السبت, ديسمبر 6, 2025
lights - إضاءات
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
No Result
View All Result
lights - إضاءات
No Result
View All Result
Home حدث في مثل هذا اليوم

فى مثل هذا اليوم9 يوليو711م..بقلم سامح جميل..

يوليو 9, 2025
in حدث في مثل هذا اليوم
0 0
فى مثل هذا اليوم9 يوليو711م..بقلم سامح جميل..
0
SHARES
0
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

فى مثل هذا اليوم9 يوليو711م..
القائد طارق بن زياد ينجح في السيطرة على شمال إسبانيا في بداية الغزوالإسلامي لشبه جزيرة أيبيريا.
الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِلأَندَلُسِ وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِلأندَلُسِ، كما يُعرف في بعض المصادر العربيَّة باسم الفتح الإسلامي لإسپانيا، وفي بعض المصادر الأجنبيَّة بِالفتح الإسلامي لِهسپانيا، هو حَملةٌ عسكريَّة بدأت سنة 92 هـ المُوافقة لِسنة 711 م قادها المُسلِمُونْ تحت راية الدولة الأُمويَّة ضدَّ مملكة القوط الغربيين المَسيحيَّة في هسپانيا، التي حَكمت شبه جزيرة أيبيريا والتي عَرفها المُسلِمُونْ باسم «الأندلُس»، بجيشٍ مُعظمه مِن العرب والبربر وكان كثير من فاتحي الأندلس العرب من هذيل وثقيف. توجه الجيش بقيادة طارق بن زياد ونَزل عام 711 م في المنطقة التي تُعرف الآن بِجبل طارق، ثُمَّ توجَّه شمالًا حيثُ هزم ملك القوط لُذريق (رودريك) هزيمةٌ ساحقة في معركة وادي لكة. واستمرت حتى سنة 107هـ المُوافقة لِسنة 726م واستولتْ على مناطق واسعة من إسپانيا والپُرتُغال وجنوب فرنسا المُعاصرة.

كان من أسباب فتح الأندلُس إقبال البربر على اعتناق الإسلام بعد تمام فتح المغرب وتوقهم لِلغزو والجهاد في سبيل الله، وفي نفس الوقت شجَّع والي طنجة الرومي يُليان المُسلمين على مُهاجمة الأندلُس بِسبب خِلافٍ كبيرٍ وقع بينه وبين الملك لُذريق بِسبب اعتداء الأخير على ابنته واغتصابها عندما كانت تُقيم في بلاطه، وفق ما تتفق عليه المصادر العربيَّة والإسلاميَّة، وكذلك لأنَّ المُسلمين رأوا توجيه جُهود الفتح والغزو نحو بلادٍ حضريَّةٍ غنيَّة تُفيد الدولة الأُمويَّة وعُموم المُسلمين، بدل تحويله نحو الواحات والبلاد الصحراويَّة، ولِرغبتهم في الاستمرار بِنشر الإسلام في البُلدان المُجاورة. فُتِّحَت الأندلُس خِلال فترةٍ قياسيَّة نسبيًّا، واعترف المُسلمون بعد خُضوع شبه الجزيرة الإيبيرية لهم بِحُقوق النصارى واليهود في إقامة شعائرهم الدينيَّة نظير جزيةٍ سنويَّة، كما هو الحال مع سائر أهالي البلاد المفتوحة من المسيحيين واليهود، وأقبل مُعظم القوط على اعتناق الإسلام وامتزجوا مع الفاتحين الجُدد، وانسحب قسمٌ آخر منهم نحو الشمال الأيبيري الذي لم يخضع طويلًا لِلمُسلمين. عاد قائدا الفتح موسى بن نُصير وطارق بن زياد إلى عاصمة الخِلافة دمشق بِأمرٍ من الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ المُوافقة لِسنة 714م حيثُ لم يُمارسا أي عملٍ سياسيٍّ أو عسكريٍّ بعد ذلك لِأسبابٍ اختلف فيها المُؤرخون، ولفَّ الغُموض نهاية طارق بن زياد خُصوصًا حيثُ لم يُعرف ما حلَّ به بُعيد وُصوله إلى دمشق.

