قصيدة (حد اليقين) تنسج عالماً يتأرجح بين (الخوف /والرجاء-الظلام /والنور-الموت /والحياة)فهي تبدأ بمشهد يشي بالخراب—-حرائق، ردم، وبقايا أطفال، وكأن العالم في طور الانهيار…وسط هذا الدمار يعلو صوت روحي (ادخلوها بسلام)في استحضار لمعنى النجاة والخلاص-كأن الشاعرة تشير إلى مأوى داخلي أو ملاذ إيماني يتجاوز الفوضى الخارجية التي تنذر بالعدم
فلسفة القصيدة
تقوم على جدلية( اليأس /والأمل)فالموت حاضر (حد اليقين) والموت يقين وحقيقة ثابتة لكن النور يطلّ خجولا والشمس نفسها تنحني في تواضع-وكأن الكون يتآمر على حماية أرواح أرهقها العناء…هذا يوحي بأن الخلاص ليس في الهرب من الواقع-بل في التسليم لحقيقة أوسع وأعمق حيث يتحول الألم إلى طريق نحو نور يتجاوز الخراب إلى بقعة ضوء وسط استمرار العتمة
قصيدة تضعنا القارئ أمام حتمية الفناء-وفي الوقت نفسه أمام بصيص الخلود الكامن في الإيمان والرحمة…
حد اليقين ..
الهام عيسى
تأخر الصباح على غير المألوف ..
الأمنيات تعبر فوق الحواجز بهجس وخوف ..
حرائق تلتهم الزوايا وردم في الخسوف ..
أينما تحل .. بقايا أطفال يملأ العيون
***
من وراء بحار الآلام
منادٍ ينادي -ادخلوها بسلام ..
واسرجوا لياليكم بشعاع النور
حيث آوت إلى جذع نخلة
هربا من ظلام العالمين
وابتهلت في صمت وأنين ..
اللّهم آمين ..
***
الشمس تفتح ذراعيها بخجل
لم أعهدها من قبل بهذا الوجل
وحتى لا توقظهم
تخفض جناح الذل
فسكرة الموت جاثمة حد اليقين…
——






