في مثل هذا اليوم 3 اكتوبر1942م..
ظهور أول صاروخ باليستي ألماني وذلك عندما أطلقته على إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية.
اَلصَّارُوخُ الْبَالِسْتِيُّ أو الصاروخ القوسي أو القذيفة التسيارية هو سلاح يُستخدم لإيصال الرؤوس الحربية إلى أهداف محددة عبر مسار مقذوف. يعتمد هذا النوع من الصواريخ على الدفع لفترة قصيرة فقط عند الإطلاق، بينما يقطع الجزء الأكبر من رحلته دون محرك. وتبقى الصواريخ الباليستية قصيرة المدى عادةً ضمن الغلاف الجوي للأرض، في حين أن الصواريخ الأبعد مدىً، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، تغادر الغلاف الجوي وقد تصل إلى مدار كامل حول الأرض. وتختلف الصواريخ الباليستية عن صواريخ كروز، إذ إن الأخيرة تعتمد على التوجيه الديناميكي الهوائي طوال فترة طيرانها المزوّد بالطاقة، مما يجعلها محصورة ضمن الغلاف الجوي.
شهد العالم أكبر هجوم بصواريخ باليستية في التاريخ في 1 أكتوبر 2024، عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني حوالي 200 صاروخ على إسرائيل، من مسافة تقارب 1,500 كيلومتر. وصلت الصواريخ إلى أهدافها بعد حوالي 15 دقيقة من الإطلاق. ويُعتقد أن إيران استخدمت صواريخ من طراز فتح-1 وخيبر، وكلاهما يمتلك مدى يبلغ نحو 1,400 كيلومتر.
تاريخ
أحد أوائل الصواريخ الباليستية الحديثة كان الصاروخ A-4، المعروف باسم في-2 (V-2)، الذي طوّرته ألمانيا النازية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين تحت إشراف الفيزيائي الالماني فيرنر فون براون. أُجري أول إطلاق ناجح لصاروخ V-2 في 3 أكتوبر 1942، وبدأ استخدامه العملياتي في 6 سبتمبر 1944 ضد باريس، تلاه هجوم على لندن بعد يومين. وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا في مايو 1945، كانت ألمانيا قد أطلقت أكثر من 3,000 صاروخ V-2. إضافة إلى استخدامه كسلاح، أصبح صاروخ V-2 أول جسم من صنع الإنسان يصل إلى الفضاء الخارجي، وكان ذلك في 20 يونيو 1944 عندما أُطلق بشكل عمودي. أما أول صاروخ باليستي عابر للقارات في التاريخ فكان R-7 سيموركا السوفييتي.
خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين، شهد مدى الصواريخ الباليستية تطورًا كبيرًا وسريعًا، ففي عام 1949 بلغ مدى صاروخ R-2 السوفييتي نحو 550 كيلومترًا، ثم ارتفع إلى 1,200 كيلومتر مع صاروخ R-5 عام 1955، ليصل إلى 8,000 كيلومتر مع صاروخ R-7 سنة 1957، ثم إلى 13,000 كيلومتر مع صاروخ R-9 عام 1961. وبحلول عام 1965، حقق صاروخ R-36O مدى كوكبي.
تتمتع الصواريخ الباليستية بأهمية استراتيجية بالغة نظرًا لقدرتها على حمل رؤوس نووية والمسافات البعيدة التي يمكنها قطعها. ففي عام 1959، دخل صاروخ أطلس الخدمة كأول صاروخ أمريكي عابر للقارات مخصص للأغراض الاستراتيجية، بمدى يصل إلى 11,000 كيلومتر، وهو ذاته الصاروخ الذي استُخدم لاحقًا في برنامج ميركوري الفضائي.
وفي عام 1960، أُطلق الصاروخ الأمريكي بولاريس من غواصة حربية. ورغم أن مداه لا يتجاوز 2,000 كيلومتر، إلا أنه يُصنّف كصاروخ استراتيجي نظرًا لإمكانية إطلاقه من مواقع قريبة من العدو، ما يمنحه أهمية عسكرية كبيرة.
وخلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، لم تعد مسألة مدى الصواريخ الاستراتيجية تمثل تحديًا، إذ باتت قادرة على الوصول إلى أي نقطة داخل أراضي العدو. ونتيجة لذلك، ركزت الأبحاث على تطوير خصائص أخرى مثل دقة التوجيه، بهدف استهداف المنشآت المحصنة مثل قواعد إطلاق الصواريخ، حتى باستخدام رؤوس نووية محدودة التأثير. وبحلول الثمانينيات، وصلت دقة بعض هذه الصواريخ إلى 200–300 متر.
ولتقليل احتمالية تدمير الصواريخ قبل إطلاقها، جرى تصغير حجمها وزيادة حركيتها، ما سمح بتركيبها على منصات متنقلة مثل القطارات والشاحنات. كما أصبحت منصات الإطلاق الثابتة أكثر تحصينًا بفضل تصغير حجم الصواريخ.
وبسبب ارتفاع تكلفة إنتاج الصواريخ وبالنظر إلى مبدأ التدمير الشامل المتبادل الذي كان يهيمن على التفكير الاستراتيجي آنذاك، فقد زُوّدت بعض الصواريخ بما يصل إلى 13 رأسًا نوويًا منفصلًا، ضمن أنظمة حمل متعددة.
ورغم التقدم السريع في مجال الصواريخ الاستراتيجية، استمر العمل على تصميم الصواريخ الباليستية التكتيكية ولكن بوتيرة أبطأ. وفي عام 1988، حظرت المعاهدة الأمريكية-السوفيتية بشأن الأسلحة النووية متوسطة المدى (INF Treaty) امتلاك صواريخ أرض-أرض، سواء النووية أو التقليدية، التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، ما أدى إلى وقف إنتاج هذا النوع من الصواريخ في البلدين.
ومع ذلك، واصلت دول مثل باكستان والهند وإسرائيل وإيران وكوريا الشمالية تطوير صواريخ باليستية متوسطة المدى، ولكن في إطار استراتيجياتها الدفاعية الخاصة.!!!!!