كَان هَذا الفَتْحُ بِداَيةٍ لِلتواجد الإسْلَامِيُّ في الأندلُس الذي امتد لِنحو 800 عام تقريبًا، قَضاها المُسلِمُونْ في صِراعٌ مَع الإمارات والممالِك المسيحيَّة التي تكوَّنت في الشمال في المناطق التي لم يغزوها المسلمون حتى سقوط مملكة غرناطة عام 897هـ المُوافق فيه 1492م. وخِلال تلك الفترة أسَّس المُسلمون حضارةً عظيمة في البلاد الأندلُسيَّة حتَّى اعتُبرت «منارةُ أوروپَّا» خِلال العُصُور الوسطى، وحصلت حراكات اجتماعيَّة بارزة نتيجة هذا الفتح وتعدُد العرقيَّات البشريَّة التي سكنت البلاد الأندلُسيَّة، فتعرَّبت بعض قبائل البربر وبعض القوط، وتبربرت بعض قبائل العرب، واختلط العرب والبربر والقوط وشكَّلوا مزيجًا سُكانيًّا فريدًا من نوعه في العالم الإسلامي، وأقبل القوط الذين بقوا على المسيحيَّة على تعلُّم اللُغة العربيَّة والتثقُّف بِالثقافة الإسلاميَّة مع حفاظهم على خُصوصيَّتهم الدينيَّة، فعُرفوا بِالمُستعربين، وكتبوا لُغتهم بِالأحرف العربيَّة التي عُرفت باسم «اللُغة المُستعربيَّة».

كانت مملكة القوط الغربيين قائمة في شبه الجزيرة الإيبيرية مُنذ سنة 418م، عندما خلع الملك «واليا» ما بقي من الطاعة لِلرومان، وضرب النُقود باسمه وفرض الضرائب على رعاياه من القوط والغاليين. وفي الوقت الذي فتح فيه المُسلمون بلاد المغرب، كانت المملكة القوطيَّة في أيبيريا المُقابلة تشهد تطوُّرات سلبيَّة مُتلاحقة أدَّت إلى انحلالها وضعفها. وتجلَّت مظاهر الانحلال السياسي بين أفراد الطبقة الحاكمة، ذلك أنَّ نظام الحُكم القوطي كان ملكيًّا قائمًا على مبدأ الانتخاب، حيثُ يجتمع النُبلاء ورجال الدين، بعد وفاة الملك، لاختيار خلفٍ له من بينهم. وتأكَّد هذا المبدأ في مجمع طُليطلة الرَّابع الذي انعقد في سنة 633 م، وفي مجامع تالية، أهمها المجمع الثامن في سنة 653م. ونظرًا لِطبيعة التنظيم القبلي لِمُجتمع المملكة القوطيَّة، حاول بعض المُلوك الخُروج على هذا المبدأ وجعل نظام الحُكم وراثيًّا، ممَّا أدَّى إلى إثارة التنافُس بين الطامعين في العرش، حتَّى أضحى تاريخ الملكيَّة القوطيَّة، في أواخر عهد المملكة، سلسلة من المُؤامرات والاغتيالات والحُروب الداخليَّة. ولم يلبث هذا الصراع الداخلي أن دخل مرحلته الأخيرة في عهد الملك إخيكا، واستمرَّ في عهد خُلفائه، وأدَّى إلى ضعف المملكة وسُقوطها بيُسر في أيدي المُسلمين. فقد خرج إخيكا على قرارات المجامع المُتعددة حين أشرك معهُ ابنه غيطشة في الحُكم تمهيدًا لِتعيينه خلفًا له، وأقدم في الوقت نفسه، على سمل عينيّ الدوق تيودوفريدو، مُرشَّح المُعارضة، فانسحب هذا من الحياة السياسيَّة مع ابنه لُذريق (رودريك). تُوفي إخيكا في سنة 83هـ المُوافقة لِسنة 702م، فخلفه ابنه غيطشة مُتجاهلًا مبدأ الانتخاب المُتفق عليه، ممَّا أثار حفيظة النُبلاء ورجال الدين. بدأ هذا الملك حياته السياسيَّة بِإصلاح أوضاع الدولة التي بلغت مرحلة خطيرة من الانهيار، فتقرَّب من المُعارضة، وعيَّن تيودوفريدو حاكمًا على مُقاطعة «بيتيكا»، ومع ذلك لم يستطع أن يُزيل الحقد من نُفُوس خُصومه، كما ألَّب عليه النُبلاء ورجال الدين عندما حاول أن يحد من نُفوذهم ويُقلِّص امتيازاتهم، ويُخفف الضغط الاقتصادي عن اليهود؛ ممَّا دفعهم إلى إعلان الثورة على حُكمه، وحاكوا المُؤامرات لِلتخلُّص منه، فاضطرَّ إلى مُحاربتهم، حتَّى تقدمت به السن وعجز عن مُتابعة أعماله العسكريَّة. وممَّا زاد أوضاع البلاد تفاقُمًا تدخُّل زوجة غيطشة في سياسة الدولة، إذ أقنعت زوجها بِتعيين ابنه الصبي أخيلا خلفًا له، مُكررًا ظُروف اعتلائه السُلطة، كما عيَّنهُ حاكمًا على مُقاطعتيّ طرَّكونة وناربونة في الشمال. وبِفعل صغر سنِّه، عيَّن عمِّه «خشندس» وصيًّا عليه.

