ثمن الغربة
لم أكن أعلم أن ثمن الغربة أعظم مما ظننت، وتخيلك عند فقدانك لأخيك الأكبر ابن عمتك وأنت واقف مكبل اليدين.
لا تعلم ماذا حدث؟! وما الذي يدور من حولك؟!
وكيف تحدث مثل هذه الفاجعة في عدم وجودك؟!!
لتقف وتأخذ عزاءه وتتمنى في هذا الوقت لو أنك تستيقظ من نوم ثقيل عليك، وتدور من حولك أحداث وذكريات وتسمع أصواته ف أذنيك عند ندائه عليك أو عند نصحه لك وقت طيشك وصغرك.
كان بيت عمتي بمثابة بيتي الثاني، كم كنت مداوم الجلوس هناك أكثر من بيتي، تدور الأيام وتفقد أخا غاليا على القلب والروح مما يجعلك تشعر بالحزن والانكسار، ويصبح الألم أكبر وأعظم، ألم الفقدان لأخيك، وألم آخر وانكسار؛ لإحساسك بالضعف لعدم قدرتك على الوجود، وأخذ عزاء أخيك الغالي.
كل ما تستطيع أن تفعله هو أن تشاركهم بروحك، وبالدعاء له ولهم، وتترك العنان لمخيلتك، وتصور المشهد الذي يدور هناك من حزن الإخوة، وترى عمتك أمام عينيك، وترى مشهد حزنها وألمها ودموعها، ولا تستطيع أن تقف بجوارهم في هذه الفاجعة القاتله للنفس والروح.
في النهاية لا نستطيع أن تقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون
د. عبد الملك خليل مروان






