الشاعر والإعلامي العراقي علي جابر نجاح
( علي البنفسج )
صوتٌ أدبيّ يزهر في خارطة الإبداع العراقي
التقرير من اعداد
الخطاط والباحث
رضوان الحسيني
العراق
في مشهدٍ ثقافيّ مزدحم بالأسماء، يبقى حضور الشاعر والإعلامي والمترجم الأستاذ علي جابر نجاح الأسدي – المعروف أدبيًا بـ “علي البنفسج” – حضورًا لافتًا ونديًّا، تمامًا كاسمه الذي اختاره ليكون عنوانًا لمسيرته الإبداعية. فالرجل جمع بين رهافة الشاعر، ودقّة المترجم، وحكمة الإعلامي، ليقدّم نموذجًا ثقافيًا راقيًا يليق بمدينة بغداد التي أنجبته عام 1964، ويليق بإنسان حمل الأخلاق قبل الأقلام، والروح قبل الحروف.
شاعرٌ تُزهر كلماته… وإعلاميٌ تُثمر مبادراته
حاصل على بكالوريوس لغة إنكليزية، وتمكّن عبر السنوات من بناء مشروع ثقافي متكامل يحمل بصمته الخاصة. فهو:
رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة البنفسج الورقية الشهرية.
رئيس وكالة البنفسج الإخبارية الدولية.
عضو في أبرز المؤسسات الثقافية العراقية: اتحاد الأدباء والكتاب، اتحاد الصحفيين، جمعية المترجمين، المتحف المتجول الحضاري.
عضو شرف في ملتقى البيادر الثقافي السوري.
بهذه الانتماءات الواسعة، رسم علي البنفسج لنفسه مسارًا يليق بالمثقف الحقيقي: مسار العطاء والالتزام والمسؤولية.
نتاجٌ أدبيّ عميق… ومشاريع تتنفس البنفسج
في رصيده خمس مجاميع شعرية، وكتب نقدية وبحوث أكاديمية وترجمات متعددة، ارتقت به إلى مصاف الأسماء المؤثرة في الأدب العراقي المعاصر. من أبرز أعماله:
همس البنفسج (2018)
روز البنفسج (2019)
غيد البنفسج (2020)
ترانيم البنفسج (2022) – دار النخبة المصرية
مزامير طمرها الخريف (2023 – بغداد)
إضاءات على حروف البنفسج (2022 – كتاب نقدي)
موسوعة البنفسج الدولية – إصدار حديث
مشاركات شعرية ونقدية عربية واسعة
دراسات أكاديمية باللغتين العربية والإنكليزية
ترجمات لنصوص عربية وأوروبية منشورة في مجلة البنفسج
ولم يكتفِ بإصدار الكتب، بل يعمل اليوم على مشروع جديد: كتاب “أوراق من ذاكرة البنفسج” الذي يوثّق رحلته ومقالاته وحواراته الممتدة في الصحف العراقية والعربية.
جوائز وتكريمات… تُجسّد قيمة المنجز
نال الأستاذ علي البنفسج العديد من القلائد والشهادات والتكريمات من مؤسسات ثقافية عراقية وعربية، ومن أبرزها:
قلادة الإبداع الحضاري لعامي 2018 و2019
قلادة الإبداع من مؤسسة المرسى الثقافية (2018)
تكريمات من وزارة الثقافة، شبكة الإعلام العراقي، اتحاد الأدباء، اتحاد الصحفيين، نقابة الفنانين، ودار الكتب والوثائق
كما حققت نصوصه حضورًا عربيًا لافتًا:
– تنهيدة حصلت على المركز الثامن في مهرجان همسة الدولي (2019).
– مجانين البحر حققت المركز الخامس في الدورة التالية للمهرجان (2020).
نشاط ثقافي واسع… ومؤسسة تتسع للجميع
لا يمكن الحديث عن علي البنفسج دون ذكر المشروع الذي أصبح بصمة خاصة له:
“البنفسج” – مجلةً، ووكالةً، ومهرجانًا، وحراكًا ثقافيًا ممتدًا في العراق وسوريا وعدة دول عربية.
من مهرجان البنفسج الدولي في بغداد، إلى الفعاليات الكبرى في دمشق، طرطوس، اللاذقية، حماه، والسويداء… نجح الأستاذ علي البنفسج في جعل البنفسج علامة ثقافية محبّبة، تجمع الشعراء والفنانين والنقاد والخطاطين والمصورين تحت سقف واحد.
كما نظّم عشرات المعارض الإلكترونية والمعارض الواقعية، وأسهم في حملات إنسانية وثقافية، من أبرزها:
معرض “إحياء الزيتون” تضامنًا مع الشعب السوري بعد محنة الحرائق.
واليوم، تستمر المؤسسة بإصدار العدد 52 من المجلة، في مسيرة لا تعرف التوقف.
علي البنفسج… إنسان قبل أن يكون مبدعًا
من يعرف الأستاذ علي جابر الأسدي عن قرب، يدرك أنّ سرّ نجاحه ليس كثرة الإنجازات وحسب، بل أخلاقه العالية، وتواضعه، وقدرته على احتضان الجميع بروح الأب والأخ والرفيق. فهو من القلائل الذين جعلوا من الثقافة رسالة إنسانية، ومن الشعر ضوءًا، ومن الإعلام جسراً يربط القلوب قبل أن ينقل الأخبار.
ختامًا…
إن الحديث عن علي البنفسج ليس حديثًا عن شخص، بل عن حالة ثقافية كاملة، عن بذرة زرعت في تربة بغداد فأنبتت حقولًا من الإبداع، ممتدة نحو كل مدينة عربية تحب الحرف وتؤمن بالجمال.
إنه واحد من الأصوات العراقية التي صنعت فرقًا… وأنارت دربًا… وستظل حروفه، كما اسمه، تفوح بعطر البنفسج أينما حلّت .