وبِهذا الشكل، تأزَّمت الأُمور من جديد بعد وفاة غيطشة في سنة 91هـ المُوافقة لِسنة 710م، ذلك أنَّ ابنه وخليفته أخيلا امتنع عن الذهاب إلى طُليطلة لاستلام الحُكم، وظلَّ قابعًا في مقر حُكمه في الشمال، فاضطرَّت والدته إلى ملء الفراغ فأدارت الشُؤون العامَّة بِمُساعدة أخي زوجها المُطران أرطباس (أوپاس)، لكنَّ النُبلاء ورجال الدين رفضوا تقديم الولاء لِهذه الأُسرة الحاكمة، وأعلنوا عدم الخُضُوع لِلصبي أخيلا، كما خشوا من استبداد الوصي بِالحُكم؛ فامتنعوا عن طاعته، واستقلَّ بعضُهم في الأطراف والنواحي، وسادت الفوضى وعمَّ الارتباك في البلاد. واشتدَّت حركة التمرُّد في طُليطلة، الأمر الذي دفع الأُسرة الحاكمة إلى مُغادرتها خوفًا من بطش المُعارضة، وفرُّوا إلى مُقاطعة جُليقة في الشمال الغربي من البلاد، فخلت السُلطة السياسيَّة مُجددًا. عندئذٍ اجتمع كِبار النُبلاء ورجال الدين واختاروا لُذريق (تحريف رودريك) خليفةً لِغيطشة. واجه لُذريق، خلال حياته السياسيَّة، عدَّة صعاب لم يتمكَّن من تجاوزها وأدَّت إلى نهاية المملكة القوطيَّة، فقد كان بِحاجةٍ إلى المال لِلإنفاق على الحملات العسكريَّة وإخضاع الثورات التي اندلعت ضدَّ حُكمه في جهاتٍ عديدة، وعندما حاول الاستيلاء على خزائن أسلافه الموجودة في كنيستيّ القديس بدروس والقديس بولس في طُليطلة، واجه مُعارضة من جانب رجال الدين، عندئذٍ لجأ إلى فرض مزيدٍ من الضرائب ومُصادرة بعض ثروات الكنيسة. كما واجه الملك القوطي انقساماتٍ سياسيَّةٍ حادَّة، وبِخاصَّة في الشمال، نتج عنها فتن وحركات عصيان، فقضى مُعظم أيَّام حُكمه قصيرة الأمد ينتقل من جبهة إلى جبهةٍ أُخرى لِإخمادها، لِذلك لم يشعر بِالخطر القادم من الجنوب إلَّا بعد فوات الأوان. وممَّا زاد الأُمور تعقيدًا هُروب العبيد من الخدمة العسكريَّة، ويدُل هذا على ضعف القوط المُتجذِر وإلى الحد الذي وصل إليه تدهوُر قُوِّتهم. والمعروف أنَّ غالبيَّة أفراد الجيش القوطي كانت، مُنذ أواخر القرن السابع الميلادي، تتألَّف من العبيد المُجنَّدين، وذلك بِفعل أنَّ القوط ركنوا إلى حياة الدعة والترف، فهجروا مهنة الحرب التي فُطروا عليها، وفقدوا صفاتهم العسكريَّة، ولم يعودوا أولئك الغُزاة الأشدَّاء. تعرَّض لُذريق أيضًا لِضغطٍ عسكريٍّ من جانب خصمه أخيلا الذي عدَّهُ مُغتصبًا لِلسُلطة، فأعدَّ جيشًا كبيرًا، بِقيادة مُستشاره ريكيسندو، ودفعهُ نحو الجنوب إلى طُليطلة لِخلعه واستعادة العرش، وعلى الرُغم من انتصار لُذريق فإنَّ هذا النصر كان قصير الأمد، فضلًا عمَّا تلاه من ازدياد الفوضى في البلاد. كما ظهر حزبان كبيران مُتعارضان في توجُّهاتهما وأهدافهما انقسم بينهما أهالي البلاد، الأمر الذي وضع المملكة في جوٍ مشحونٍ قابلٍ لِلانفجار في أي وقت.

