فى مثل هذا اليوم 18 سبتمبر1997م..
الملياردير الأمريكي تد تيرنر يتبرع بمبلغ مليار دولار للأمم المتحدة مخصص لتمويل برامج رعاية الأطفال واللاجئين، ويعتبر هذا التبرع أكبر منحة فردية في تاريخه.
سجل قطب الاعلام الاميركي، مؤسس شبكة التلفزة »سي.ان.ان« تيد تيرنر »مأثرة انسانية« بإعلانه المفاجئ عن التبرع بمليار دولار لبرامج انسانية وبيئية تنفذها الامم المتحدة التي سارع امينها العام كوفي انان الى الاشادة بهذه الخطوة »النبيلة الاستثنائية«، فيما لن تحرم تيرنر سوى من »مردود عمل تسعة شهور« ومن احتلال مرتبة متقدمة في لائحة »فوربس« لأغنى اغنياء العالم. وفاجأ تيرنر (58 عاما) المعروف بأعماله الخيرية والذي يملك مؤسسة تحمل اسمه لهذه الغاية، الحضور من دبلوماسيين وشخصيات عامة ومشاهير في حفل العشاء الذي أقامته »رابطة الامم المتحدة« الاميركية في فندق »ماريوت ماركويز« في مانهاتن، امس الاول بإعلان تبرعه بمليار دولار، على عشر دفعات سنوية، لبرامج حفظ السلام واليونيسيف ومكافحة الامراض وازالة الالغام الارضية والحد من ازدياد حرارة الارض وغيرها من البرامج التي تنفذها الامم المتحدة، وذلك عبر صندوق خاص غير ربحي سيؤسسه، نظرا لأن انظمة الامم المتحدة لا تجيز تلقي هبات من اشخاص. واوضح تيرنر، وهو حاليا نائب رئيس مجموعة »تايم ورنر« ان الهبة ستكون في شكل اسهم في المجموعة تمنح بواقع مئة مليون دولار سنويا لمدة عشر سنوات، وتقدر قيمة اسهم مجموعة »تايم ورنر« في الاسواق المالية بثلاثة مليارات دولار، وقد ترتفع قيمتها بالأثر المعنوي الذي ستخلفه الهبة، ما يعني تعويض تيرنر ما سيدفعه، وهو ما اشار اليه مازحا، ليقول: »لقد تعلمت انه كلما اكثر المرء فعل الخير كلما كثرت أمواله«. وقال إن هبة المليار تمثل الزيادة على صافي ثروته منذ بداية العام الحالي. اضاف: »عندما تلقيت كشفي في كانون الثاني كنت أساوي 2،2 مليار دولار ثم تلقيت كشفا آخر في آب افاد بأنني اساوي 2،3 مليار دولار. لذا تصورت انها (الهبة) مجرد عائد تسعة شهور، فمن يبالي؟!« وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرد ايكهارد ان تيرنر التقى بانان بعد ظهر امس الاول، وأبلغه بأنه يفكر بتقديم هبة المليار دولار، اي ما يوازي الميزانية السنوية للامم المتحدة. واعتبر انان امس ان تبرع تيرنر »فتح الطريق« امام آخرين من اغنياء العالم. ونقل ايكهارد عن انان قوله ان تيرنر »فتح الطريق« امام متبرعين آخرين، ولكنه شدد على ان المبلغ الذي تبرع به تيرنر »لا يغطي متأخرات الولايات المتحدة المستحقة للامم المتحدة والتي تبلغ مليارا ونصف مليار دولار، اذ لا يحق للمنظمة قبول مساهمات الافراد«. وقال ايكهارد »كان في نية تيد تيرنر ابراز دعمه للاصلاحات التي اقترحها الامين العام واعطاء الامم المتحدة دفعا يحتاج اليه في الازمة المالية الراهنة«. ويعود الجزء الاكبر من الازمة المالية للامم المتحدة الى رفض الولايات المتحدة دفع مساهماتها المتأخرة والتي وصلت الى مليار ونصف مليار دولار في 31 آب الماضي. ويبحث الكونغرس الاميركي حاليا في السماح بدفع 900 مليون دولار بشرط اعتماد المنظمة اصلاحات واسعة. وحث تيرنر الادارة الاميركية على دفع الديون المتراكمة عليها لمصلحة الامم المتحدة، والتي تتجاوز ال5،1 مليار دولار. وفي مقابلة مع »سي.ان.ان« غداة اعلان التبرع، قال تيرنر: »لست أفقر مما كنت عليه قبل تسعة شهور، فيما العالم أفضل بكثير«. وحث تيرنر بقية الميارديرات الاميركيين، مسميا بيل غيتس، على ان يحذو حذوه، وقال: »هناك اشخاص كثر غارقون بالمال ولا يعرفون ما يفعلون به. المال لا يفيد خيرا اذا لم يعرف المرء ما يجب ان يفعل به«. واكد عزمه ان يصبح جامع تبرعات للامم المتحدة »لذا فإن على كل شخص غني ان يتوقع اتصالا مني«. اضاف: »على المرء ان يتعلم العطاء، المرء لا يولد معطاء، بل يولد انانيا«. واشار الى ان الفكرة لمعت في رأسه قبل يومين، في غرفة فندق في نيويورك، وكانت معه زوجته جين فوندا. وسئل عما كانت ردة فعل فوندا فأجاب: »لقد ذرفت الدموع، وقالت: انني فخورة لكوني زوجتك«. وتعتبر هبة تيرنر الهبة الفردية الاكبر حتى الآن. (نيويورك تايمز، سي.ان.ان)!!!!!!