في مثل هذا اليوم9 اغسطس70م..
الاعتقاد بتدمير هيكل سليمان بالقدس على يد الرومان.
ملأ اليهود الدنيا ضجيجًا منذ الإعلان عن دولتهم المحتلة للأراضى العربية فى فلسطين عن هيكلهم المزعوم تحت المسجد الأقصى، ومنذ بداية الصراع العربى الإسرائيلى واحتلال الأراضى العربية، ويحاول اليهود تصدير وجود بقايا الهيكل أسفل ساحة المسجد الأقصى، والذى يعتقدون أن المسيح سيظهر من أجل بنائه من جديد ومن ثم لابد من إزالة هذ المسجد.
وبحسب الاعتقاد اليهودى فاليوم هى الذكرى 1948، على هدم هيكل سليمان المزعوم بالقدس على يد الرومان فى 9 أغسطس عام 70م.. ومعبد سليمان أو المعبد الأول أو بيت همقدش، وفقًا للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، وتم بناء الهيكل الثانى فى نفس الموقع فى 516 قبل الميلاد، الذى تم توسيعه بشكل كبير فى 19 قبل الميلاد ودمر فى نهاية المطاف من قبل الرومان فى 70 م.
وبنى قبة الصخرة على الموقع فى 691 م، وعتبر أحد الأماكن المقدسة لدى اليهود ويعتقدون أن المسيح سيعيد بناء بيت همقدش، ولا يعرف بالضبط أين موقع بيت همقدش، ويظن بعض اليهود أن موقعه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه.
لكن هل يوجود بالفعل ما يسمى بهيكل سليمان، وهل تناول المؤرخون وجود هذا الهيكل المزعوم، وحقيقة وجودة أسفل ساحة المسجد الأقصى؟.. هذا هو ما حاول الإجابة عليها العديد من المؤرخون والباحثون العرب فى الرد على هذا الزعم فى عدد من الكتب والدراسات منها:
كتاب للمؤرخ والباحث الدكتور كمال صليبى صدرت ترجمته العربية عام 1997، ويحاول الكتاب أن يثبت أن أحداث “العهد القديم” لم تكن ساحتها فلسطين، بل إنها وقعت فى جنوب غربى الجزيرة العربية، ويستند فى ذلك إلى أدلة اكتشفها فى مجالى اللغة والآثار، ويقارنها بالمألوف والسائد من “الجغرافيا التاريخية للتوراة”، ويتبنى الكاتب فكرة أن مسرح التوراة “العهد القديم” وملكة سليمان ومن ضمنها الهيكل، ليست فى فلسطين بل فى منطقة تسمى عسير حاليا السرا “في غرب الجزيرة العربية”.
يسير كتاب الباحث فاضل الربيعى على نهج كتاب المؤرخ الدكتور كمال صليبى، حول وجود التوراة فى اليمن وليس فلسطين، ويشدد الكتاب على أن الهيكل أعيد بناءه على يد القبائل اليمنية العائدة من الأسر البابلى، ومن ثم فالهيكل لم يبنى فى القدس على الإطلاق، بل أن أورشليم المزعومة التى يحمونها ليس لها وجود، وبالتالى ليس ثمة هيكل لسليمان تحت قبة الصخرة، فيما نجد الهياكل فى السراة اليمنية، وذلك حسبما استعان المؤلف بأبو محمد الهمدانى وهو من أعظم جغرافيي جزيرة العرب فى عصره.
الصريخ لمجابهة غزاة التاريخ
فى هذا الكتاب للكاتب وليد المهدى، يرى المؤلف أن اليهود أنفسهم لا يتفقون على هيكل واحد، ومكان واحد، فيهود مملكة السامرة يقولون إن هيكلهم فى مدينة نابلس وليس القدس، وآخرون يقولون إنه فى قرية بيتين شمال القدس، ومجموعة ثالثة تقول إن هيكلهم أقيم على تل القاضى “دان” وهكذا كله ما يؤكد أن قصة الهيكل هى أسطورة، لأن كل الهياكل هذه لا وجود لها، ولم يعثر لها على أى أثر.