الوضع الاقتصادي

مُنمنمة قوطيَّة تُظهر بعض الأساقفة مع الملك ريكَّاريد الأوَّل (580–601م) في مجمع طُليطلة الثالث سنة 589م.
كان الوضعُ الاقتصادي في الأندلُس قُبيل الفتح الإسلامي شبيهًا إلى حدٍ كبير بِالوضع الذي كان سائدًا خِلال العهد الروماني؛ فالأرستقراطيَّة الرومانيَّة ظلَّت على أشكالها من الغنى وإفشاء التمييز والطبقيَّة واستغلال التُجَّار والمُزارعين البُسطاء، فأْتَلَف الأعيان مع الحُكَّام القوط، وساء أمر العامَّة نتيجة تراكم الضرائب والأتاوات، ونقص الأمن بمُختلف أوجُهه. ووُصفت الهيكليَّة الاقتصاديَّة لِلمملكة القوطيَّة بأنها رُبما كانت الأقرب إلى المنظومة الرُومانيَّة من غيرها من هيكليَّات الممالك الأوروپيَّة الغربيَّة التي كانت قائمة آنذاك. ولمَّا تولَّى لُذريق العرش القوطي تابع سياسة أسلافه التقليديَّة في جمع المال، فأرهق البلاد والعِباد بِالضرائب الفادحة حتَّى عمَّ الفقر على الرُغم من غنى البلاد بِالموارد الاقتصاديَّة.

الوضع الاجتماعي
وُجدت في المُجتمع الأيبيري قُبيل الفتح الإسلامي عدَّة طبقات اجتماعيَّة كان أهمُّها:

