في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر1959م..
الرئيس الفرنسي ديغول يعترف للجزائريين بحق تقرير مصيرهم.
عندما استلم الجنرال شارل ديغول مقاليد الحكم بعد تمرد 13 ماي 1958م، لم يكن لأحد أن يعرف كيف ستكون سياسته اتجاه الثورة الجزائرية، فالمستوطنون الأوروبيون كانوا يظنون بأنهم انتصروا وجاؤا بالرجل الذي سيكون أداة سهلة لينفذوا به سياستهم الإجرامية في الجزائر كيفما شاؤا، أما الشعب الجزائري فقد كان ينتظر من الجنرال شارل ديغول الحل الليبرالي لقضيتهم وهو الاستقلال والتخلص من الاستعمار الفرنسي. لقد كان 16 سبتمبر 1959م بالنسبة للمستوطنين الأوروبيين عبارة عن قنبلة انفجرت، فقد اعترف الجنرال شارل ديغول بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، حيث قال فيه: “بأن الوقت قد حان لإعطاء الفرصة للجزائريين لكي يعبروا بأنفسهم عن مستقبلهم، ويقرروا مصيرهم بأنفسهم” وبذلك وضع الجنرال شارل ديغول حدا ونهاية لفكرة السيادة الفرنسية والوجود الفرنسي الأبدي في الجزائر. وكانت أول ردودهم عنيفة عموما، فقد صرخ المستوطنين بأعلى صوتهم بالخيانة والتخلي، ومنذ أن تفوه ديغول بكلمة تقرير المصير وهم في صراع مع الزمن يتهيأون بالتنسيق مع قادة الجيش للدفاع عن “الجزائر فرنسية”، واتفقوا على شيء واحد هو الحفاظ على الجزائر الفرنسية بشتى الوسائل. اعتبر المستوطنون الأوروبيون وقادة الجيش الفرنسي في الجزائر أن الجنرال شارل ديغول الذي عاد إلى السلطة بفضلهم قد خذلهم وتخلى عنهم، ما زاد في استيائهم من هذه السياسة وسخطوا على الرقة التي أولاها الجنرال ديغول للشعب الجزائري معتقدين ذلك من دلائل الضعف ودلالات سياسة التخلي عنهم. إن تصريح 16سبتمبر 1956 يمثل أرضية مهدت الطريق لتسليم الجزائر بالمجان إلى جبهة التحرير الوطني حسب اعتقاد المستوطنين الأوروبيين.!!