” القْرَيُّو والخُرْوَاطَه” 2
بقلم نصر العماري
و سكتت ” للّة اختي” قليلا ثم أضافت متبسمة:
كان نصيبي من “الخُرواطه” غير ظاهر للعيان،
لكن اخي وكغيره من الذكور
كان نصيبه ميدعة انيقة زرقاء يرتديها إجباريا ليرتاد المدرسة
لكنّه سريعا ما يعمد إلى نزعها حال عودته إلى البيت ويُلقى بها ويَهمّ بالخروج، فتستوقفه امي آمرة:
” علّقها يا ولدي وحافظ عليها لقد تعبت عيناي في خياطتها” .
فيفعل اخي كارها وهو يُردّد:
” كم امقت هذه الميدعة لم تعد زرقاء سريعا ماذهب لونها وظهرت علامة اليدين والكتابة على مؤخرتي لا احب هذه الميدعة” .
فتردّ عليه امي :
” وماذا فيه صورة اليدين !!! إنه “العهد” بيننا وبين الامريكان.. والخرواطة هديّة! وسيدي النبيّ قبل الهديّة !.
ثم القماش متين.. سأعيد صباغتها من أجلك.
كنت اضحك لأن تلك العلامات الزرقاء التي كانت مرسومة على الكيس لم تستطع امي محوها وهو ما اجبرها على صباغة القماش بحجر النيلة اكثر من مرّة ..
. كانت هذه العلامات تظهر عندي مباشرة غلى ملابسي الداخلية وخاصة “اليديان تتصافحان ” ..
كانت اميّ بارعت في الخياطة وفي الصباغة.
و كانت تخصّني بملبوس داخليّ من كل كيس وتحرص على أن أرتديه حينها لتضبط مقاسه وهي تهمس:
“قلصون” جيد، ارتديه ،ارتديه”.
الحق ، كانت امي بارعة ، فما إن تجف الخرواطة حتي تعمد الى المقص والابرة، واذا بها تفصّل وتخيط و تخصني بنصيبي من” الخرواطه” هامسة : “هذا لك ارتديه”
كنت أميل على امي وارجوها هامسة :
” لقد مللت هذا ؟ اريده ملونا” يا امي ..
فتنتفض مولولة ملون! وافظيحتاه!
ابدا .. ابدا .. .. هو جيد هكذا قلصون ابيض مزخرف بالأزرق …ثم لا احد يراه …
كنت اسكت وآخذه و ارتديه امام المرآة وادور وانظر عدة مرّات واردّد “امي ماهرة والله” .
لم اكن امقت اللّون الأبيض لكن هذه العلامات التي تظهر في أماكن قد لا يجوز أن تظهر فيها، هو ما يُقلقني . واتساءل “ما بها الألوان الاخرى؟ الزّّهري .. الأحمر.. الفستقي ؟ …
يتبع ٠