضياع البوصلة”
(البلاد التي اعطتك نشيد الكبرياء)
(الحلم المتناهي في الجسد المنهك
هو القاطرة واالعربة)
( غابت عنها ورقات النسيان.)
وهكذا ندرك أن الشاعر ما زال يعول على الكبرياء وشجاعة الثوار الذين لن يضيعوا “البوصلة” والطريق أمامهم معروف مهما تعسر الوصول ، كما أنهم لن
” يفقدوا البصيرة” فهم يعرفون ان درب النضال طويل وأن مفتاح النصر هوالصبر وتوهج”الحلم” والتفاؤل بالوصول …
فالحلم هو “القاطرة والعربة”
التي لن تغيب عنها “ورقات النسيان”
وكما يقال: صاحب الحق سلطان.
والحق عائد مهما طال واستطال الزمان…
دام التوفيق والنجاح الشاعر القدير والمفكر الحداثي التنويري أستاذ البشير عبيد.
ورقات النسيان
البشير عبيد / تونس
لا خوف على فتيان القرى من ضياع
البوصلة
لا مكان هنا للفوضى العارمة
المسافة الفاصلة بين الروح
و ذاكرة الأيام
هي الدرب الوحيد لخروج القطيع
من نفق المتاهة
البلاد التي اعطتك نشيد الكبرياء
لا تخف من هشاشة الرؤيا
في عيون صباياها
الحلم المتنامي في الجسد المنهك
هو القاطرة
و العربة التي غابت عنها ورقات النسيان
مقتطف من قصيدة طويلة