طبقة النُبلاء: وهُم أشراف القوط وعلى رأسهم الملك، والطبقة التي تليه هم بقايا العساكر والقواد الرومانيين تحالفوا معهم لتثبيت ملكهم وتوطيد سلطانهم. كان أفراد هذه الطبقة قليلي العدد، وشكَّلوا فئة أرُستُقراطيَّة حاكمة ومُتميزة، نعموا بامتلاك الإقطاعات الكبيرة والضياع الواسعة، وفُقد الانسجام الحضاري بينهم وبين بقيَّة السُكَّان بِفعل عدم اختلاطهم بهم. والواضح أنَّ هذا الاختلال أوجد نوعًا من التنافُر بين الطرفين، وفشلت هذه الطبقة في خلق مُجتمع مُتجانس وطني الانتماء. كانت البلاد، حتَّى مُنتصف القرن السابع الميلادي، تُحكم وتُدار من جانب إدارة مُشتركة من هذه الطبقة. فالنُبلاء القوط مسؤولون عن السُكَّان القوط، والنُبلاء الرومان يُمارسون سُلطانهم على السُكَّان الرومان، في حين كان الملك القوطي ومُوظفوه الكبار يُقررون السياسة العامَّة لِلدولة. كان مُلَّاك الأراضي الكبار يُشرفون على إقطاعاتهم ومزارعهم بِواسطة وُكلاء ومُديري أعمال في مُقاطعاتهم. والواقع أنَّ أفراد هذه الطبقة كانوا أغنياء جدًا، بنوا ثروتهم على حساب الطبقات الفقيرة المُعدمة، وقد نجح بعضهم في الاحتفاظ بِثروته حتَّى الفتح الإسلامي.
طبقة رجال الدين: استغلَّ رجال الدين مركزهم الديني المُتميِّز فاستمتعوا بِقسطٍ وافرٍ من النُفوذ والسُلطان. فامتلكوا الأراضي الواسعة والضياع والقُصُور الحافلة بِالعبيد، وأصبحوا على درجةٍ عاليةٍ من الثراء، فتناسوا المُثُل العُليا التي نادوا بها حين كانوا فُقراء، وساعدهم على بُلوغ تلك الدرجة تديُّن الأيبيرييين بِعامَّة وسيطرة الدين في العُصُور الوُسطى على مُجمل الحياة. وتمتَّع رجالُ الدين بِمركزٍ مرموقٍ لدى الحُكَّام ممَّا جعل لهم تأثيرًا مكَّنهم من توجيه القوانين والنُظم بما يكفل لهم كسب مزيدٍ من النُفوذ والامتيازات، والقُدرة على التدخُّل في الشؤون السياسيَّة والعسكريَّة، وصياغة الحياة العقليَّة والاجتماعيَّة وفقًا لِتوجُّه الكنيسة وغاياتها، فكانوا يحضرون المجالس الوطنيَّة التي كانت تنظر في الشُؤون العامَّة لِلدولة، ويُصادقون على انتخاب الملك، وادَّعت هذه الفئة لِنفسها الحق في عزله إذا أبى الإذعان لِقراراتها.
الطبقة الوُسطى: تألَّفت هذه الطبقة من فئة التُجَّار وصغار المُلَّاك والمُزارعين الأحرار الذين ينتمون لِأُصولٍ قوطيَّة ورومانيَّة. عاشوا في المناطق الريفيَّة والحضريَّة، ومنهم العُمَّال في المُدن الذين كانوا ينتظمون ضمن النقابات، ولا يحق لهم التحوُّل عنها أو الانتقال إلى مدينةٍ أُخرى، وحُرموا من دُخول السلك الكهنوتي والقضائي. واضطرَّ العديد من سُكَّان الأرياف والمُزارعين الأحرار، بِفعل ظُروفهم الاقتصاديَّة الصعبة، أن يتنازلوا عن أراضيهم لِلنُبلاء، وارتضوا بِالعمل والبقاء كمُستأجرين مُقابل تمتُعهم بِحمايتهم، فعُرفوا بـ«المحميين». والمعروف أنَّ القوط لمَّا نزلوا في أيبيريا، ألزموا كُل مُزارع أن يتنازل عن ثُلث أراضيه لِصالح القوطي الذي يُريد احتراف هذه المهنة، وفي حال رفض القوطي أن يعمل بالزراعة، يقوم المُزارع باستغلال الأرض، ويُقدِّم ثُلث إنتاجها لِلنبيل القوطي، واتسعت هذه القسمة في الأرض وإنتاجها حتَّى شملت المنازل والماشية ومُختلف أنواع الزراعة. ومع مُرور الزمن، اغتصب النُبلاء الأرض كُلَّها وعدُّوها ملكًا لِلدولة، وأجبروا المُزارعين الأحرار على العمل فيها كأنهم أقنان أو عبيد، وأضحى هؤلاء، بِمُرور الزمن، مُرتبطين بِالأرض وبِأصحاب الأملاك من النُبلاء، مدى الحياة. وكان على أصحاب هذه الطبقة تقديم عُشر محاصيلهم إيجارًا، إضافةً إلى تأدية بعض الخدمات الشخصيَّة لِلنبيل، وضريبة الرؤوس أو الجزية، وقد وقع عليهم عبء الإنفاق على الدولة، الأمر الذي أدَّى إلى ضعفهم وإفلاسهم فأُصيبوا بِالبُؤس والشقاء.
طبقة الشعب الدُنيا: تكوَّنت هذه الطبقة من المُزارعين البُسطاء والعبيد الأرقَّاء، وارتبطوا بِالأرض وأُلحقوا بِالضياع، ولِلسيِّد عليهم حق الحياة أو الموت. وكان هؤلاء جميعًا مُسخرين لِرفاهيَّة الفئات الرفيعة من النُبلاء والأُسرة الحاكمة وكبار رجال الدين، وكانوا يُستخدمون في الأغراض الزراعيَّة والأعمال المنزليَّة على حدٍ سواء، فرزحوا تحت شقاء الحياة وبؤسها، وسُلبت منهم كُل الحُقوق المدنيَّة، وهُم أكثر عددًا من أفراد الطبقات الأُخرى، وأقل حُقوقًا.
كان أمام مُوسى بن نُصير خياران: توجيه الفُتوحات نحو الصحاري المغربيَّة الجنوبيَّة المُؤدية إلى البلاد السودانيَّة (السنغال والنيجر وغانا المُعاصرة)، أو عُبُور المضيق نحو أيبيريا. ولمَّا كانت الأقاليم السودانيَّة تُشبه تمامًا الطبيعة العربيَّة الصحراويَّة من ناحية القحط وصُعوبة المسالك، وكان المُسلمين قد عرفوا وفتحوا بلادًا غنيَّة في الشَّام ومصر والعراق وفارس والمغرب، واستفادوا من مواردها الاقتصاديَّة والبشريَّة، فضَّلوا توجيه أنظارهم نحو الأندلُس خاصَّةً بعد أن علموا ما كانت عليه هذه البلاد من الغنى.

