في مثل هذا اليوم 14 اغسطس1974م..
الجيش التركي يدخل العاصمة القبرصية نيقوسيا في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته قبرص ووصول حكومة عسكرية من القبارصة اليونانين إلى الحكم.
الغزو التركي لقبرص (بالتركية: Kıbrıs Barış Harekâtı بمعنى ما أطلق عليه الأتراك عملية السلام القبرصية، وباليونانية: Τουρκική εισβολή στην Κύπρο)، كان اسمه الرمزي الذي وضعته تركيا هو عملية أتيلا (بالتركية: Atilla Harekâtı)، وكانت هذه العملية غزوًا عسكريًا تركيًا لدولة قبرص الجزرية، وقد بدأ الغزو في 20 يوليو 1974 في أعقاب الانقلاب القبرصي في 15 يوليو 1974.
حدث الانقلاب بأمر من المجلس العسكري في اليونان، وقام به الحرس الوطني القبرصي بالاشتراك مع المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة أيوكا- بي (وهي منظمة يونانية قومية يمينية شبه عسكرية أسسها الجنرال جورجيوس جريفاس وتهدف إلى توحيد قبرص واليونان) مطيحين بالرئيس القبرصي رئيس الأساقفة مكاريوس الثالث، ونُصِّب نيكوس سامبسون رئيسًا. كان الهدف من الانقلاب توحيد قبرص واليونان (حركة إينوسيس: حركة المجتمعات اليونانية المختلفة التي تعيش خارج اليونان وتدعو لدمج المناطق التي يعيشون فيها مع الدولة اليونانية) وإعلان جمهورية قبرص اليونانية.
غزت القوات التركية قبرص في يوليو 1974، واستولت على %3 من الجزيرة قبل إعلان وقف إطلاق النار، وانهار المجلس العسكري اليوناني وحلّت محله حكومة ديمقراطية. في أغسطس 1974 أدى غزو تركي آخر إلى الاستيلاء على نحو %37 من الجزيرة، وأصبح خط وقف النار بدءًا من أغسطس 1974 منطقةً عازلةً تابعة للأمم المتحدة في قبرص (منطقة منزوعة السلاح تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص) ويُشار إليه عادة باسم الخط الأخضر.
طُرد نحو 150,000 شخص (يشكلون أكثر من ربع مجموع سكان قبرص، وثلث سكانها القبارصة اليونانيين) من الجزء الشمالي المحتل من الجزيرة، حيث يشكل القبارصة اليونانيون %80 من السكان، ولاحقًا في عام 1975، أي بعد أكثر من عام بقليل، نزح نحو 60 ألف قبرصي تركي من الجنوب إلى الشمال، وهذا يعادل نصف السكان القبارصة الأتراك. انتهى الغزو التركي بتقسيم قبرص على طول الخط الأخضر الذي تراقبه الأمم المتحدة، والذي ما يزال يقسم قبرص، وتشكيل إدارة قبرصية تركية مستقلة دي فكتو (بحكم الأمر الواقع) في الشمال.
أعلنت جمهورية شمال قبرص التركية (تي آر إن سي) استقلالها في عام 1983، رغم أن تركيا هي البلد الوحيد الذي يعترف بها. يعتبر المجتمع الدولي إقليم جمهورية شمال قبرص التركية إقليمًا تابعاً للجمهورية القبرصية تحت الاحتلال التركي. يُعتبر الاحتلال التركي غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويُعد احتلالًا لأراضي الاتحاد الأوروبي منذ أن أصبحت قبرص عضوًا فيه.
وفقًا للمتحدثين الأتراك، يُشار للعملية أيضًا باسم «عملية السلام القبرصية» (Kıbrıs Barış Harekâtı) أو «عملية السلام» (Barış Harekâtı) أو «عملية قبرص» (Kıbrıs Harekâtı) ويزعمون أن هذا العمل العسكري التركي يُعتبَر عمليةً لحفظ السلام.!!