بَعْـدَ الحَيَاةِ
ـــــــــــــــــ
يَزُورُنَا بَغْتَةً…
يَقْطِفُ مِنْ حُقُولِنا أزْهَارًا يَانِعَةً
يَجْتَثُّ مِن تُرابِنا جُذُورًا فَاتنَةً
يَرْمِي بها تَحْتَ التّرابِ
يَطْمُسُ مَلاَمِحَ حَيَاتِها الأُولَى
لتَبْذُرَ حَيَاةً أخْرى
غيرَ الحَيَاةِ الأولَى
ـــــــــــــــــ
في مَتَاهَاتِ البَعْدِ
تُواجِهُ مَصِيرَها
بلا مَصِيرِ غَيْرهَا
تَحْمِلُ وِزْرَها
بلا وِزْرِ غيْرِها
لاَ تَسْتقِيمُ دُونَ أمْرٍ
بعْد أن كَانَتْ صَاحِبَةَ الأمْرِ
ـــــــــــــــــ
القَدَرُ و الغَدْرُ
لا دَوْرَ لهُمَا
في مَسَارِ القَبْرِ
فقَط…
يَرسُمَان طَريقًا لِزُهُورٍ
لا ذَنْبَ لَها غيْر وِلادَتِها
يَبْحَثَان لهَا عن عُذْرٍ
لا…
أعْذَارٍ…
تُوقِظُ بها نَبْشَ التّرَابِ
لِتُعِيدَ لَهَا
حَياتَها الأولَى
بلا حَيَاتِها الأولَى
تَسْتَعْطِفُ اسْترْجَاعَهَا
تَرْتَجي مِنَّا رَحْمَةً مِنْ حَيَاةٍ
فَتَبْقَى دَفِينَةً
تَحْتَاج إلَى مَنْ يَرْعَاهَا
يَسْقِي مَنْبَتَهَا
بِفِعْلِ الخَيْرِ
بلاَ زَوالٍ
نَفَسٌ مِنَ الزّوَالِ
قَبَسٌ من الحَيَاة الأخْرَى
إلى حَيَاةٍ أخْرَى…
ـــــــــــــــــ
**فتحي مديمغ**
*صَمْتُ الكلامِ*
**صَمَتَ الكلاَمُ على باب الأمنياتِ**
ـــــــــــــــــ