الأوضاع المُضطربة في بلاد الأندلُس
علم موسى بن نُصير، عن طريق واليه على طنجة طارق بن زياد، بِأوضاع الأندلُس المُتردية بِفعل الصراع على السُلطة بين لُذريق وأولاد غيطشة، بِالإضافة إلى تطلُّع السُكَّان إلى المُسلمين في شمالي أفريقيا لِإنقاذهم من متاعبهم، وبخاصَّةً اليهود الذين كانوا يتعرَّضون لِلاضطهاد. وكتب أولاد غيطشة إلى يُليان عامل الروم السابق على طنجة وسبتة يلتمسون مُساعدته لِلإطاحة بِنظام لُذريق بعد أن سلبهم مُلكهم، ورُبَّما أوحوا إليه بِفكرة الاستعانة بِالمُسلمين بعد أن علموا بِأنَّ هؤلاء قد أشرفوا على البحر عند طنجة، ورُبما اشتركوا في الوفد الذي ذهب إلى إفريقية لِمُقابلة موسى بن نُصير وطلب المُساعدة منه، مُعتقدين بِأنَّ المُسلمين سيكتفون بِالغنائم ويعودون إلى المغرب، ويستعيدون هُم الحُكم وأملاك والدهم الخاصَّة التي تُقدَّر بِثلاثة آلاف ضيعة سُميت بعد ذلك بـ«صفايا المُلوك».

