شهادة في رسائل الاديبة سليمى السرايري
الناقدة :جليلة المازني(تونس)
ان مجموعة رسائل الاديبة سليمى السرايري طُبعتْ بسمتيْن هما: كسْرالحدود
بين الانواع الأدبية والفنية والشمُولية وما بينهما من خيال وأسطورة:
1- كسر الحدود بين الانواع الادبية والفنية:نلاحظ ان هذه المجموعة من الرسائل تجسّد التفاعل الأجناسي بامتياز…انه قطع مع تمجيد الجنس الادبي وتقديسه …انه تعالق وتعانق ..انه مزيج بين النثر والشعر ببلاغته ومجازه وصوره الشعرية وخياله الشاسع في وصف الحبيب بالبحر في هدوئه وغضبه
وفي وصف الاصدقاء والوالدين…انه ايغال في الخيال الشعري الذي سرّبته
الى رسائله .
وأكثر من ذلك فان هذه الرسائل تعاقر جمال المشهدية في الفنّ التشكيلي
بجميع الالوان التي طغت على المشاهد برسائلها(زرقة البحر والسماء/بياض الامواج/أشعة الشفق الحمراء/ عيناه نحاسية اللون ….)
كما تعانق رسائلها عذوبة اللحن في الفنّ الموسيقي بتلك الأغاني المبثوثة هناوهناك …
ان كل هذه الانواع الادبية والفنية بخيالها وأسطورتها جعلتْها الاديبة سليمى السرايري تتربّع على عرش رسائلها في نسيج أنيق..
2- الشمولية: لقد كانت رسائل الاديبة شاملة في تعدّدها جمعت بين الرسالة للحبيب وللأصدقاء وللبنات والاب والامّ وللحياة .انها بهذه الشمولية تتميّز عن رسائل الأديبة مي زيادة لجبران خليل جبران والرافعي والعقاد وتختلف عن رسائل الاديبة غادة السمان لأنسي
الحاج وغسان كنفاني .
.3- الأسطورة والخيال: لقد لعبت الاسطورة في رسائلها(جنيات وحوريا البحر/عروس البحر/بوسيدون العظيم/الغول/مرآة سحرية/ الكهف/شالوت/ الصخرة الكبيرة…) دورا كبيرا باعتبارها مصدرا غنيّا للالهام والخيال والتشبيهات الشعرية في رسم عوالم خيالية ممتعة وجذّابة تساعد على اضافة اللمسات الرومانسية والخيالية لرسائلها وقد استخدمتها الكاتبة لايصال رسائل ودروس مهمّة للقرّاء باسلوب ماتع وشائق.
لقد ضمّنت سليمى السرايري رسائلها مشاعر الشوق والحنين للحبيب
ومشاعر الوفاء الانساني للاصدقاء و مشاعر الحبّ الكبير للأب( رحمه الله ) وللأمّ التي تلازمها ملازمة الروح للجسد.
وبين هذا وذاك تتخلل رسائلها مواقف فكرية واجتماعية ووجودية.
وهل أكثر من تلك الرسالة الى الحياة المطبوعة بمسحة وجودية يتأرجح فيها الانسان بين التشبث بالحياة والخوف من الموت؟.
ان هذه الشمولية في رسائلها تجعل المتلقي واجدا فيها نفسه وأنّ الكاتبة تتحّدّث عنه فينخرط في قراءتها غير عابئ بالرسائل المنشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ان الكاتبة تُحْيي الزمن الجميل في كتابة الرسائل الورقية متحدّية تلك الرسائل المزيّفة والملوّثة المبثوثة على الشبكة العنكبوتية.
ان سمة كسر الحدود بين الانواع الأدبية والفنية وسمة الشمُولية وما بينهما من اسستخدام للأسطورة وايغال في الخيال ..كل ذلك جعل من رسائل سليمى السرايري تتميّز وتتفرّد بها.
ان مجموعة رسائلها جمع بصيغة المفرد.
ان سليمى السرايري في رسائلها لا تشبه الا سليمى السرايري.
بتاريخ 31/01/2024.