طلب يُليان الطنجي الاستعانة بِالمُسلمين
تجري الرواية التي توردها كُل المصادر العربيَّة والإسلاميَّة القديمة، أنَّ يُليان صاحب طنجة وسبتة السَّابق كان حاقدًا على لُذريق بِسبب اعتداء الأخير على شرف ابنته فلوريندا لا كافا. والمعروف أنَّهُ كان من عادة أشراف القُوط ونُبلائهم أن يُرسلوا بنيُهم وبناتُهم إلى القصر الملكي في طُليطلة لِيكونوا في خدمة مُلوكها، ولِيتأدبوا بِآداب المُلوك، فيقضون مُدَّةً من الزمن حتَّى يبلغوا سن الزواج، حتَّى إذا ما قُرِّر عقد قران بعضهم على البعض الآخر، تولَّى الملك تجهيزهم، وكان الرجال يُندبون أحيانًا في مُهمَّاتٍ سياسيَّةٍ وعسكريَّة، أمَّا البنات فكُنَّ يُلازمن القصر. وكان يُليان قد أرسل ابنتهُ «لاكافا» أو «فلورندة»، إلى قصر طُليطلة، جريًا على العادة لِتتربَّى في البلاط الملكي تربية الأميرات، فأُعجب بها لُذريق، فلمَّا تمنَّعت عن الزواج به اغتصبها، فاشتكت لِأبيها الذي ثارت ثائرته لمَّا عرف، فذهب إلى طُليطلة وأحضر ابنته وقال: «لَا أَرَى لَهُ عُقُوبَة وَلَا مُكِافَأة إلَّا أن أُدخِلَ عَلَيهِ العَرَب»، وحلف وقال: «وَدِينُ المَسِيح لَأُزيلَنَّ مُلكَهُ وَلَأَحفِرَنَّ تَحتَ قَدَميه». لِذلك أخذ يُليان يسعى لِلاستعانة بِالمُسلمين وإدخالهم إلى الأندلُس لِلقضاء على حُكم لُذريق. وأدَّى يُليان دور الوسيط بين المُسلمين وآل غيطشة، فاتصل بِطارق بن زياد في طنجة وعرض عليه غزو الأندلُس، وبيَّن له حُسنها وفضلها وما تويه من الخيرات، وهوَّن عليه حال رجالها ووصفهم بِالضُعف. وتجري رواياتٌ أُخرى أنَّ يُليان لم يكن يتوقَّع، حين طلب المُساعدة من المُسلمين، أن يستقر هؤلاء في الأندلُس، ويبدو أنَّهُ خطَّط فقط من واقع الاستعانة بهم إلى خلع لُذريق وإعادة أولاد غيطشة إلى الحُكم. يُستنتج من هذه القصَّة أنَّ يُليان كانت تُنازعه دوافع شخصيَّة حين قرَّر الاستعانة بِالمُسلمين، وسواء كانت تلك الدوافع معنويَّة أخلاقيَّة أو سياسيَّة نابعة من عدم اتفاقه مع لُذريق وانحيازه لِأبناء غيطشة الذين كانوا يُفكرون في كُل وسيلة للانتقام، فإنَّ النتيجة واحدة.!!!!

Next Post
فى مثل هذا اليوم9 يوليو1816م..بقلم سامح جميل..

فى مثل هذا اليوم9 يوليو1816م..بقلم سامح جميل..

صفحتنا على فيس بوك

آخر ما نشرنا

فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر2013 م..بقلم سامح جميل..
حدث في مثل هذا اليوم

فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر2013 م..بقلم سامح جميل..

by سامح جميل
ديسمبر 5, 2025
0
في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1891م..بقلم سامح جميل…………
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1891م..بقلم سامح جميل…………

by سامح جميل
ديسمبر 5, 2025
0
في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1931م..بقلم سامح جميل…….
حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1931م..بقلم سامح جميل…….

by سامح جميل
ديسمبر 5, 2025
0
فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1870م..بقلم سامح جميل…………….
حدث في مثل هذا اليوم

فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1870م..بقلم سامح جميل…………….

by سامح جميل
ديسمبر 5, 2025
0
فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1867م..بقلم سامح جميل..
حدث في مثل هذا اليوم

فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر1867م..بقلم سامح جميل..

by سامح جميل
ديسمبر 5, 2025
0

BY : refaat

2024 © جميع الحقوق محفوظة

إضاءات

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • كلمة
  • من الأخبار
    • محليات
    • عربي ودولي
  • سياسة
  • علوم انسانية
    • أدب
      • قصة قصيرة
      • قراءات نقدية
    • ثقافة
    • فنون
      • لوحة وحكاية دراسات فنية
    • مسرح الطفل
  • اقتصاد
  • بحوث ودراسات
    • مقالات
  • رياضة
  • طب وصحة
    • الطب البديل
  • علوم ومعارف
  • الركن القانوني
  • مجتمع
    • عالم الطفل
    • عالم المرأة
    • حدث في مثل هذا اليوم
    • أزياء
  • صورة وتعليق
  • بالفيديو
  • ar
    • ar
    • zh-CN
    • nl
    • en
    • fr
    • de
    • it
    • pt
    • ru
    • es

© 2025 JNews - Premium WordPress news & magazine theme by Jegtheme.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In